10 سيارات تحقق أكثر من 40 ميلا في الغالون ومعظمها غير مطروح في السوق الأميركية

الاقتصاد في استهلاك الوقود أصبح عاملا رئيسيا في قرار الشراء

فولكسفاغن بولو بلوموشن.. استهلاكها من الطاقة يبلغ 36 ميلا للغالون
TT

بالنسبة لعشاق السيارات، بعض السيارات يمكن شراؤها، ولكن يصعب شراء البعض الآخر ـ على الأقل في الوقت الراهن ـ وربما يفسر ذلك التوجه المتنامي بين شركات لإنتاج سيارات صغيرة الحجم. والواضح أن التقلبات التي شهدتها أسعار الوقود وتردي الأوضاع الاقتصادية خلفا تأثيرا ملموسا على فئات السيارات التي يقبل الراغبون على شرائها في الوقت الحاضر. وفي الولايات المتحدة بات واضحا أن الأميركيين يميلون إلى شراء الفئات الأصغر حجما، وذلك ببساطة، بسبب رخص تكلفة السيارات الصغيرة مقارنة بنظيراتها الكبيرة، إضافة إلى أن القليلين يعتقدون بأن مرحلة الاعتدال التي تشهدها أسعار الغازولين حاليا ستدوم طويلا. ومع تنامي الطلب على السيارات الصغيرة، أصبح الأميركيون بحاجة للتفتيش عن سيارات ملائمة لتلبية احتياجاتهم اليومية دون التأثير كثيرا على وضعهم المالي.. والمفارقة الواجب تسجيلها في هذا السياق أن فئة السيارات الصغيرة الحجم التي بدأوا يقبلون عليها ينتجها الآخرون، لا الأميركيون.

ولكن السؤال يبقى: إلى أي مدى سيتأقلم الأميركيون مع السيارات الصغيرة، الأجنبية الصنع، والأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وما هي هذه السيارات؟ طبقا لنتائج دراسة أجرتها «غاتو ديناميكس»، إحدى أبرز الشركات المعنية بتوفير المعلومات المرتبطة بصناعة السيارات، تطلق السيارات الأميركية انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون تزيد بنسبة 85% عن السيارات الصغيرة، وتستهلك ضعف الوقود مقارنة بنظيراتها الأوروبية واليابانية. وقد بلغ متوسط استهلاك السيارات والشاحنات الصغيرة والسيارات الرياضية من الوقود، داخل السوق الأميركية، منذ بداية عام 2009 حتى اليوم 22.6 ميلا للغالون، مقارنة بـ40.3 ميلا للغالون في أوروبا و40.6 ميلا للغالون في اليابان. ولا شك أن الفارق كبير بحيث يثير تساؤلات حول حاجة صانعي السيارات الأميركيين إلى الفترة التي تمتد حتى عام 2020 كي يتوصلوا إلى الترشيد الإلزامي لاستهلاك الوقود، المحدد بـ35 ميلا للغالون، في وقت يحقق فيه صانعو السيارات الأوروبيون واليابانيون هذا المستوى بالفعل. إلا أن الموضوع المطروح حاليا هو «اكتشاف» السيارات التي تحقق معدلا لا يتجاوز الـ40 ميلا، وما دون، للغالون الواحد. واللافت أن اثنتين منها فقط متوفرتان داخل الولايات المتحدة.

وفيما يلي أفضل 10 سيارات على هذا الصعيد: 1 ـ تويوتا بريوس: لا تزال «تويوتا بريوس» تتربع منذ عام 2007 على عرش السيارات المقتصدة في استهلاك الطاقة داخل الولايات المتحدة (بعد أن توقف إنتاج سيارة «هوندا إنسايت هايبريد»). من ناحيتها، أعلنت وكالة حماية البيئة الأميركية أن هذه السيارة تحقق 45 ميلا للغالون على الطرق السريعة، و48 ميلا للغالون داخل المدن (بالنسبة لإحصاءات عام 2009). وبدورها نجحت «تويوتا بريوس» في تحقيق ذلك المستوى من خلال المزج بين قاطرة تعمل بالغازولين ومحرك كهربائي وبطارية واسعة للتخزين. وإضافة إلى الوفر الذي تحققه السيارة على صعيد استهلاكها للوقود، فهي واحدة من بين أكثر السيارات الجديرة بالاعتماد عليها طبقا لما ورد بمجلة «كنسيومر ريبورتس» الأميركية. في الواقع، تعمل ثلاث من أصل أفضل ست سيارات عائلية جديرة بالاعتماد بوقود مختلط (بريوس ونيسان ألتيما وكامري)... وهذا يعني أن بإمكان المواطن الأميركي شراء هذه السيارة.

2ـ هوندا سيفيك هايبريد2: يتميز طراز «سيفيك» الذي يعمل بالغازولين والقوة الكهربائية بمعدل استهلاك للوقود يبلغ 40 ميلا للغالون في المدن و45 ميلا للغالون على الطرق السريعة، حسبما توصلت الاختبارات التي أجرتها وكالة حماية البيئة الأميركية. كما يتميز هذا الطراز بمحرك كهربائي يعمل على غرار نظيره في «بريوس»، وهو محرك هجين. ورغم أن ترشيدها للاستهلاك ليس من المستوى الذي تحققه «بريوس»، يبقى المعدل الخاص بها جديرا بالاحترام، وهي بالتالي جديرة بثقة المستهلك الأميركي. 3ـ فورد فيستا إكونيتيك: باستطاعة من يقود «فيستا إكونيتيك» الصغيرة من صنع «فورد» الأميركية، أن يكتشف بسهولة أنه ينفق على الوقود، أسبوعيا، أقل مما ينفقه على احتساء القهوة. وهذه السيارة مجهزة بمحرك «دوراتورك» تربو ـ ديزل نظيف ومقتصد في استهلاك الطاقة، علاوة على تميزها بهيكل سحب بطيء يحقق معدل ترشيد لاستهلاك الوقود في المدن وعلى الطرق السريعة بحدود 63.6 ميلا للغالون، طبقا لمعايير الاتحاد الأوروبي. ... ولكن الأميركيين لا يستطيعون شراءها لأنها تصنع في معامل فورد في أوروبا واستيرادها إلى الولايات المتحدة من أوروبا يجعلها مرتفعة التكلفة إلى حد لا يبشر بوجود طلب كاف عليها. والجدير بالذكر أن محركات الديزل الحديثة توفر مستوى أفضل على صعيد ترشيد استهلاك الوقود يفوق ما تحققه المحركات العاملة بالغازولين بنسبة تتراوح بين 30% و35%، وغالبا ما تكون على نفس المستوى النظيف غير الملوث للبيئة مثل محركات الوقود المختلط. وتكمن مشكلتها في أن محركات الديزل يجب أن تتوافق مع أكثر المعايير صرامة عالميا في ما يخص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كي يتم بيعها داخل الولايات المتحدة. وعليه، يتردد صانعو السيارات حيال تعديل محركات الديزل بهدف جعلها أكثر مراعاة للبيئة علما بأنها عملية مكلفة، أولا، وأنها ستطرح في سوق غير متحمسة للديزل. في الواقع، لم يعد الديزل أحد منتجات الوقود الحفري المسببة لتلوث بالغ للبيئة، وبات لزاما على الراغبين في شراء سيارة أخذ المحركات الجديدة بعين الاعتبار. 4 ـ مرسيدس ـ بنز سي 250 سي دي آي: تعدي حاجز 40 ميلا للغالون لا ينبغي أن يثير، بالضرورة، شعورا بالسأم مثلما اتضح من سيارة «مرسيدس ـ بنز سي 250» بلو إفيشنسي. طبقا لما أعلنته «مرسيدس»، يمكن لطراز «سي 250» أن يحقق معدل استهلاك يصل إلى 45 ميلا للغالون من الديزل وأن تصل سرعته القصوى إلى 155 ميلا في الساعة. كما تتميز السيارة بتصميم داخلي يعكس روح الرفاهية والبراعة. إضافة إلى محرك ديزل بسعة 2.2 لتر، تدعم «سي 250 بلو إفيشنسي» المعدل الميلي الذي تحققه بالنسبة للغالون بعدة عناصر مثل محرك كهربي موجه يتوقف عن العمل عندما تنتفي الحاجة إليه، وجهاز نقل للسرعة مزود بـ7 سرعات، يتوقف مع توقف السيارة عن الحركة. وهذه السيارة لا يقبل الأميركيون عليها لأسباب تتعلق بمسألة استخدام الديزل. 5ـ سمارت فورتو: تتميز «سمارت فورتو» بصغرها وهي متوافرة في الأسواق الأميركية. وتشير تقديرات وكالة حماية البيئة إلى أن السيارة تحقق مستوى ترشيد في استهلاك الطاقة يبلغ 36 ميلا للغالون فقط. وفي كندا وكثير من الدول الأوروبية، يتسم هذا النمط من السيارات باستهلاك بالغ الضآلة للوقود يصل إلى 70 ميلا للغالون. ولكن، حتى الآن، لا يمكن للأميركيين شراؤها لأن معايير «سمارت فورتو» المعتمدة على الديزل لا تتوافق مع المعايير الأميركية المتعلقة بالحد المسموح به من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. لذا، يضطر الكنديون لترك هذه السيارات وراءهم لدى عبورهم الحدود إلى داخل الولايات المتحدة. ومن أجل إثارة مزيد من الغيرة في نفوس الأميركيين المتحمسين للسيارات صديقة البيئة، شرعت «سمارت» في إطلاق سيارة كهربائية هي «فورتو» في ألمانيا. 6ـ فولكسفاغن بولو بلوموشن: من بين السيارات الأخرى المتميزة بكفاءتها في ترشيد استهلاك الوقود إلى ما دون مستوى الـ40 ميلا للغالون طراز «فولكسفاغن بولو بلوموشن». وهي أيضا من السيارات العاملة بالديزل. وفيما تفتقر «بولو» إلى كثير من الإنجازات التي يمكن التفاخر بها على صعيدي السرعة أو المساحة المخصصة للمقعد الخلفي، يتميز محركها 3 سلندر سعة 1.4 لتر بقدرة مذهلة على ترشيد استهلاك الوقود، تقدرها شركة «فولكسفاغن» بحوالي 60 ميلا للغالون. (فيما يرى أندرو إنغليش من مجلة «بوبيلار ميكانيكس» الأميركية أنها تقترب من 46 ميلا للغالون).

تطرح «فولكسفاغن» العديد من النماذج لسياراتها الديزل التوربينية داخل الولايات المتحدة، لكن ليس بإمكانها تجاوز 40 ميلا للغالون داخل المدن وعلى الطرق السريعة. مع ذلك لا يستطيع الأميركيون شراءها في الوقت الراهن ولا تتوافر معلومات حول عزم «بولو بلوموشن» دخول السوق الأميركية. 7ـ ستروين سي 2: بوجه عام، لم يسمع كثير من الأميركيين بشركة «ستروين» الفرنسية التي عملت على إنتاج سيارات صغيرة للسوق الأوروبية على امتداد الأعوام الـ90 الماضية. وتشكل ستروين «سي2» استثناء للتوجه السائد في هذه القائمة التي يغلب عليها الديزل، حيث تعتمد على الغازولين. وقد حققت معدل استهلاك وقود بلغ 42 ميلا للغالون (طبقا للمعايير الأوروبية). ونجحت السيارة في الانضمام إلى دائرة السيارات المتفوقة في هذا المجال والتي تبدأ بمستوى 40 ميلا للغالون عبر تقنية جديدة تقوم بإغلاق المحرك عند توقف السيارة عن الحركة.

ورغم أن الاحتمالات تشير إلى أن هذا النمط من السيارات الموفرة للوقود قد تدخل إلى السوق الأميركية في غضون سنوات قليلة، لا يبدو أن «ستروين سي 2» ستكون من ضمنها. 8ـ تويوتا آي كيو تبدو «تويوتا بريوس» أشبه بكائن خرافي بالغ الضخامة لدى مقارنتها بـ«تويوتا آي كيو». إنها بالتأكيد سيارة بالغة الضآلة، يقع حجمها في مرحلة متوسطة بين حجمي «سمارت فور تو» و«تويوتا ياريس». من ناحيتها، أعلنت «تويوتا» أن «آي كيو» تعد أصغر سيارة لأربعة ركاب على مستوى العالم (مع ملاحظة أن الراكب الرابع قد يكون طفلا وليدا أو حقيبة مشتريات). وتحقق النسخة المعتمدة على محرك غازولين سعة 1.0 لتر 55 ميلا للغالون، بينما تحقق النسخة المعتمدة على محرك تربو ديزل بسعة 1.4 لتر 57 ميلا للغالون. وهذه أيضا لا يمكن للأميركيين شراؤها في الوقت الراهن ولكن هناك دلائل قوية تشير إلى أن «آي كيو» ستظهر في الأسواق الأميركية قريبا. 9ـ فورد كا: بعد اثني عشر عاما على أول ظهور لها في الأسواق، جرى الكشف عن النسخة الجديدة من «فورد كا» خلال معرض باريس للسيارات هذا العام. لن يتردد أي أميركي في وصف هذه السيارة بأنها اقتصادية. فهي تتميز بحجمها بالغ الضآلة. والواضح أن الأسواق الأوروبية والأميركية اللاتينية أعجبت بالسيارة الجديدة. وتدور مستويات ترشيد استهلاك الوقود بالنسبة للطرز المعتمدة على الغازولين حول منتصف الـ30، لكن نسخة معدلة تعتمد على الديزل، أعلن عنها مؤخرا، ترفع هذا المستوى في «فورد كا» إلى 45 ميلا للغالون. الرئيس التنفيذي لشركة «فورد»، آلان مولالي، أبدى رغبته في طرح «فورد كا» في السوق الأميركية قريبا، لكن من غير المحتمل أن تدخل نسخة تعمل بالديزل من هذا الطراز إلى الولايات المتحدة في المستقبل القريب. 10ـ تويوتا ياريس ديزل: كان من شأن الشعبية التي حققتها «ياريس» تشجيع «تويوتا» على المضي قدما في الاتجاه العام نحو إنتاج سيارات صغيرة. والملاحظ أن هذه السيارة حققت مستوى جيدا لاستهلاك الوقود (بلغ 29 ميلا للغالون طبقا لتقديرات وكالة الحماية البيئية في المدن، و35 ميلا للغالون على الطرق السريعة). أما احتمال شراء الأميركيين لها فهو يصطدم، مجددا، بقضية الديزل.