«لوتس» تتخلى عن تقاليدها وتطرح «إيفورا» الرياضية بأربعة مقاعد

واحدة من شركات معدودة حافظت على هويتها البريطانية

«إيفورا» إطلالة جديدة من شركة «لوتس» البريطانية («الشرق الأوسط»)
TT

شركة سيارات «لوتس» ذات الصيت العالمي ـ التي تقع مصانعها في مدينة نورفولك في المملكة المتحدة ـ هي واحدة من الشركات القليلة التي لا تزال محافظة على هويتها البريطانية، فلا غرابة أن تكون موضع فخر البريطانيين حين يتحدثون عن السيارات الرياضية المميزة. اشتهرت شركة «لوتس» بإنتاج السيارات الرياضية المدمجة، ذات المقعدين (رودستر) السريعة والمرنة جدا، التي لا ترتفع عن الأرض إلا قليلا. ومع السنوات صار لها معجبون كثر يتهافتون على اقتنائها، ليس لفرادتها فحسب ـ على الرغم من ثمنها المرتفع ـ بل لكونها قد تتحول في المستقبل إلى سيارة نادرة، يعتبرها أصحابها من المقتنيات الثمينة.

وبالفعل هناك نواد خاصة في المملكة المتحدة يجتمع فيها مالكو الـ«لوتس» بين الحين والآخر، لا لشيء إلا عرض سيارتهم النادرة على الجمهور، أو تنظيم رحلات خاصة بها، ولكن ذلك لا يحول دون انتقاد بعض خبراء السيارات لما يعتبرونه البساطة في تركيبها، على الرغم من سرعتها ومرونتها، ولكونها صغيرة الحجم لا تستوعب ركابا من أحجام كبيرة أو من طول يزيد عن ستة أقدام. وإذا حصل أن استقل هذه السيارة ركاب من هذا الحجم أو الطول يظلون غير مرتاحين في جلوسهم طيلة مسافة الرحلة التي يقطعونها. وأفضل مثال على هذا الطراز هو «أليس» التي تتميز بصغر حجمها على الرغم من جمالها وقوتها. ومؤخرا ارتأت «لوتس» أن بإمكانها إرضاء المعجبين بها بطرح طراز «يوربا» الأوسع والأرحب بعض الشيء من «أليس»، سواء بالنسبة لمقصورته المريحة أو قاعدة عجلاته الأوسع. ولم تكتف الشركة بذلك فقط فطرحت للعام الحالي طراز «إيفورا»، التي خرجت عن كل تقاليد «لوتس» القديمة، لكونها تستوعب أولا أربعة ركاب، وإن كان المقعدان الخلفيان ضيقين بعض الشيء، ومصممين لذوي الأجسام النحيفة نسبيا، أو للأولاد، أو حتى لوضع المزيد من الحاجيات والأمتعة. وهذه السيارة هي الأوسع حتى الآن بين جميع طرازات «لوتس». ويقع المحرك وسط المركبة تقريبا، بحيث يشعر السائق وكأنه قريب جدا منه ولا يبعد أكثر من مسافة سنتيمترات فقط خلف رأسه.

ويقول الذين تسنى لهم تجربتها، إن قيادتها من المتعة بحيث لا يرغبون مثلا في الرحلات الطويلة التوقف لاحتساء فنجان قهوة مثلا، أو التقاط صور تذكارية، بل يفضلون البقاء خلف مقودها طوال الوقت. ثم إن قيادتها لمسافات طويلة لا تشعرك بالتعب، خلافا للطرازات السابقة المصممة للنزهات القصيرة ليس إلا.

والسيارة مجهزة بمحرك من صنع «تيوتا» سداسي الأسطوانات سعة 3.5 لتر يولد 276 حصانا من القدرة المكبحية لدى دوران المحرك، بسرعة 6400 دورة في الدقيقة، ليحقق سرعة قصوى مقدارها 162 ميلا (261 كيلومترا). أما التسارع بين سرعة الصفر وسرعة 60 ميلا فهو 4.9 ثانية. وإيقاف السيارة من سرعة 60 ميلا في الساعة إلى حالة السكون (سرعة صفر) يتطلب مسافة 33.6 متر فقط، خلال وقت يستغرق 2.4 ثانية. مما يعني أن المكابح من النوع عالي الكفاءة جدا، بشهادة العديد من السائقين، خاصة سائقي التجارب، الذين داروا حول حلبة نيوربيرغرينغ الشهيرة للسباقات في ألمانيا 400 مرة لاختبارها، فوجدوا أنها لاتسخن ولا تكل أبدا، بل تظل تعمل بشدة وقوة. أما عزم الدوران فهو 252 رطل/قدم، لدى دوران المحرك بسرعة 4700 دورة في الدقيقة. وناقل الحركة هو يدوي سداسي السرعات، ويمكنها قطع مسافة 32.5 أميال في الغالون الواحد من الوقود، بحيث لا يتجاوز عادم غاز ثاني أكسيد الكربون 205 غرامات في الكيلومتر الواحد. وهناك نمط القيادة الرياضية، الذي يمكن للسائق اختياره عند الطلب، إذ حالما تضغط على الزر الخاص بذلك تشعر وكأن نمرا استيقظ من نومه، وأن المحرك بات أقرب إلى رأسك بسبب هديره العالي، لكنه المحبب جدا لدى الرياضيين. كما يتحول نظام التعليق إلى الحالة الصلبة الجامدة لتشعر بقسوة الركوب عند المطبات والمنعطفات، مع الشعور أيضا أن السيارة التصقت وتشبثت بالأرض لتعزيز ثباتها وتوازنها. أما وزنها الإجمالي فلا يتعدى الـ1328 كيلوغراما.

هذا ويستبعد المراقبون أن تقوم شركة أخرى صانعة للسيارات خلال العام الحالي بإنتاج سيارة من فئتها بمثل هذه المواصفات، على الرغم من التحسن الإجمالي لنوعية السيارات كافة وجودتها العالية خلال السنوات الأخيرة، حتى الرخيصة منها، إذ إن درجة الأعطال التي تصيبها عادة انخفضت جدا، وفقا للإحصاءات الأخيرة، وباتت المحركات تعمل حاليا فترات طويلة جدا، وتقطع مسافات كبيرة مقارنة بما كان موجودا قبل سنوات قليلة فقط. يبقى القول إن سعرها في بريطانيا يبلغ حاليا 49.875 جنيه إسترليني.