تويوتا تسجل الخسارة الأولى منذ 40 عاما.. وجنرال موتورز تمنى بـ88 مليار دولار خسائر

عمالقة السيارات مستمرون في مواجهة أسوأ مواسم مبيعاتهم

ميني كوبر («الشرق الأوسط»)
TT

لا تزال صناعة السيارات تعيش أسوأ أيامها رغم كل الجهود المبذولة والقروض الممنوحة لانتشالها من مستنقع الأزمة الاقتصادية العالمية، فللمرة الأولى في تاريخها تسجل شركة تويوتا اليابانية العملاقة خسارتها الأولى منذ نحو 40 عاما. وبدورها واصلت مجموعة جنرال موتورز الأميركية تسجيل الخسائر في الربع السنوي الثامن على التوالي، فيما سجلت مبيعات سيارات مجموعة دايملر الألمانية مجددا تراجعا حادا خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي.

مصادر شركة تويوتا كشفت عن بلوغ خسائرها، خلال العام المالي المنصرم الذي انتهى في آخر مارس (آذار) الماضي، 437 مليار ين ياباني (3.28مليار يورو) مقابل أرباح قدرها 1.72 تريليون ين حققتها الشركة في العام المالي الذي سبقه.

وأرجعت الشركة الخسائر الكبيرة إلى انهيار مبيعات السيارات في السوقين الأميركية والأوروبية والارتفاع الكبير في قيمة العملة اليابانية (الين) بالإضافة إلى ارتفاع نفقات المواد.

وقالت الشركة إن مبيعاتها من السيارات خلال العام المالي الماضي بلغت 7.57 مليون سيارة في كافة أسواق العالم منخفضة بنحو 1.34 مليون سيارة عن العام المالي الذي سبقه. وفي الوقت نفسه انخفضت قيمة المبيعات خلال العام المالي الماضي بنسبة 21.9% إلى 20.53 تريليون ين. وتوقعت الشركة تحقيق خسائر تشغيلية خلال العام المالي الحالي بنحو 850 مليار ين مقابل 461 مليار ين خلال العام المالي الماضي.

أما شركة «جنرال موتورز» الأميركية فقد استمرت في تسجيل الخسائر خلال الربع الأول من العام الحالي بحيث بلغت هذه الخسائر6 مليارات دولار مقابل خسارة بلغت 3.3 مليار يورو خلال نفس الفترة من عام 2008.

وبذلك يكون إجمالي خسائر جنرال موتورز قد بلغ، منذ 2005، نحو 88 مليار دولار. وذكرت مصادر المجموعة أن قيمة مبيعاتها خلال الربع الأول من العام الحالي شهدت تراجعا بمقدار النصف تقريبا لتصل إلى 22.4 مليار دولار أي بنسبة 47% عن الفترة نفسها من العام الماضي. وتواجه جنرال موتورز حاليا شبح الإفلاس رغم حصولها على دعم من الحكومة الأميركية بقيمة 15.4 مليار دولار إذا لم تقدم خطة إعادة هيكلة مقبولة من جانب الحكومة الأميركية قبل نهاية الشهر الحالي.

وتعزز هذه النتائج السلبية المخاوف من اقتراب المجموعة العملاقة من إشهار إفلاسها كما حدث مع كرايسلر التي تقدمت بطلب لحمايتها من الإفلاس واتفقت مع فيات على تأسيس شراكة تستحوذ بموجبها الشركة الايطالية على نسب تتراوح بين 20 و35% من كرايسلر.

وكانت جنرال موتورز قد أعلنت الأسبوع الماضي وقف إنتاج سيارات بونتياك الشهيرة.

وبدورها أعلنت مجموعة ديملر الألمانية أن مبيعاتها من السيارات التي تحمل علامة مرسيدس وهي «مرسيدس بنز» و«سمارت» و«مايباخ» بلغت خلال الشهر الماضي 90 ألف و900 سيارة بتراجع نسبته 24% في الوقت الذي بلغت نسبة التراجع في مبيعات السيارات التي تحمل العلامة الأساسية مرسيدس بنز (النجمة) خلال نفس الشهر 23% حيث وصل عدد السيارات المبيعة إلى 80 ألف و700 سيارة. وكانت مبيعات المجموعة من سيارات الركاب قد سجلت تراجعا خلال شهر مارس (آذار) الماضي بنسبة 16%.

وأرجعت المجموعة هذا التراجع الحاد في المبيعات إلى استمرار الحالة المتعثرة التي تمر بها سوق السيارات بفعل التداعيات السلبية للأزمة المالية والاقتصادية العالمية بالإضافة إلى انخفاض أيام العمل خلال الشهر الماضي بيومين فضلا عن عدم دخول السيارة الجديدة طراز «إي كلاس» بعد إلى كل الأسواق المهمة مثل السوق الأميركية والصينية، وهو الطراز الذي تعول المجموعة لتحسين مبيعاتها.

وذكرت المجموعة أن مبيعاتها من طراز «سمارت» ذات المقعدين بلغت خلال الشهر الماضي 10 آلاف و200 سيارة بتراجع نسبته 25%. ولكن الشركة تأثرت، بشكل خاص، بتراجع مبيعاته في الولايات المتحدة بنسبة 31% مقارنة بنفس الفترة في العام الماضي إذ بلغت ألف و900 سيارة فقط. وكذلك انخفضت مبيعات مرسيدس في سوقها المحلية، ألمانيا، خلال الشهر الماضي بنسبة 30% لتصل إلى 25 ألف سيارة، فيما ارتفعت المبيعات في الصين بنسبة 59% إلى 5600 سيارة.

ولم يقتصر تراجع المبيعات على الشركات العملاقة الثلاث فقط فقد طال شركة أودي أيضا التي تراجعت مبيعاتها بنسبة 5.6% الشهر الماضي مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. وذكرت الشركة أن مبيعات السيارات خلال الشهر الماضي بلغت 81923 سيارة في أنحاء العالم فيما تمكنت الشركة من تحسين مبيعاتها مقارنة بشهر مارس(آذار) الماضي.

وأضافت الشركة المملوكة لمجموعة فولكسفاغن الألمانية أنها باعت خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري 291951 سيارة في أنحاء العالم بانخفاض نسبته 13.6% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وكانت مبيعات أودي في شهر يناير (كانون الثاني) قد انخفضت بنسبة أكثر من 26%. في حين تراجعت مبيعات مجموعة بي.إم.دبليو الألمانية للسيارات خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي بنسبة 23.8% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وذكرت المجموعة أن إجمالي مبيعات السيارات التي تحمل علامات بي.إم.دبليو وميني ولرولزرويس انخفض خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي بنسبة 21.9% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.