ديترويت تنتج جيلا جديدا من السيارات المتينة بأسعار في متناول الجميع

«كامارو» و«تشالينجر» و«موستانغ» .. ميزتها في محركاتها القوية وبنيتها المدمجة في حجم متوسط

«شيفروليه كامارو» طراز 2010 («الشرق الأوسط»)
TT

أظهرت الأزمة الاقتصادية العالمية أن تأثيرها على عاصمة صناعة السيارات في ديترويت كان كاسحا، ولكن إحدى النتائج الإيجابية للأزمة كانت تحفيز الشركات الأميركية الكبرى على إحداث انقلاب على مستوى الأداء داخل قطاعاتها. وقد يكون المثال الأبرز على ذلك طرح سيارة شيفروليه «كامارو» الجديدة لعام 2010.

غالبا ما يطلق على السيارات المتينة لقب «السيارة الفرس»، نظرا إلى أن «موستانغ»، التي أطلقتها شركة «فورد» عام 1965، كانت البادئة في طرح هذا النوع من السيارات. تستمد السيارات عالية الأداء التي تنتجها ديترويت شهرتها من محركاتها القوية المدمجة في سيارات متوسطة الحجم. أما الميزة الرئيسية الأخرى لهذا النوع من السيارات فتكمن في أن أسعارها في متناول الجميع. وغالبا ما تتميز الطرز العادية من السيارات القوية بمحركات أصغر وأجهزة تعليق أكثر ليونة تضمن قيادة يومية سلسة، علاوة على استهلاك خفيف للوقود. واليوم، تعمل معظم هذه السيارات بمحركات «V6» وتشكل نحو 60% من مجمل مبيعات السيارات الملقبة بـ«الفرس». أما الطراز الآخر فيعمل بمحركات «V8». وعادة تتميز سيارات هذا الطراز بمحركات لا تحتاج إلى أكثر من قدر معتدل من التسخين وشكل جذاب، وهي المواصفات الأساسية التي تجذب المستهلك إلى اقتناء «موستانغ جي تي» أو «كامارو إس إس». على رأس قائمة هذه الطرز تأتي السيارات الأغلى سعرا، وهي السيارات الاستثنائية التي لا ينتج منها سوى أعداد محدودة والمزودة بمحركات قوية توفر أداء قويا. والمثالان الحاليان على هذه النوعية هما «دودج تشالنجر إس آر تي ـ 8» و«فورد موستانغ شيلبي دي تي ـ 500» التي تم طرحها في الأسواق قبل فترة وجيزة. لدى شركة كرايسلر، اكتسبت «دودج تشالنجر» مكانة مرموقة بمحركها «V6» وطرازيها «V8 R/T» و «8 ـSRT» (وهي نسخة محدودة). والتزاما بالخصائص المميزة لـ«دودج»، تتميز «تشالنجر» بمحركات ثقيلة وسحب دينامي هوائي. وتتبع طرز «موستانغ V6» و«4.6 V8 GT» و«شيلبي GT 500» ترتيبا تصاعديا من الجيد إلى الأفضل نسبيا، وصولا إلى الأفضل على الإطلاق. وفي هذا الإطار، يبدي طراز «V6» بسعة 4.0 لتر بعض علامات التقدم في العمر، و يسعى محرك «جي تي 500»، الذي أُدخلت عليه تعديلات أخيرا وتبلغ سعته 5.4 لتر وزُود بشاحن فائق، إلى التفوق على السيارة «كامارو» الجديدة التي تنتجها «شيفروليه».

أنتجت شيفروليه سيارة «كامارو» على قاعدة «LS» و«LT V6» وموديلات «SS V8»، ولكن يبدو أن سياراتها «Z28» التي طال انتظارها قد تولد ميتة. ومن غير المحتمل أن تظهر السيارة «Z28»، التي جرى تطويرها وهي جاهزة حاليا للإنتاج، و«جنرال موتورز» تواجه هذه الشروط التي يمليها الرئيس باراك أوباما بشأن من سوف يدير الشركة. وفي المعتاد، يمكن للمرء أن ينظر بعين الشك إلى موديلات «V6» ويرى أنها أمر عادي في شريحة «السيارة الفرس». وهذا تحديدا هو الحال مع «تشالنجر V6» التابعة لـ«دودج»، فهي مثال للمحرك البسيط جدا في سيارة بها الكثير من المغريات. وعلى الرغم من أن «موستانغ V6» تتقدم على « تشالنجر»، فلا يوجد فيها ما يؤهلها لأن تكون سيارة أسطورية. وبعد ذلك، هناك «كامارو 6 سلندرات». وقد كانت نتائج اختبارات محرك «كامارو» المطور والذي يقوم بـ7000 لفة في الدقيقة، جيدة، إذ يوفر معدل سرعة وقوة دفع تتسببان في متعة تناسب سيارة «V8» صغيرة. ويعد الاقتصاد في الوقود (29 ميلا لكل غالون) إضافة كبرى لمحرك تبلغ قوته 304 أحصنة. ولكن نقطة الضغط هي عدم توافر معدل دوران منخفض لكل دقيقة للمناورة المعتادة خلال قيادة هذه السيارة ذات 6 السلندرات، والتي يزيد وزنها عن 3700 رطل. وبالنسبة إلى من يحبون الاستمتاع بأداء السيارة، فإن «الكامارو V6» تشبع هذه الرغبة، وسوف يتعلم الكثيرون كيف يحبون «كامارو V6» التي بلغ سعرها 22995 دولارا. أخيرا نصل إلى محور المقارنة: المحركات 8 سلندرات. ولنضع جانبا على الفور اثنتين من سيارات الوزن الثقيل: السيارة «شيلبي جي تي 500» و«كامارو Z28». وتخرج «الكامارو» لسبب بسيط، أنها غير موجودة. وستكون المقارنة بين «الكامارو» و«جي تي 500» مثل صراع بين عملاقين. ويجري إنتاج السيارة «موستانغ جي تي 500» لعام 2010، وقيادتها جيدة بصورة مدهشة. وتقطع السيارة ربع ميل في أقل من 12 ثانية بمعدل سرعة يصل إلى 115 ميلا في الساعة، وتحتوي السيارة على محرك من الألمنيوم 8 سلندرات وسعة 5.4 لتر، بالإضافة إلى أربعة صمامات وكاميرا مزدوجة. ومعدل الاقتصاد في الوقود هو 22 ميلا لكل غالون على الطرق السريعة. والمأخذ الوحيدة عليها هو سعرها البالغ نحو 40000 دولار، وذلك يتيح مجال المنافسة من كل من «دودج تشالنجر» ورتشانجر إس آر تي ـ 8» و«موستانغ جي تي» و«كامارو إس إس». وجميع هذه السيارات تتمتع بجاذبية واسعة، وهي مزودة بمحركات 8 سلندرات. ولكن بالنسبة إلى السيارة «إس أر تي ـ 8 دودج»، فهي مثل «جي تي 500»، إذ يزيد سعرها عن 40000 دولار. وبالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من أن «إس أر تي ـ 8» تستخدم إصدارا قوته 425 حصانا من محركات «الهيمي 6.1»، فهي غير مريحة بسبب وزنها الذي يبلغ 4100 رطل حين تكون مملوءة بالبنزين، ودون أن يكون بها ركاب. ولا يمثل قطعها لربع الميل في 13.3 ثانية شيئا بالنسبة إلى السيارة «جي تي 500»، كما أن «الكامارو إس إس» تقدم ما هو أفضل لقاء سعر يقل بـ10000 دولار، ولذا فإن أداء الدرجة الثانية مع سعر الدرجة الأولى يضع «إس أر تي ـ 8 تشالنجر» في موقف صعب.

وتعني العودة إلى «تشالنجر آر/تي» قوة حصان مقدارها 372، وقطع ربع الميل في أقل من 14 ثانية. وهي بذلك تلي «موستانغ جي تي» بثانية، كما أنها أقل من «الكامارو إس إس» بثانية ونصف. ويبدأ سعر «تشالنجر آر/تي» من 29320 دولارا، ولكن مع إضافة الكماليات يمكن لهذا السعر أن يتجاوز 35000 دولار. باختصار، لا يمكن لـ«تشالنجر» أن تفخر بسعرها أو قدراتها الاستعراضية. في البداية، تبدو «موستانغ جي تي» ضعيفة بـ315 بوني (حصانا)، ولكن وزن سيارة فورد الأكثر دمجا يقل بمقدار 500 رطلا عن وزن «تشالنجر»، وبـ350 رطلا عن «كامارو إس إس». لذا فإنها تقطع ربع الميل في أقل من 14 ثانية، ويمكن القول في 13.3 ثانية، كما أن سعرها هو في حدود 32500 دولار. ومن الواضح أن شيفروليه كانت تريد أن تسجل نصرا على «موستانغ جي تي» بطراز«كامارو إس إس»، ولذا زودته بمحرك بعزم دوران 426 حصانا في شاسيه «الكامارو إس إس» التي تزن 3950 رطلا. تقطع «الكامارو»، التي يبدأ سعرها من 30995 دولار، 25 ميلا في الغالون، وقد أخذت سرعتها تفوق سيارات أخرى. ويحدث ذلك داخل حلبة السباق، حيث تبلغ «الكامارو إس إس» أقصى سرعة لها في أقل من 13 ثانية. وفي عالم القيادة اليومية، فإن وقت قطع ميدان السباق أمر له أهميته الفائقة، وهنا تحرز «تشالنجر» نقاطا هامة على «الكامارو» و«موستانغ» على صعيدَي التصميم الداخلي ومساحة حقيبة السيارة. وهي السيارة الوحيدة بين الثلاث التي يوجد بها مقعد خلفي يمكن استخدامه. يحب جمهور «الدودج» الشكل في السيارات الاستعراضية كاملة الحجم، و«تشالنجر» الضخمة تملك ذلك بكل تأكيد. وتتمثل نقطة القوة في «موستانغ» في تميزها في القيادة، فهي مدمجة بقدر أكبر ومن السهل رؤية ما هو في الخارج وأنت بداخلها. ويتمتع تصميمها الداخلي بتقدم تقني، وعلى الرغم من هدوئها فهي تحتوي على الكثير. بالطبع تتأثر مبيعات «السيارات الفرس» بدرجة كبيرة بالشكل العام والكماليات، كما أن الولاء للعلامة التجارية أقوى مما هو عليه الحال في شرائح السوق الأخرى. كما أن «تشالنجر آر/تي» مرشحة لأكبر عزم دوران. والتصميم الداخلي الهادئ يتناسب كثيرا مع التصميم الخارجي الضخم. وبالطبع فإن جمهور «كامارو» سوف يلقي نظرة واحدة على هذه السيارات الرائعة التي تنتجها «شيفروليه»، ويعيش في حلم الوصول إلى أقصى سرعة خلال 12 ثانية، وبعد ذلك سيتحولون إلى ما لديهم من مال. وفي النهاية، تتبوأ «الكامارو» و«تشالنجر» و«موستانغ» مواقع مرموقة علي سلم الشكل والأداء. ويمكن أن تكون «الكامارو LT V6» الأرخص سعرا، تليها «موستانغ جي تي»، وتأتي في المقدمة «كامارو إس إس». ولكن إذا لم تكن في توافر المال مشكلة فإن «شيلبي جي تي 500» تطغى عليها جميعا.