السيارات الحديثة تعاني من كساد سوقها.. والكلاسيكية تتحول إلى استثمار آمن

تأثيران متناقضان للأزمة الاقتصادية على قطاع السيارات

بوغاتي 57 أتلانتا إس.. بيعت بـ4.45 مليون دولار («الشرق الأوسط»)
TT

على نقيض ما تعانيه السيارات الجديدة من انخفاض في الطلب ـ وأحدث دليل عليه تراجع المبيعات في أوروبا، خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، للشهر الثاني عشر على التوالي على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومات لدعم صناعة السيارات ـ تسجل السيارات الكلاسيكية النادرة أسعارا قياسية في المزادات العلنية. والحال في السوق الأميركية ليست أفضل مما هي في الأسواق الأوروبية، فقد تراجعت مبيعات السيارات خلال أبريل (نيسان) الماضي بنسبة 34% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، كما تراجعت مبيعات السيارات في روسيا بنسبة 53%.. ولكن ذلك لم يحل دون إقدام كثير من المستثمرين على توظيف أموالهم في السيارات الكلاسيكية النادرة في مواجهة حالة عدم الاستقرار الاقتصادي الراهنة. ويبدو أن فقدان المستثمرين لثقتهم بأسواق المال والأسهم، شجعهم على الاستثمار في أصول يتوقعون أن تحافظ على قيمة أموالهم أو تزيد من قيمتها مثل السيارات القديمة.هذه السوق المنتعشة حاليا تضم فئتين، فمن ناحية تجد أن سيارة نادرة من طراز «بوغاتي 57 أتلانتا إس»، مثلا، كان مالكها الأصلي اشتراها عام 1955 بمبلغ 895 جنيها إسترلينيا (1300 دولار) عرضت في مزاد عقد في باريس في شهر فبراير (شباط) الماضي بمبلغ 3.4 مليون يورو (4.45 مليون دولار).

ومن ناحية أخرى، فإن السوق التي تسيطر عليها سيارات متوسطة الحال سوق راكدة تضطر بائعي السيارات المتوسطة إلى خفض توقعاتهم بشأن الأسعار.

ويعتبر الظرف الحالي ظرفا مناسبا للراغبين في شراء سيارة ويملكون ميزانية متوسطة، على الرغم من أنه يصعب، إن لم يكن يستحيل، العثور على سيارة نادرة بحق لدى تجار السيارات الكلاسيكية يمكن أن يرجع تاريخ تصنيعها لفترة ما قبل الحرب العالمية الثانية.

وتفيد دراسة حديثة أن مالكي السيارات الخاصة المحتاجين بشكل ملح للمال يضطرون وحدهم إلى بيع مقتنياتهم، فيما يحافظ الجميع على سياراتهم النادرة هذه الأيام.

وقد شهد معرض «تكنو كلاسيكا» الأخير، وهو أحد أكبر المعارض الأوروبية للسيارات الكلاسيكية، اهتماما كبيرا بالسيارات الكلاسيكية الراقية، حيث توافد مشترون من أماكن مثل أستراليا واليابان وأميركا اللاتينية فيما يوحي بأن المشترين يدركون أن اقتناء السيارات الكلاسيكية يمثل استثمارا جيدا في هذه الظروف، ولذلك يبدون استعدادهم لدفع السعر المطلوب مقابل جودة عالية.

وفي ألمانيا وحدها تقدر عوائد سوق السيارات الكلاسيكية بنحو خمسة مليارات يورو (6.5 مليار دولار) سنويا، إذ إن هناك نحو 35 ألف سيارة يرجع تاريخ إنتاجها إلى ثلاثين عاما أو أكثر، إما مركونة على الطرق، أو متوقفة في مرآب السيارات.