تزايد الطلب على شراء السيارات: بداية انفراج أم مجرد حصيلة مؤقتة لحوافز التشجيع الحكومية

رياح التفاؤل في انحسار الأزمة تهب من الشرق الأقصى

«كيا» الكورية.. ارتفعت أرباحها الصافية 11.5%
TT

قال اتحاد صناعة السيارات في ألمانيا (في دي إيه)، في بيانات أصدرها الأسبوع الماضي من مقره في فرانكفورت، أن الطلب على شراء السيارات يتزايد في مختلف أنحاء العالم.

وذكر الاتحاد أن عدد السيارات الجديدة التي تم بيعها خلال شهر يوليو (تموز) الماضي تزايد في عدد كبير من الأسواق العالمية. وأضاف الاتحاد أن الإجراءات التشجيعية التي اتخذتها دول العالم المختلفة من قبيل رصد مكافآت مقابل تسليم السيارات القديمة كان لها أثر إيجابي كبير.

وقال الاتحاد إن الإحصاءات أوضحت أن السيارات الجديدة التي بيعت في ألمانيا وهي أهم سوق في غرب أوروبا بلغت خلال يوليو (تموز) الماضي 1.2 مليون سيارة وهو عدد يزيد بنسبة 5% عن الشهر الذي قبله، إلا أن نسبة التراجع خلال الأشهر السبعة الأخيرة زادت من 8% إلى 8.2% سيارة عن المدة التي سبقت هذه الأشهر السبعة.

وأوضحت بيانات الاتحاد أن الصين تحقق تقدما كبيرا في عدد السيارات المباعة، حيث تم بيع 677500 سيارة جديدة في الصين خلال الشهر الماضي مما يعني زيادة نسبتها 64% عن العدد الذي تحقق خلال نفس الشهر من العام الماضي.

وقال الاتحاد إن الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي شهدت زيادة في مبيعات السيارات في الصين بنسبة 25% عن الفترة المماثلة من العام الماضي، حيث تم خلالها بيع 4.3 مليون سيارة في الصين.

ولكن هذه الأرقام التفاؤلية تبقى رهينة استمرار منحى الارتفاع في أعقاب انتهاء مفعول الحوافز الحكومية لمشتري السيارات الجديدة.

وفي هذا السياق أعلنت شركتا «فورد» و«جنرال موتورز» الأميركيتان معاودة زيادة إنتاجهما بفضل نجاح البرنامج الحكومي لدعم صناعة السيارات بعد فترة شهد فيها الإنتاج انخفاضا حادا.

وكانت الحكومة الأميركية قد بدأت في تطبيق هذا البرنامج نهاية الشهر الماضي، بهدف دعم شراء السيارات الجديدة والتخلص من السيارات القديمة لإخراج قطاع صناعة السيارات من أزمته على غرار النموذج الألماني.

وأعلنت شركة «فورد»، ثاني أكبر شركة سيارات أميركية، الأسبوع الماضي، أنها تعتزم زيادة الإنتاج خلال الربع الحالي من العام في مصانعها في أميركا الشمالية بمقدار 10 آلاف سيارة ليصل إجمالي الإنتاج خلال الربع المذكور إلى 495 ألف سيارة، أي بزيادة نسبتها 18% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

كما أعلنت الشركة أنها تعتزم رفع الإنتاج خلال الربع الأخير من العام الحالي إلى 570 ألف سيارة بزيادة مقدارها الثلث مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ويشمل رفع الإنتاج سيارات الركاب العادية وسيارات النقل والشاحنات. وكانت فورد حققت الشهر الماضي ولأول مرة منذ عامين تقريبا زيادة في المبيعات مقارنة بمبيعاتها العام الماضي.

كما أعلنت الشركة أن حركة المبيعات تسير بشكل جيد خلال الشهر الحالي.

وبدوره كشف فريتس هندرسون، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جنرال موتورز» في مقابلة تلفزيونية عن عزم شركته زيادة الإنتاج. وقال هندرسون إنه يعتزم الإعلان عن أرقام محددة حول هذا الشأن خلال الأسبوعين المقبلين. وعلى غرار فورد فإن كلا من «جنرال موتورز» و«كرايسلر» استفادتا من برنامج التشجيع الحكومي لدعم صناعة السيارات.

غير أن فورد تعتبر نفسها أفضل حالا من منافستيها إذ أنها واجهت الأزمة المالية العالمية بدون الاعتماد على المساعدات الحكومية على عكس ما فعلت جنرال موتورز وكرايسلر.

وعلى صعيد أرقام المبيعات أعلنت شركة «كيا موتورز كورب»، ثاني أكبر منتج للسيارات في كوريا الجنوبية، الأسبوع الماضي، أنها سجلت في الربع الثاني من هذا العام أعلى أرباح لها منذ عام 2003 وعزت ذلك إلى تراجع سعر صرف الوون الكوري وتزايد المبيعات الصينية.

وذكرت الشركة أن أرباحها الصافية قفزت إلى 347.1 مليار وون (279 مليون دولار) بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) مرتفعة من 86 مليار وون في الفترة المقابلة من العام الماضي.

وباعت «كيا موتورز» 289945 سيارة في الربع الثاني لتزيد المبيعات خلال تلك الفترة بنسبة 11.5% لتصل قيمتها إلى 68.4 تريليون وون مقابل 4.19 تريليون قبل عام. وقالت الشركة إنه في الوقت الذي شهدت فيه مبيعاتها في الولايات المتحدة انخفاضا، قفزت في الصين وكوريا خلال الربع الثاني.

تجدر الإشارة إلى أن «كيا موتورز» هي شركة تابعة لشركة «هيونداي موتور» أكبر منتج للسيارات في كوريا الجنوبية.

وكانت «هيونداي موتور» قد أعلنت الشهر الماضي أن أرباحها الصافية في الربع الثاني قد ازدادت بنسبة 48% لتصل إلى مستوى مرتفع قياسي في ظل قوة المبيعات بالصين والهند بما ساهم في تغلبها على الركود العالمي.