شركات السيارات الكبرى تتجه إلى «المركبات صديقة البيئة» و«بي إم دبليو» تخطط لإنتاج على نطاق واسع بحلول 2015

بانتظار تعميم تقنية الشحن من مصدر منزلي أو شبكة محطات خاصة

«ميغا سيتي».. إنتاج واسع بحلول 2015 («الشرق الأوسط»)
TT

يتنافس كبار مصنّعي السيارات حاليا على تطوير خطط لإنتاج مركبات تعمل بالكهرباء ولا يصدر عنها أي انبعاثات أو ذات محرك هجين يتميز بأنه اقتصادي في استهلاك الوقود، وذلك في وقت اتفق فيه الخبراء على أن الطلب على مثل هذه السيارات يرتفع بنسب قد تعجز الصناعة عن تلبيتها براحة خلال السنوات المقبلة.

وبات طبيعيا مشاهدة شركات صناعة السيارات الكبرى، الفرنسية واليابانية والألمانية والأميركية، تتباهى في عرض مركبات كهربائية المعارض الدولية. ويتركز اهتمام هذه الشركات على تطوير سيارات كهربائية يمكن إعادة شحنها من مصدر للكهرباء في المنزل أو في محطة شحن في العمل.

وكانت شركة «بوش» الألمانية لتصنيع مكونات السيارات قد باشرت بتطوير بطارية «ليثيوم مؤيَّن» في مشروع مشترك مع شركة «سامسونغ» اليابانية وذلك في محاولة لزيادة المسافة التي يمكن للسيارة أن تقطعها بمرة شحن واحدة لتزيد على 200 كيلومتر، لتجعل مثل هذه السيارات مناسبة أيضا لاستخدامها في خدمات التوصيل للسلع الخفيفة.

وتقود شركات صناعة السيارات اليابانية التوجه الحالي نحو طرح جيل جديد لتكنولوجيا السيارة الكهربائية. وقد باشرت «ميتسوبيشي» خططا لإنتاج سيارة مزودة بمحركين، أحدهما كهربائي للاستخدام في المسافات القصيرة، والآخر بالبنزين للمسافات الأطول، وتصنيع سيارة تقطع مسافة مائة كيلومتر بشحنة كهربائية واحدة.

ولكن هناك مشكلتين أساسيتين يجب حلهما قبل أن يتم تسويق مثل هذه السيارات على نطاق تجاري، فما زالت بطاريات الليثيوم المؤيَّن تجعل السيارة عالية التكلفة بالنسبة إلى معظم المستهلكين.

ورغم أن شركة «جنرال موتورز» كانت تتوقع أن تبيع سيارتها «الشيفي فولت» بسعر يقل عن 30 ألف دولار، فإنها تنتظر أن يبلغ سعرها، عند طرحها في الأسواق الأميركية في أواخر 2010، أكثر من ذلك بكثير.

ولأن السيارات الكهربائية تحتاج أيضا إلى شبكة من محطات الشحن، يسعى مصنعو السيارات إلى التعاون مع شركات توزيع الطاقة الكهربائية لتعميم هذه المحطات في المدن وخارجها.

وفي هذا السياق ذكر بيان صادر عن شركة «فولكسفاغن» الألمانية لتصنيع السيارات أنها وقعت مذكرة تفاهم مع شركة تصنيع السيارات الصينية «بيد يور دريمز» (بي واي دي) لتصنيع سيارات هجين وسيارات كهربائية تعمل ببطاريات الليثيوم.

وقال أورليش هاكنبرغ عضو مجلس إدارة «فولكسفاغن» للتطوير التقني: «ستلعب السيارات الهجين والسيارات الكهربائية دورا مهما متزايدا، خصوصا في السوق الصينية».

وكان وانغ تشوانفو الرئيس التنفيذي لشركة «بي واي دي» ووفد من كبار المديرين الصينيين قد جالوا في وقت سابق على مركز التكنولوجيا التابع لشركة «فولكسفاغن» حيث أجروا على مضمار التجارب في فولفسبورغ اختبارات على العديد من السيارات بينها السيارة «فولكسفاغن» «غولف تويندرايف» المزودة بمحرك ديزل بقوة 75 كيلووات/102 حصان وثلاثة محركات كهربائية.

ومن جانبها أعلنت شركة «بي إم دبليو» عن خطط لإنتاج السيارات الكهربائية على نطاق واسع بحلول 2015، وقال الرئيس التنفيذي للشركة نوربرت رايتهوفر، إن شركته لا تعتزم إقامة شراكة مع أي شركة سيارات أخرى بشأن صناعة البطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية، وإن لديها خططها الخاصة لإنتاج متسلسل للسيارات الكهربية «ميغا سيتي» بحلول عام 2015.

وستقرر الشركة بنهاية العام الحالي ما إذا كانت ستقيم شركة تابعة لها لإنتاج «سيارات ميغا سيتي» إلى جانب الطرز التي تنتجها حاليا وهي «بي إم دبليو» و«ميني» و«رولزرويس».

وعلى عكس ما فعلته شركات تصنيع السيارات الكبرى الأخرى، لم تعقد «بي إم دبليو» شراكة مع شركة لتصنيع بطاريات السيارات الكهربية، وأكدت أن «صناعة المحركات الكهربائية واحدة من أهم تقنيات الشركة التي نعتزم تطويرها بأنفسنا».

وتجري «بي إم دبليو» حاليا تجارب على أسطول يضم 500 سيارة «ميني» في لوس أنجليس وبرلين، سبق أن أجرتها لعملاء لمدة عام.

وبدورها أعلنت شركة «ديتر تستشه» أنه سيتم تسليم نحو مائة سيارة كهربائية من طراز «سمارت» لعملاء مختارين، وذلك في إطار مشروع السيارة الكهربائية الخاص بـ«مرسيدس» والمقرر له عام 2010.

وفيما تبدو السيارة الكهربائية بديلا واقعيا للسيارات الصغيرة المصنعة من مواد جديدة خفيفة، تركز شركات صناعة السيارات في السيارات الأكبر حجما على تكنولوجيا المحرك الهجين والتقنيات الخاصة بالاقتصاد في استهلاك الوقود.

وكانت شركة «سيتروين» الفرنسية قد اختبرت سيارة رياضية باسم «هيبنوس» تعمل بمحرك هجين. وتضم هذه السيارة محرك ديزل في المقدمة إضافة إلى محرك كهربائي على المحور الخلفي. ويمكن لهذه السيارة الكهربائية أن تنطلق دون انبعاثات لمسافة 3.2 كيلومتر قبل أن يبدأ محرك الديزل العمل بمعدل 6.5 لتر كل مائة كيلومتر، وهو ما يجعلها تسير على قدم المساواة مع السيارة الاختبارية الرياضية «إس يو في بي إم دبليو» التي ظهرت في معرض جنيف في وقت سابق من العام الحالي.