فولكسفاغن تحسم الصراع العائلي مع «شقيقتها».. وأسهمها تدفع من سعرها ثمن الانتصار

بورشه النجمة العاشرة في تاج الشركة الأوروبية الأولى

فولكسفاغن «بلو سبورت»... التحدي التقني لـ«بورشه» («الشرق الأوسط»)
TT

انتهى «الصراع العائلي» بين شركتي «فولكسفاغن»، و«بورشه» الألمانيتين حول المستقبل المشترك للشركتين بانتصار «فولكسفاغن» التي ستستحوذ على «بورشه» المعروفة بصناعة السيارات الرياضية الفخمة. وبهذا الانتصار تصبح شركة «فولكسفاغن»، أكبر شركات السيارات في أوروبا، مرشحة لاعتلاء عرش أكبر شركات السيارات في العالم.

ولكن هذا النصر المبين لم ينقض بسهولة، إذ رتب أعباء مالية ضخمة على «فولكسفاغن» عكست تراجعا ملحوظا في أسعار أسهمها، في مطلع الأسبوع الأخير من شهر يوليو (تموز) الماضي، وذلك في أعقاب نشر صحيفة «فايننشيال تايمز دويتشلاند» الألمانية لتقرير أشار إلى احتمال إقدام «فولكسفاغن» على زيادة رأسمالها في سياق تغطية أعباء استحواذها على الشركة الشقيقة، «بورشه».

واستنادا إلى تقرير الصحيفة الألمانية تنوي «فولكسفاغن» طرح أسهم جديدة بقيمة أربعة مليارات يورو، أي بما يكفيها للحفاظ على تصنيفها الائتماني.

وكان تقرير سابق نشرته مجلة «فوكس» أفاد بأن وضع شركة «بورشه» المالي ازداد سوءا عما كان عليه قبل خوض معركة الاستحواذ على «فولكسفاغن»، وأن مجموع ديونها بلغ 14 مليار يورو.

وأكد تقرير المجلة أن الأرقام الجديدة طرحت خلال اجتماع لمجلسي الإشراف والإدارة في «بورشه» و«فولكسفاغن» ناقش إبرام صفقة استحواذ مجموعة «فولكسفاغن» على «بورشه». وأرجع التقرير أسباب تراكم الديون إلى رفع «بورشه» حصتها من الأسهم في مجموعة «فولكسفاغن»، فضلا عن تراجع مبيعات «بورشه» في أنحاء العالم.

شركة «بورشه» نفت تقرير الصحيفة القائل بأن ديونها بلغت نحو 14 مليار يورو، وقال متحدث باسم الشركة «في منتصف العام كان لدينا صافي ديون بتسعة مليارات يورو»، مؤكدا أنه «لا توجد أرقام جديدة نعرفها».

الجدير بالذكر أن «بورشه» تملك نسبة 51% في «فولكسفاغن» مع حقوق شراء حصة إضافية بنسبة 24%. ومن أجل تحقيق هذا الهدف اضطرت «بورشه» للاستدانة من البنوك، وفشلت في سداد قيمة أسهم «فولكسفاغن» التي عمدت، بدورها، إلى تقديم عرض للاستحواذ على «بورشه» ودمجها بها لتصبح العلامة التجارية العاشرة في «فولكسفاغن». ولكن نفي «بورشه» بلوغ دينها مستوى الـ14 مليار يورو، لم يبدد الشائعات المتشائمة حيال وضعها المالي، فقد توقع أحد خبراء السيارات المرموقين في ألمانيا، فرديناند دودنهوفر، أن يسفر استحواذ مجموعة «فولكسفاغن» على شركة «بورشه» إلى خفض عدد عمال «بورشه» على المدى المتوسط والطويل. وتوقع الخبير الألماني، في حديث مع صحيفة «بوفورتسهايمر تسايتونج»، أن تتراوح نسبة الوظائف التي سيتم الاستغناء عنها بين 10 و20% من إجمالي عدد العاملين في «بورشه»، كما توقع إمكانية إقدام «فولكسفاغن» على عدم تجديد عقود العاملين في «بورشه»، والتخلص بهذه الطريقة من الوظائف بشكل طبيعي.

وأضاف الخبير أن حدوث مثل هذا الأمر معتاد عند استحواذ شركة على أخرى، خاصة وأن «بورشه» ستتحول إلى العلامة التجارية العاشرة التي تمتلكها «فولكسفاغن».

وستعمل «فولكسفاغن»، بحلول منتصف عام 2011، على ضم «بورشه» كعاشر ماركة بين ماركات السيارات في إمبراطوريتها.

وإضافة إلى الاستحواذ على شقيقتها «بورشه»، استطاعت «فولكسفاغن» أن تكسب دولة قطر كمساهم جديد بالمجموعة، حيث ستساهم هيئة الاستثمار القطرية في المجموعة بخمسة مليارات يورو، على أمل أن تستحوذ على نسبة 17% من مجموعة «فولكسفاغن» الألمانية لتصبح بذلك ثاني أكبر مساهم في المجموعة الألمانية.

ومن المنتظر أن ترفع هيئة الاستثمار القطرية حصتها في «فولكسفاغن» في مرحلة تالية إلى 19% في أعقاب اندماج «بورشه» في مجموعتها.

وستقدم الهيئة القطرية قرضا لـ«بورشه» بقيمة 750 مليون يورو لسداد دين مستحق لصالح «فولكسفاغن» بالقيمة نفسها.

رغم كسبها المعركة المالية ـ الإدارية مع «بورشه» لم تغفل «فولكسفاغن» نقل المعركة إلى الساحة الإنتاجية أيضا، إذ قررت اقتحام حلبة سيارات الـ«رودستر» الرياضية، ذات المقعدين والمحرك المثبت في وسط جسم السيارة، في تحدٍ مباشر لشركة «بورشه» التي تنتج منذ فترة طويلة سيارة من هذا الطراز هي «بورشه بوكستر».

سيارة التحدي الجديدة، التي ستدعى «بلو سبورت»، لا تزال سيارة نموذجية قيد التطوير. وكانت «فولكسفاغن» قد كشفت للمرة الأولى عن هذا النموذج الاختباري في معرض «ريترويت» الدولي هذا العام.

ويقول بعض المحللين إن سيارة «بلو سبورت» ليست شبيهة بطراز «بوكسر» فحسب، بل تضاهيها على صعيدي الكفاءة والأداء، فيما الفرق الوحيد بين الطرازين هو السعر، على اعتبار أن سعر «بلو سبورت» سيقل بنسبة 75%، تقريبا، عن سعر «بوكسر». إذا صحت التقارير التي تقول إنها ستباع في المملكة المتحدة بحدود 25 ألف جنيه إسترليني فقط، وربما 20 ألفا للنسخة التي تعمل بمحرك صغير.

وبالإضافة إلى تحدي السعر سوف تتحدى «بلو سبورت» سيارة «بورشه» على صعيد مراعاة البيئة والوفر في استهلاك الوقود، فمع وجود محرك ديزل قوي، مشحون توربينيًا، ذي كفاءة عالية يمكن لـ«بلو سبورت» أن تقطع مسافة 65 ميلا في بغالون واحد.