نسخة «أودي تي تي» الجديدة: نظام رياضي خاص وخيار إلكتروني لوقف الارتجاجات ومجموعة مكابح

إضافة حرفي «آر إس» إلى اسمها حولتها فعلا إلى سيارة رياضية

«أودي تي تي».. سهلة القيادة في الأحوال العادية («الشرق الأوسط»)
TT

ما إنْ تجلس وراء مقود سيارة «أودي تي تي آر إس» الجديدة التي ستطرح في الأسواق الأوروبية ابتداء من الشهر المقبل؛ حتى تدرك مدى جاذبيتها وقوتها، خاصة أن سيارة «أودي تي تي» الرياضية العادية، التي اشتقت منها، كانت قد تعرضت في السابق إلى بعض الانتقادات، منها مثلا أنها لا تختلف كثيرا على صعيد السرعة والقوة عن سيارة «فولكسفاغن غولف جي تي آي» العالية الأداء، رغم الفارق الكبير بين مرتبة وسعر الاثنتين.

لكن يبدو أن إضافة حرفي «آر إس» إليها صنعت الكثير، مما يعني أنها تحولت فعلا إلى سيارة رياضية، وربما متفوقة بعض الشيء، فمظهرها الخارجي مدمج وجميل، وجسمها مصنوع، كشقيقتها الأصلية «تي تي»، من الألمنيوم الخالص. كذلك هناك الجنيح الخلفي الخاص بالخصائص والصفات الانسيابية، ونظام الكبح الجديد، والقوة الكبيرة أيضا التي عليك أن تتحكم بها.

وكل ما عليك أن تفعله بعد ذلك هو أن تصغي إلى صوت المحرك الذي يصدر هديرا جميلا للغاية، أيا كانت السرعة. ويقول هواة سيارات «أودي» إنهم لم يسمعوا مثل هذا الهدير منذ سنوات، وبعضهم خشي من غيابه إلى الأبد.. لكنه عاد مجددا.

وهذا الهدير كان الصفة المميزة لسيارة «أودي كواترو» الأسطورية الرباعية الدفع ذات الأسطوانات الخمس، المشحونة توربينيا، التي اشتهرت آنذاك في أفلام «المحقق جين هنت» الذي كان يستخدمها في مسلسلاته، مستعينا بهديرها المميز. مضت نحو 32 سنة منذ بدء «أودي» استخدام الأسطوانات الخمس، وليست الأربع، أو الست، أو الثماني، أو حتى العشر، ولكنها عجزت، طوال 15 سنة، عن مماشاة القوانين الأوروبية المتعلقة بالحد من انبعاثات غازات العوادم، الأمر الذي جعلها تتوقف عن إنتاج مثل هذا المحرك الهادر، رغم أنه ساعدها على الفوز بالعديد من سباقات الرالي الشهيرة. كما أن تصميم بعض أشهر سيارات السباق بها حوَّل «أودي» من شركة هامشية في ألمانيا إلى لاعب رئيسي في صناعة السيارات العالمية.

وفي البداية أرادت «أودي» أن تضع محركا جديدا بقوة 340 حصانا مكبحيا ليكون أقوى من محرك سيارة «بورشه كايمان إس» الذي تبلغ قوته 320 حصانا. ولم يكن متوفرا في أسطولها سوى محرك سعة ثلاثة لترات المشحون توربينيا، الذي يدفع سيارتها من طراز «إس4»، لكن السيارة الجديدة لم تستوعبه؛ فوجدت «أودي» الجواب ليس في مجموعتها من المحركات، بل في مجموعة شقيقتها «فولكسفاغن»، وفي سيارة «جيتا» بالذات التي تباع في الولايات المتحدة فقط.

وهذا المحرك من سعة لترين. وباستطاعة الطراز الجديد من «تي تي» ليس استيعابه فحسب، بل في حال شحنه توربينيا، رفع قدرته بسهولة إلى 340 حصانا، مع عزم دوران يبلغ 332 رطل قدم لدى دوران المحرك بسرعة 1600 دورة في الدقيقة.

وبغض النظر عما يقوله البعض، فإن هذا المحرك ليس المحرك «في 10» ذا الأسطوانات العشر، سعة خمسة لترات، الذي يستخدمه طراز «أودي آر إس 6» العملاق. ورغم أنه قُسم إلى قسمين، فهو ليس نصف محرك، بل هو محرك كامل، ولكن مختلف تماما عن أمثاله.

وعلى الرغم من خلفيته المتواضعة، فإن أداءه ممتاز جدا، كما أنه بفضل مزية «هالداكس» للدفع بالعجلات الأربع التي يتميز بها تتمكن «تي تي آر إس» من الانطلاق من سرعة الصفر إلى سرعة 62 ميلا في الساعة خلال 4.6 ثوان، أي أسرع من «بورشه كايمان إس»، و«مرسيدس إس إل كيه 55 أي إم جي»، و«بي إم دبليو زد 4 درايف 35 آي»، بل إن أي سيارة أخرى تعتبر أنها منافسة.

وقد جرى تحديد سرعتها إلكترونيا إلى 155 ميلا في الساعة، ما لم تدفع مبلغ 1300 جنيه استرليني إضافي إلى «أودي»، مقابل أن تقدم لك بعض اللمسات الإضافية من الألياف الكربونية المتينة في أسفل الهيكل، وبالتالي فتح قوة المحرك إلى أقصاه، لتصل سرعته إلى 174 ميلا في الساعة، وهي سرعة لا يمكن أن تجاريها السيارات الأخرى المنافسة المذكورة أعلاها.

ومرة أخرى يقول السائقون الذين تسنّى لهم قيادتها قبل طرحها في الأسواق، إن هدير المحرك لدى وصوله إلى سرعة 7000 دورة في الدقيقة، أي داخل الخط الأحمر الخطر، هو أمر لا يمكن نسيانه، إذ يعيش في ذاكرتك أبدا، حتى لو نسيت السرعة العالية التي استطعت تحقيقها بواسطته. وقد تستطيع «بورشه»، و«بي إم دبليو»، و«مرسيدس» أن توفر الكثير من الأسطوانات في المحرك، لكن في ما يتعلق بصوت المحرك أيضا، فإنه لا توجد واحدة منها تستطيع مجاراته.

وفي الواقع، يستلزم الأمر أكثر من قوة محرك كبير لتحويل «تي تي» إلى «آر إس»، لكن قسم «جي إم بي إتش» في «أودي»، مثل قسم «إيه إم جي» في «مرسيدس»، ظل ملتزما بهذا المشروع من بدايته إلى آخره؛ لضمان خروج سيارة تنافس حتى السيارات القوية الأضخم منها حجما وقوة ذات المحركات العملاقة.

والجنيح الخلفي الذي يثبت السيارة على الأرض في السرعات العالية بات أكبر مما هو موجود على «تي تي» الذي يمكن نشره، أو سحبه، حسب رغبة السائق. كما أن هناك ناشرة للهواء في أسفل السيارة على غرار سيارات «الجائزة الكبرى»، «فورميولا وان»، لزيادة تثبيتها وموازنتها في السرعات العالية. أما على الجانبين، فهناك الحافتان السفليتان المنتفختان الجديدتان، فضلا عن العجلات الأنيقة قياس 18 بوصة. كما أن فتحتي الهواء في المقدمة باتتا أكبر وأوسع.

والمقاعد الرياضية المجوفة في الداخل هي من ضروريات السيارات الرياضية طبعا، في حين أن أسفل عجلة القيادة مستوٍ، بدلا من أن يتبع استدارة المقود؛ لتمكين السائق البدين من الدخول والخروج من السيارة بسهولة، إلى جانب إضفاء اللمسات الجميلة هنا وهناك من الألمنيوم الأسود المصقول الناشف غير اللماع. وفي لوحة القيادة الأمامية هناك ـ إلى جانب المقاييس والعدادات ـ جهاز توقيت خاص لقياس السرعات في السباقات.

والذي يمكن ملاحظته في السيارة أن ناقل السرعة يدوي سداسي السرعات بنسب قصيرة، بدلا من النوع التتابعي، عن طريق دواسة الإصبع، لإضفاء الطابع الرياضي الصرف على القيادة النشطة، وهو أمر أصرت عليه «أودي» منذ البداية. ولكن الواقع أن «أودي» لا تملك ناقل حركة تتابعيا يلائم جسم هذه السيارة الصغير، ومن ثم تحمل وطأة وعزم دوران محرك «آر إس» النشيط. وعلى أي حال، فإن النسب القصيرة للناقل هذا يمكنها أن تعوض أي تقصير في ما يتعلق بمسألة التسارع. والمركبة مجهزة بنظام تعليق رياضي خاص، مع خيار إلكتروني لوقف الارتجاجات، إضافة إلى مجموعة من المكابح الكبيرة الفعالة جدا التي من شأنها كبح السرعة في وقت ضئيل جدا، لمزيد من السلامة. الأمر الآخر أن المركبة سهلة القيادة في الأحوال العادية، أي في الأحوال الخارجة عن نطاق السرعة والسباقات، بحيث يمكن لربة المنزل قيادتها لاصطحاب أولادها إلى المدرسة، أو التسوق في الطرق الضيقة والعادية. طبعا بمقدور «بورشه كايمان إس»، تلك السيارة الرائعة الأخرى، أن توفر لذة خاصة في القيادة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالسرعة بأقل ما يمكن من الجهد، فهذا أمر آخر. سعر هذه السيارة بالسوق البريطانية يبدأ الشهر المقبل بـ42985 جنيها استرلينيا بالنسبة إلى طراز الكوبيه منها، في حين أن طراز «رودستر»، (ذي المقعدين)، الذي يعتبر أقبح شكلا، وأبطأ سرعة، وأقل جاذبية في القيادة، يصل إلى 44885 جنيها استرلينيا. وتقول «أودي» إنها ستطرح عددا محدودا منها في كل سوق أوروبي في البداية (200 سيارة فقط في بريطانيا للعام الحالي مثلا، أو ما تبقى منه).