«نيسان» الكهربائية بالكامل في الأسواق عام 2010.. ومصنعها للبطاريات في بريطانيا يحظى بدعم الحكومة

شركة «نيسان» تسجل نقلة نوعية في قطاع السيارات الكهربائية

TT

تواصل شركة «نيسان» تطوير تقنيات السيارة الكهربائية، مسجلة بذلك إنجازات كان أحدثها استثمار أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني في بناء مصنع لإنتاج بطاريات الليثيوم في المملكة المتحدة، وتجربة منصة سيارتها الكهربائية على طراز نموذجي مبني على هيكل طراز سيارة «تيدا» لاختبار القدرات العالية التي توفرها هذه السيارة الخالية من الانبعاثات المضرة بالبيئة.

باكورة هذه الجهود سوف تظهر في السيارة الكهربائية بالكامل المنتظر إطلاقها عام 2010 والتي ستتميز بتصميم وهيكل فريدين. وبالإضافة إلى ذلك، كشفت الشركة عن نظام متطور لتقنية المعلومات خاص بالسيارة الكهربائية صُمم لتقديم خدمات المساعدة لسائقي هذه المركبات على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.

منصة السيارة الكهربائية التي طورتها «نيسان» أخيرا تتميز بهيكل عالي الصلابة، ومحرك عالي الكفاءة، مع بطارية مدمجة من أيون الليثيوم تتمتع بطاقة وقدرات عالية.

ويستطيع المحرك الكهربائي الذي يُصنع بالكامل داخل مصانع «نيسان» توليد 80 كيلووات من الاستطاعة، و280 نيوتن/متر من العزم، مما يمَكِّن السيارة من التفوق في قدرتها على الاستجابة والتسارع. هذا بالإضافة إلى نظام التحكم في المحرك الذي يسهم بدوره في تعزيز قدرات التسارع المتفوقة في السيارة.

وقد وُضِعت بطارية أيون الليثيوم المدمجة والقادرة على توليد 24 كيلو وات/ساعة تحت قاعدة السيارة من أجل تأمين استفادة أفضل من المساحة السفلية دون الإضرار بمساحة المقصورة أو التخزين الخلفي. كما تسمح طريقة توزيع جسم البطارية بتحسين انسيابية الهواء المتدفق، مما يساعد على تقليص جهد الجر اللازم أثناء القيادة. هذا بالإضافة إلى نظام توليد الطاقة من المكابح الذي يسمح بشحن البطارية أثناء استخدام المكابح في تقليص السرعة أو الكبح، وهو ما يزيد من عمر البطارية ليصل نطاقها إلى 160 كيلومترا حين تكون مشحونة بالكامل. وقد عززت «نيسان» من فترة عمل البطارية من خلال إطار إضافي يحمي نظامها ويزيد من صلابة المنصة بصفة عامة. كما أن التوفيق بين منصة عالية الصلابة ونظام دفع كهربائي يقلص كثيرا من عوامل الاهتزاز وضجيج الأصوات الخارجية، وفي المقابل يزيد من مستويات الراحة والهدوء ومتعة القيادة. وبموازاة ذلك، طورت «نيسان» نظام تقنية معلومات متطورا خاصا بسياراتها الكهربائية، يربط وحدة الإرسال داخل السيارة بمركز بيانات عالمي من أجل تقديم المساعدة لمستخدمي السيارات الكهربائية على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.

ومن أبرز ميزات نظام هذه السيارة الكهربائية خريطة ملاحة توضح نطاق دائرة القيادة المتوافرة مع حالة شحن البطارية الحالية، وتوضح آخر المعلومات الخاصة بمحطات الشحن داخل نطاق القيادة الحالي، بما في ذلك معلومات مفصلة عن كل محطة شحن مسجلة فيه.

وتملك هذه السيارة وظيفة توقيت التشغيل الآلي لمكيف الهواء أو لشحن البطارية في وقت محدد، ويمكن ضبط مكيف الهواء على التشغيل الآلي حين تكون السيارة في طور الشحن من أجل تبريد المقصورة عند درجة حرارة معينة، قبل أن يستقل السائق والركاب السيارة، كي لا تستنفد طاقة البطارية عند انتهاء عملية الشحن. كما يمكن ضبط عملية شحن السيارة بحيث تبدأ في وقت معين من الليل وذلك للاستفادة من أسعار الكهرباء المخفضة في ساعات معينة من الليل في الكثير من الدول. وباستطاعة السائق مراقبة وضع الشحن في السيارة الكهربائية من خلال موقع إلكتروني أو هاتف متحرك.

وفي سياق تطوير تقنيات السيارة الكهربائية، قررت «نيسان» بناء مصنع في المملكة المتحدة لصنع بطاريات الليثيوم للسيارات الكهربائية، في مشروع يعد من أضخم الاستثمارات لمصنع للسيارات منذ بدء الأزمة الاقتصادية العالمية التي انعكست سلبا على قطاع صناعة السيارات.

وقد أعلنت «نيسان» أنها ستستثمر ما يزيد على 200 مليون جنيه إسترليني في مصنع لإنتاج البطاريات يضم 350 عاملا في ساندرلاند، ومصنع آخر بقيمة 200 مليون يورو في البرتغال يضم 200 عامل، وتأكيدا على المدى الذي وصلت إليه الدول الأوروبية في دعم التكنولوجيا الصديقة للبيئة ومساعداتها في رعاية صانعي السيارات، قالت الشركة إن الحكومتين البريطانية والبرتغالية ستدعمان الاستثمار بقروض ومنح كبيرة. ومن المتوقع أن تكشف «نيسان» في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل عن السيارة الكهربية التي يتوقع طرحها في الأسواق الأميركية واليابانية عام 2010، لتطرح في ما بعد في الأسواق العالمية ابتداء من عام 2012، فيما تدشن «رينو» حليفتها سياراتها الكهربائية بحلول 2011 من المصنع الجديد الذي سيتم بناؤه بالقرب من مصنع سيارات «نيسان» في المملكة المتحدة ليكون المصنع الرئيسي لإنتاج البطاريات في أوروبا.

وتسعى شركة «رينو» إلى الحصول على دعم الحكومة الفرنسية في بناء مصنع بطارياتها الخاص. جاء إعلان «نيسان» عن مصنع البطاريات المزمع إقامته في بريطانيا بعد أيام معدودة من إعلان «تويوتا» إنتاج أول سيارة هجين في أوروبا في مصنعها في بريستون (ديربيشاير) ابتداء من العام المقبل. وتفكر شركة «تاتا موتورز»، التي تجري محادثات مطولة مع الحكومة البريطانية حول ضمانات قرض لشركة السيارات الفارهة «جاغوار ـ لاند روفر»، هي الأخرى في إنتاج سيارات كهربائية في بريطانيا.

وقد أعلنت الحكومة البريطانية أمس خطط تحويل ساندرلاند إلى مركز «للمنطقة الاقتصادية منخفضة الانبعاثات الكربونية» التي تتألف من مركز تدريب ومتنزه تكنولوجي ومضمار تجريبي للمركبات منخفضة العادم. ويتوقع الخبراء أن يتم بيع 94000 سيارة في أوروبا الغربية بحلول 2014.