«تويوتا» تتطلع لأن تكون «بريوس» الجديدة سيارة أميركا الأولى في 2010

بعد تقليل استهلاكها للوقود وخفض سعرها

تويوتا «بريوس» طراز 2010 («الشرق الأوسط»)
TT

يسعى مصممو «بريوس»، السيارة الهجين ذات الشكل المميز التي شجعت منذ عام 1997 اتجاه شركات السيارات الأميركية للالتزام أكثر فأكثر بمتطلبات الحفاظ على البيئة، إلى إنتاج جيل جديد من سياراتها الهجين، يعتبر ـ عمليا ـ الجيل الثالث منها.

ويحرص المسؤولون عن عمليات التصميم في «تويوتا» على التأكيد على أن الجيل الثالث من «بريوس» لن يكون لـ«بعض الأشخاص المميزين» فقط ، بل «للعامة». وكانت شركة السيارات الأولى في العالم اليوم قد احتاجت إلى أربعة أعوام ونصف العام لإنجاز عمليات تعديل «بريوس»، بحيث تصبح أكبر من مجرد «رمز بيئي».

يتميز الطراز الجديد بأنه أقوى من سابقيه، فهو أعلى ارتفاعا منهما، ومزود بصندوق أكبر، وبقدرة أفضل على توفير استهلاك الوقود (البنزين) في كل ميل يقطعه. وبالإضافة إلى كل ذلك، يباع بسعر أقل.

طرح هذا الطراز مؤخرا في الولايات المتحدة، وبدا أنه يحقق نجاحا كبيرا، رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي أثرت بشكل واضح على مبيعات السيارات. والجدير بالذكر أن «بريوس» كانت أفضل السيارات مبيعا في اليابان خلال فترة الانتعاش الاستثنائي لمبيعات السيارات اليابانية، الأمر الذي حمل الشركة على العودة إلى نظام العمل لساعات إضافية في مصنعي تجميع هذه السيارة؛ من أجل تلبية الطلب المحلي المتزايد عليها. وقد تم استقدام العمال من مصانع عدة من جميع أنحاء البلاد، وارتفع الإنتاج إلى 50.000 سيارة في الشهر. ومع ذلك، يتوجب على الراغبين في شراء «بريوس» الجديدة في اليابان الانتظار لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر، لكي يحصلوا على نسخة منها.

الإقبال الواسع على «بريوس» في سوق لا تزال تعاني من حالة ركود اقتصادي كان مفاجئا للشركة، علما بأن حوافز ضريبية جديدة ساعدت على زيادة المبيعات.

ومع ذلك، تعتبر سوق الولايات المتحدة بمثابة الاختبار الرئيسي لـ«بريوس» الجديدة. وكان الملاحظ أن مبيعات الموديلات الأولى فاقت المبيعات في اليابان وأوروبا بشكل لافت.. ولا تستهلك السيارة قدرا كبيرا من الوقود، فهي تقطع 50 ميلا في الغالون الواحد، أي أنها تتفوق في هذا النطاق على منافستها الرئيسية سيارة «هوندا» الهجين، «إنسايت» بـ10 أميال. وكانت هوندا «إنسايت» أفضل السيارات مبيعا في اليابان في أبريل (نيسان)، وسعرها دون سعر «بريوس». ميزات «بريوس» لا ترشحها فقط لأن تكون السيارة الهجين الأكثر مبيعا، بل أيضا السيارة القدوة لعاصمة صناعة السيارات الأميركية، ديترويت، في حال خططت للعودة إلى سابق عهدها، بدليل أن أفضل سيارتي سيدان مبيعا في الولايات المتحدة في العام الماضي كانتا «تويوتا كامري»، و«هوندا أكورد».

خلال عام 2008 باعت شركة «تويوتا» حوالي 437.000 سيارة «كامري»، فيما تراجعت مبيعات الجيل الثاني من «بريوس» إلى حوالي 159.000 سيارة. وكانت أعمار معظم مشتريها من الأميركيين في حدود الخمسينات، والستينات، إلا أن سيارة «بريوس» الجديدة الأكبر حجما من سابقتيها تواجه حاليا تحديات صعبة في الولايات المتحدة، فقد انخفضت أسعار البنزين بنحو 1.5 دولار للغالون عن سعره العام الماضي، مما يخفف من تأثير الحوافز الاقتصادية على خيار المستهلكين شراء سيارة هجين، كما أن مبيعات قطاع السيارات بأسره تشهد انخفاضا في كل أسواق العالم تقريبا. ففي الولايات المتحدة انخفضت مبيعات «بريوس» في مايو (أيار) الماضي إلى 10.091 سيارة، وهي أدنى بـ30.1 في المائة عن مبيعات مايو (أيار) عام 2008. ومنذ بداية العام الحالي، وحتى الآن، تراجعت مبيعات «بريوس» في الولايات المتحدة إلى 42.753 سيارة، أي بنسبة تزيد على 45 في المائة عن الأشهر الخمسة الأولى من عام 2008.

بالإضافة إلى ذلك، أطلقت «هوندا» حملة إعلانية واسعة موجهة إلى اجتذاب مشتري السيارات من الشباب، وهي الشريحة التي تعاني «بريوس» من صعوبة في الوصول إليها. وتتميز الحملة، التي يقول شعارها «السيارة الهجين للجميع هنا»، بإبرازها النشاطات الشبابية، مثل الموسيقى الشعبية التي تتمتع بسماعها مجموعة من الشباب يقودون السيارة إلى حفل موسيقي مكشوف، أو إلى الشاطئ.

وفيما لم تطور تكنولوجيا البطاريات إلى الدرجة التي تقدم فيها لمعظم المسافرين المجال والسرعة والراحة التي يرغبون فيها، تعتبر «تويوتا» أن السيارات الهجين التي تستهلك البنزين والكهرباء، مثل «بريوس»، لا السيارات التي تعتمد على الكهرباء فقط، هي «أساس» مستقبلها، على الأقل إلى أن تتحقق إنجازات مهمة في تطوير البطاريات.

ولكن الشركة تراهن على النظامين، وذلك بالاستثمار بكثافة في مشروع بطاريات مشترك مع «باناسونيك»، والتخطيط لإنتاج سيارة كهربائية صغيرة بحلول عام 2012.

وبينما ترى «تويوتا» أن السيارة الهجين هي رهانها الأساسي على المدى المتوسط، تأمل «جنرال موتورز» في أن تتجاوز التكنولوجيا الهجين مع «فولت»، التي تطلق عليها «سيارة كهربائية واسعة النطاق».

ويمكن أن تقطع السيارة ببطارياتها 40 ميلا، ويمكن لمحرك صغير يعمل بالبنزين أن يجعلها تقطع ما يزيد على 300 ميل، ولكن تبلغ تكلفة سيارة «فولت»، التي تتوقع «جنرال موتورز» أن تحضرها إلى الأسواق في نهاية العام المقبل، حوالي 40.000 دولار، بينما يتراوح سعر سيارة الجيل الثالث من «بريوس» ما بين 22.000، و28.000 دولار، وفقا للاختيارات.

ويمكن لسيارة «بريوس»، عن طريق نظامها الكهربائي فقط، السير لمسافة 1.2 ميل. ويقول مصمموها إنهم صنعوا سيارة تصدر انبعاثات أقل، وتستهلك بنزينا أقل، تجعل قيادتها ممتعة، وتتسع لأشخاص كبار الحجم في المقعد الخلفي، وتوجد مساحة في حقيبتها تتسع لثلاث حقائب غولف.

ويتوقع مسؤولو «تويوتا» بأنه إذا أثبتت «بريوس» شعبيتها في الولايات المتحدة، كما فعلت في اليابان، أن تواجه الشركة مشكلة.. فقد أجبرت مبيعات السيارات الأميركية المنهارة في العام الماضي شركة «تويوتا» على تأجيل خططها لافتتاح مصنع في الميسيسيبي لتجميع سيارات «بريوس». وقال نولاسكو المتحدث باسم الشركة «نعم، سيكون العرض مشكلة».

* خدمة «واشنطن بوست».

خاص بـ(«الشرق الأوسط»)