فولكسفاغن تتحدى بورشه بطرح «رودستر» ينافس طراز «بوكستر» شكلا وأداء.. وسعرا

الخلافات «العائلية» بين الشركتين الألمانيتين تأخذ منحى جديدا

فولكسفاغن رودستر.. التحدي المنتظر لبورشه وفي الاطار من الجانب («الشرق الأوسط»)
TT

يبدو أن شركة «فولكسفاغن» صانعة السيارات الصغيرة والصالونات العائلية قررت مؤخرا نزول حلبة سيارات «الرودستر» الرياضية ذات المقعدين بمحرك مركز في وسط جسم السيارة مستهدفة بذلك غريمتها شركة «بورشه» التي تنتج منذ فترة طويلة سيارة من هذا الطراز هي «بورشه بوكستر».

سوف تدعى السيارة الجديدة «بلو سبورت» ولكنها ما زالت سيارة نموذجية قيد التطوير، ويجب إخضاعها إلى اختبارات قاسية لكي تثبت جدارتها قبل طرحها في الأسواق في السنوات القليلة المقبلة. وكان الستار قد أزيح لأول مرة عن النموذج الاختباري لهذه السيارة في معرض ديترويت العالمي في بداية السنة الحالية.

يعتقد بعض المحللين أن السيارة الجديدة هي استمرار للمعركة التي تدور رحاها بين الشركتين الألمانيتين العملاقتين، «فولكسفاغن» و«بورشه»، بعدما أخفقت الأخيرة في وضع يدها على منافستها الكبيرة. وقد يفسر ذلك لماذا تأتي «بلو سبورت» الجديدة ليست شبيهة بطراز «بوكسر» فحسب، بل مضاهية له على صعيد الكفاءة والأداء أيضا. الفرق الوحيد أنها ستكلف ثلاثة أرباع سعر الـ«بوكسر» إذ ستباع بحدود 25 ألف جنيه إسترليني لدى طرحها في الأسواق البريطانية، وفقا لأفضل التقديرات، وربما أقل من 20 ألف جنيه للنسخة التي تحتوي على محرك أصغر.

أمر آخر سيميز طراز «فولكسفاغن» الجديد عن غريمه الألماني الآخر، وهو درجة صداقته للبيئة، فقد دعت «فولكسفاغن» سيارتها الجديدة «بلو» لكون اللون الأزرق يمثل لديها زرقة السماء ومياه البحار، فمع وجود محرك ديزل قوي مشحون توربينيا ذي كفاءة عالية وبدفع على العجلتين الخلفيتين يمكن لـ«بلو» أن تقطع مسافة 65 ميلا في الغالون الواحد من الوقود. فهي من السيارات الرياضية القليلة التي تستخدم محركا «مديزلا» معروفا بكفاءته العالية، ولكن ليس بسرعته العالية. ومع ذلك يمكنها أن تحقق سرعة قصوى تبلغ 140 ميلا في الساعة بتسارع من سرعة الصفر إلى سرعة 62 ميلا في الساعة خلال 6.6 ثانية. وهذا المحرك رباعي الاسطوانات، سعة لترين بقوة 178 حصانا مكبحيا لدى دوران المحرك بسرعة 4200 دورة في الدقيقة، وله عزم دوران يبلغ 258 رطلا قدم. أما جهاز نقل الحركة فهو يدوي سداسي السرعات بقابض (كلتش) مزدوج من نوع «دي إس جي» العالي الفعالية. وهناك خيار المحرك البترولي الآخر الأكثر قوة، سعة لترين، والمشحون توربينيا أيضا، الذي يولد 261 حصانا مكبحيا، والذي يفضله هواة القيادة النشطة. وهذا المحرك متوفر حاليا في طراز «فولكسفاغن شيريكو آر» الذي أبصر النور بداية العام الحالي تقريبا، وهو قد يحقق حلم «فولكسفاغن» في تحدي الطرازات الضعيفة من «بورشه»، مثل «بوكستر»، وربما طرازا أخر لا أكثر.

وهناك حاليا نموذج أولي واحد من «بلو سبورت» تقول مصادر الشركة إنه كلف حتى الآن 850 ألف إسترليني أنفقت على عمليات الأبحاث والتطوير. ولم تعلن «فولكسفاغن» حتى الآن تاريخا محددا للشروع في الإنتاج. وتجري التجارب حاليا على هذا النموذج في جبال الألب البافارية قرب الحدود النمساوية. وتركز «فولكسفاغن» كثيرا على محرك الديزل ذي السكة المشتركة، وهذا أحدث أنواع الديزل الذي قد يشكل محرك المستقبل إلى أن تقرر الشركات التحول إلى المحركات الهيدروجينية أو الكهربائية كليا. وكان المحرك القديم من هذا النوع يولد 168 حصانا مكبحيا فقط.

ومقود الطراز الجديد سيكون «كهرا ـ هايدرولي». وهو مستمد من السيارة الأصغر «فولكسفاغن بولو». وعلى الرغم من خفة حركته التي قد لا تتوقعها في السيارات الرياضية، فإنه يتميز باستجابته السلسة والمباشرة والسريعة مع طبيعة الطريق، على الرغم من أنه لا يجاري مقود سيارة «مازدا إم إكس ـ 5» على صعيد إمكانية التلاعب به ولذة القيادة. والواقع أنه نسخة عن مقود طراز «بورشه بوكستر» الذي يحاول أن ينافسه.

أما على صعيد جسم «بلو» الجديد، فهو يشكل فعلا محاولة إلى الانتقال إلى المستقبل، سواء كان ذلك على صعيد نظام التعليق المتين المتطور من «ملك فيرسن» المشتق من نظام الجيل الخامس من طراز «بولو»، أو على صعيد الدفع الرباعي المستمد من نسخ «4 موشن» من سيارات «غولف» الجديدة.

يبقى الحديث عن الغطاء العلوي لسقف السيارة المؤلف من طبقة واحدة والذي يمكن كشفه وتركيبه ثانية يدويا بسهولة مطلقة، بدلا أن يكون ذلك آليا اختصارا في النفقات. وهناك أيضا المقعدان المريحان، ووضع القيادة المشرف على الطريق، مع الرؤية الجيدة، فضلا عن العدادات والمقاييس التي يمكن رؤيتها بوضوح.

باختصار، مبدأ هذه السيارة الرياضية بمحركها الوسطي الموقع، وسعرها المتهاود نسبيا، يستهدف الشباب من الطبقة المتوسطة الذين لا يستطيعون شراء حتى أرخص طرازات «بورشه» كـ«البوكستر» مثلا. فالنسخ المتهاودة القوة من «بلو» ستكون بسعر «مازدا إم إكس ـ 5»، أي نحو 20 ألف إسترليني، صعودا إلى 25 ألفا مع تزايد قوة المحرك والإضافات الأخرى.

وأخيرا لا بد من الإشارة أنه في المرة الأخيرة التي قامت فيها «فولكسفاغن» ببناء سيارة «رودستر» بمقعدين، كان ذلك في عام 1975 تحت اسم «كارمن غيا» الأنيقة والرشيقة ذات السقف الذي يمكن كشفه. وهذا أدى إلى تطوير «فولكسفاغن ـ بورشه 914» التي كان المقصود منها الحلول محل «كارمن» يوم كانت العلاقات بين الشركتين على ما يرام، لكن سرعان ما أدى التنافس الحاد بين الاسمين الكبيرين، إلى انفصال «فولكسفاغن» عن «بورشه»، لتقرر اليوم قلب الطاولة عليها وتشييد طرازها الرياضي الخاص بها.

ويقول الذين تسنى لهم تجربة هذا الطراز الأولي، إنه سيكون سيارة رائعة قد تضطر العديد من هواة السيارات إلى الانتظار فترة غير معروفة بعد فترة من الزمن للحصول على نسخة منها.