صراع عائلي شرس يحبط مشروع اندماج «بورشه» و«فولكسفاغن»

ولاية بادن فورتمبرغ تعد الشركة الألمانية بالمساعدة.. وأوساط سياسية ترحب بمساهمة استثمارية عربية

باناميرا.. مرشحة لإضافات جديدة («الشرق الأوسط»)
TT

رئيس مجلس إدارة شركة «فولكسفاغن» الألمانية، فرديناند بيش (72 عاما)، خصم تجاري يُحسب له حساب في قطاع صناعة السيارات في ألمانيا، ونفوذه يشمل شركتي «فولكسفاغن» و«بورشه» معا، كونه مستمدا من ملكيته الشخصية لـ13% من أسهم «فولكسفاغن»، و10% من أسهم «بورشه».

ومن هذا الموقع الحصين استطاع فرديناند بيش التصدي لاتفاق عقد في السادس من مايو (أيار) الحالي لتملك شركة «بورشه» شقيقتها شركة «فولكسفاغن»، الأكبر منها حجما بـ15 مرة، وتمكن بالتضامن مع عائلة «بورشه» من تأجيل إنجاز الصفقة لأربعة أسابيع.

وكانت شركة «بورشه» الصغيرة قد زادت حصتها بشكل مفاجئ في «فولكسفاغن» العام الماضي لتصل إلى 50.8%، وحصلت على خيارات أسهم يمكنها من أن تبلغ حصتها 75% لكنها لم تستحوذ إطلاقا على حق يسمح لها بتشغيل الشركة.

وبالفعل أدت ثلاثة عوامل إلى إحباط سعي «بورشه» للسيطرة على «فولكسفاغن»، فبزيادتها لحصتها في «فولكسفاغن» زادت ديونها ثلاثة أضعاف لتصل إلى 9 مليارات يورو، وذلك في وقت كانت تتراجع فيه مبيعات الشركة. وبالإضافة إلى ذلك زاد تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية من صعوبة الحصول على قروض مالية جديدة، وجاءت الضربة القاضية على مشروع التملك في انهيار أملها في نقض ما عرف بـ«قانون فولكسفاغن» الذي يحدد النسبة القصوى لتملك الأفراد من أسهم الشركة بـ20% فقط من حقوق التصويت، ويعطي ولاية سكسونيا السفلى حق استعمال الفيتو لنقض القرارات الهامة.

ولكن رغم إدخال الحكومة الألمانية الاتحادية تعديلات طفيفة على هذا القانون، كرست احتفاظ ولاية سكسونيا السفلى بحق النقض. لذلك، وبعدما أخفقت في الحصول على مساعدة مالية من «فولكسفاغن»، وتوقفت مفاوضاتها معها، اضطرت «بورشه» إلى السعي للحصول على سيولة مالية من مكان آخر هو ولاية بادن فورتمبرغ (غرب ألمانيا)، التي وعدت خيرا وقال رئيس وزرائها، غونتر أوتينغر، من دوسلدورف: «سنفعل كل ما هو ممكن قانونيا واقتصاديا لضمان تطور قوي لشركة (بورشه)». وأشار أوتينغر إلى أنه تم الاتفاق مع شركة «بورشه» على أن تدرس الحكومة فرص توفير هذا التطور «خلال العام أو العامين المقبلين».

في غضون ذلك تردد أن من المحتمل أن تلجأ «بورشه» إلى مستثمر من العالم العربي لتأمين سداد ديون بقيمة 9 مليارات يورو (12 مليار دولار). وبالفعل قال سياسي ألماني إنه سيكون «من المرحب به» وجود مستثمر من العالم العربي.

وقال محللون إن بإمكان المستثمر المحتمل، إما أن يشتري أسهما جديدة في «بورشه»، وإما أن يشتري خيارات «فولكسفاغن»، فيما قالت ولاية سكسونيا السفلى الألمانية ـ التي لا تزال المسيطر الفعلي على «فولكسفاغن» ـ إنها تفضل الخيار الثاني في إطار اتفاق اندماج.

وكان رئيس وزراء الولاية، كريستيان فولف، قد أبدى ترحيبه باندماج يبقي على حصة أسرتي «بيش» و«بورش» في حدود الـ50% من المجموعة المشتركة، على أن تستحوذ ولاية سكسونيا السفلى على 20%، والمستثمر الجديد المرجح أن يكون عربيا على 30%.

وهكذا، وبانتظار أن تحل «بورشه» معضلة مديونيتها، ستبقى شركة مستقلة ولن تندمج مع أي شركة أخرى، كما أكد رئيس مجلس إدارة التشغيل في الشركة، أوفي هوك، الأسبوع الماضي، كاشفا أن ولفغانغ بورشه وهانز ميشيل بيش أكدا له أن «بورشه» ستبقى مستقلة وأن الأسرتين المالكتين للشركة «هما من القوة بحيث تضمنان هذه الاستقلالية».

في أعقاب إعلان «الاستقلال الثنائي» للشركتين أكدت «فولكسفاغن» أن أداءها ما زال جيدا رغم خلافها مع شركة «بورشه»، ورغم الركود العالمي الذي أسفرت عنه الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة. وأعلنت الشركة الأسبوع الماضي في مدينة فولفسبورغ (غرب ألمانيا) أن مبيعاتها كانت جيدة خلال أبريل (نيسان ) الماضي، مقارنة بمعظم شركات السيارات الأخرى.

وحسب الشركة بلغت مبيعاتها الشهر الماضي 541600 سيارة، أي بتراجع مقداره 4.7% فقط مقارنة بمبيعات الشهر نفسه من العام الماضي. وكانت مبيعات الشركة قد انخفضت خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2009 بنسبة 9.6% إلى 1.93 مليون سيارة، في حين سجلت السوق العالمية للسيارات تراجعا بنسبة 21% في نفس الفترة.

أما شركة «بورشه» فقد حرصت على التأكيد بأن أداءها يسير بشكل طبيعي، فسرّبت الأسبوع الماضي نبأ عن اعتزامها إدخال إضافات على سيارتها الجديدة «باناميرا» تتضمن إنتاج نموذج مكشوف ببابين وبسقف كلاسيكي من الفينيل.

ونقلت مجلة ألمانية متخصصة عن مدير التطوير في الشركة قوله إن السيارة المكشوفة ستكون متاحة ببابين فقط لأنه من الصعب تحويل السيارة المتاحة بأربعة أبواب حاليا، والتي يبلغ طولها خمسة أمتار، إلى نموذج مكشوف. كما ذكرت الشركة أنها تدرس توفير خيارات إضافية من المحركات للسيارة «باناميرا»، من بينها محرك أودي بقوة 240 حصانا منخفض الانبعاثات يعمل بوقود الديزل، ويستخدم هذا المحرك حاليا في سيارة الدفع الرباعي الرياضية «كايين».

وتختلف «باناميرا» التي تستعد لظهورها الأول لهذا العام كموديل 2010 عن تقليد الشركة باعتبارها أول سيارة كوبيه بأربعة أبواب ومحرك أمامي في تاريخ «بورشه». وكذلك ذكرت عدة تقارير أن الشركة تخطط لإنتاج سيارة هجين من «باناميرا» تعمل بمحركين، أحدهما يعمل بالوقود والآخر بالكهرباء.