الكونغرس الأميركي يدرس مشروع قانون يوجب تزويد السيارات الكهربائية والهجين بمنبه صوتي

لأن الصوت المنخفض لمحركاتها خطر على سلامة المشاة وراكبي الدراجات

«فيسكر كارما» الهجين.. ستزود بجهاز تنبيه («الشرق الأوسط»)
TT

لم يعد خافيا أن استخدام السيارات الكهربائية يوفر الوقود ويقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ويوفر قدرا كبيرا من الهدوء.

في العادة يفضل الناس السيارات الأكثر هدوءا على الطرق على السيارات الصاخبة بضجيجها. ومع ذلك، فإنه مع ازدياد استخدام السيارات الهجين والكهربائية، بدأ يبرز عامل قلق جديد يتمثل في صعوبة سماع المترجلين وراكبي الدراجات صوت هذه السيارات وهي قادمة باتجاههم، خاصة عندما تسير هذه السيارات ببطء داخل مدينة مزدحمة أو عندما يرغب قائد السيارة في العثور على مكان داخل مربض للسيارات.

يقول بعض سائقي السيارات الهجين إنهم لاحظوا أنه عندما تكون سياراتهم في وضعية الاعتماد على الطاقة الكهربائية، لا يستبعد أن يمر عدد كبير من المشاة أمامها غير متنبهين إلى صوتها. لذلك يعتقد كثيرون أن الحل لهذه المشكلة يكمن في وضع نظام صوت خارجي في السيارات الكهربائية والهجين تنبه إلى اقترابها من المشاة. وحاليا يسعى مشروع قانون معروض على الكونغرس الأميركي إلى وضع حد أدنى من الصوت في السيارات التي لا تستخدم محرك احتراق داخلي. ويريد مؤيدو مشروع القانون أن يساعد الإنذار الصوتي المواطنين على تقدير اتجاه السيارة وسرعتها. وبدورها تنظر المفوضية الأوروبية إلى اعتماد فكرة مماثلة. وعلى الرغم من قلة المعلومات عن الحوادث التي سببها هدوء صوت السيارات الهجين، فإن دراسة حديثة تشير إلى أن هناك مبررا للقلق، فالسيارات التي تعمل بنظام كهربائي يصعب سماعها حين تسير بسرعة تقل عن الـ20 ميلا في الساعة (32 كيلومترا في الساعة)، كما أظهرت تجارب أجريت في جامعة كاليفورنيا، ريفرسيد. أما إذا تجاوزت السيارة هذه السرعة، فيمكن سماع صوتها بسبب حفيف الإطارات على الطريق والهواء المندفع باتجاه السيارة. وقام الباحثون بتسجيلات متطورة لـ«تويوتا برايوس» الهجين التي تعتمد على الطاقة الكهربائية والسيارات العاملة بمحركات على البنزين وهي تقترب من اتجاهات مختلفة بسرعة 5 أميال في الساعة. وتم الاختبار على مجموعة من الأشخاص يرتدون سماعات رأس، وطلب منهم الضغط على أحد زرين لتحديد الطريق الذي تأتي منه السيارة بأقصى سرعة ودقة ممكنة. وكما كان متوقعا، تمكنوا من تحديد اتجاه السيارات المزودة بمحركات تعمل بالبنزين بسرعة أكبر. وعند إضافة أصوات خلفية طبيعية، مثل صوت محرك السيارة أثناء التوقف، لم يكن ممكنا في بعض الأحيان تحديد اتجاه السيارة الهجين إلى أن تصبح قريبة من السائر بصورة خطرة. وكانت النتائج متشابهة بالنسبة لأشخاص خضعوا للاختبار وهم يضعون عصابات على أعينهم ومن دون هذه العصابات. وكررت جامعة كاليفورنيا التجربة في العراء داخل مربض للسيارات. وفي هذه التجربة، وقف أشخاص معصوبو الأعين على مسافة ثلاثة أمتار من نقطة تمر بها السيارات. ووجد الباحثون أن السيارات الهجين يجب أن تكون أقرب من المرء بنسبة تزيد على 65 في المائة من السيارة العاملة بمحرك بنزين قبل أن يتمكن الشخص من تقدير اتجاهها بصورة صحيحة. والسؤال: هو ما نوع الصوت الذي يجب أن تصدره السيارات الكهربائية؟ ربما، يمكن أن تصدر صفيرا كما تفعل بعض أدوات تنبيه مرور الراجلين، أو أن تعطي طنينا شبيها بما يصدر عن أداة كهربائية. وبعد أن تم اختبار مجموعة من الأشخاص وهم معصوبو الأعين، برزت قناعة بأن الناس يريدون من السيارات الهجين والكهربائية أن يكون لها صوت مثل السيارات العادية. ولا حاجة لأن يكون الصوت عاليا جدا، إذ إن تعزيز الصوت الذي تصدره سيارة كهربائية يمكن أن يكون كافيا للتواصل مع الآلية السمعية التي يستخدمها المخ من أجل تحديد مكان الأصوات وهي تقترب. ويجري حاليا تطوير النظم التي يمكنها القيام بذلك. ووقعت «لوتس للهندسة»، وهي بيت خبرة لسيارة رياضية بريطانية، أخيرا، اتفاقية مع «هارمن بيكر»، منتج النظم الصوتية، من أجل إنتاج أحد هذه النظم. ويعمل «لوتس» على عدد من السيارات الهجين والكهربائية، وعندما كانت هذه السيارات تمر قرب المصنع قرر المهندسون أن الوضع سيكون أكثر أمانا إذا كانت السيارات تصدر صوتا. وفي الأساس، تم ابتكار النظام الذي تستخدمه «لوتس» لهدف آخر، وهو إلغاء الأصوات المقحمة داخل السيارات. ويحدث إلغاء الأصوات عن طريق تحليل أي ترددات غير مرغوب فيها، وبعد ذلك إنتاج ترددات مضادة. وأجريت تعديلات على نظام «لوتس» حتى يتسنى إنتاج أصوات تتغير مع السرعة واستخدام صمام الخانق، ويقدم ذلك «تغذية عكسية» سمعية معروفة لسائقي السيارات العاملة بمحرك صامت. ويتيح إضافة المكبرات الخارجية للراجلين سماع الصوت. وتؤكد «لوتس» أنه يمكن إنتاج صوت آخر داخل السيارة من الصوت الذي يسمع في الخارج. ويمكن للمصنعين ابتكار الأصوات الخاصة بهم حسب نظرتهم إلى الموديلات. وقد يكون سائقو السيارات الكهربائية في المستقبل قادرين على انتقاء الصوت الذي يفضلون من بين أصوات محركات متنوعة، وربما أيضا تحميلها مثل نغمات الهاتف. وعلى الرغم من أن بعض السائقين يرغبون بقيادة سيارة كهربائية تصدر صوتا مثل صوت محرك الـ8 سلندر، فإن ذلك أمر غير ضروري وربما لا يكون لدى شرطة المرور ما تقوله بهذا الشأن. ويعتقد أن أصوات المحركات المركبة يمكن أن تساعد على تقليل التلوث الصوتي، فعلى سبيل المثال، فإن مكبرات في مقدمة سيارة كهربائية (أو في الخلف) يمكن أن تعطي إشارات في اتجاه معين. ويعني ذلك أن هناك احتمالا لأن يلاحظه الراجلون أمام أو خلف السيارة، وفي المقابل، فإن الصوت الذي يخرج من محرك احتراق داخلي ينتشر في عدة اتجاهات، وإلى أعلى صوب المكاتب وغرف النوم. وستكون أصوات المحركات النادرة ممكنة، فعلى سبيل المثال، سوف يتم تثبيت مولد صوتي داخل «فيسكر كارما»، وهي سيارة كهربائية هجين فاخرة سوف يبدأ إنتاجها نهاية العام الحالي. وسوف يتولى هذا الجهاز تنبيه الراجلين وتعزيز خبرة القيادة.