لاند روفر «إل آر 4» 2010 مزودة بنظام يمنع العجلات من الانزلاق في الرمال

تخوض المياه إلى عمق 1.20 متر وتهبط المنحدرات شبه القائمة

TT

بعد شهر واحد من الكشف عن أحدث سيارات «رينغ روفر» في مدينة برشلونة الاسبانية، اختارت شركة «لاند روفر» هضاب اسكوتلندا لكي تقدم فيها طراز «إل آر 4» أو «ديسكوفري 4» كما تسمى في بعض الأسواق، وهي سيارة تمثل القطاع الرباعي المتوسط بمعايير الشركة، ولكنها بمحركها البالغ حجمه خمسة لترات، تعتبر من القطاع الفاخر الكبير بالمعايير الأوروبية. غيرت الشركة من معالم السيارة الخارجية، كما رفعت معايير التصميم الداخلي وقدرة المحرك وزودتها بالكثير من التقنيات التي لا تقل قدرة عما تحمله سيارات رينج روفر في قمة القطاع.

والنتيجة كانت سيارة جذابة تكاد تشبه «رينغ روفر» شكلا وحجما، توفر انطلاقا سريعا وواثقا على الطرق ولكنها تتفوق أيضا في خوض المناطق الوعرة التي أثبتت التجارب الاسكوتلندية على قدرتها الاستثنائية في خوض الأنهار إلى عمق يصل إلى المتر و20 سنتيمترا، وهبوط المنحدرات بزوايا شبه قائمة! ويقدم الجيل الجديد من «إل آر 4» محركا جديدا وديناميكية محسنة وتصميما أكثر جاذبية من سابقه. وهو إنجاز كبير إذا ما عرفنا أن الجيل السابق من السيارة نفسها حصل على حوالي مائة جائزة في التصميم والانجاز. وأجرت الشركة عشرات التعديلات والتحسينات لكي تخرج بالجيل الجديد أفضل شكلا وإنجازا.

ويعتبر المحرك هو الانجاز الرئيسي في «إل آر 4» لأنه يرفع مقاييس القطاع كله إلى آفاق القطاع الرباعي الكبير. فهو بسعة خمسة لترات وثماني اسطوانات ويعمل بالحقن المباشر للوقود، ويزود السيارة بقدرة 375 حصانا مع عزم دوران يصل إلى 510 نيوتن متر. وهو يتفوق على المحرك السابق الذي كانت سعته 4.4 لتر، بحوالي 25 في المائة من القوة الإضافية و19 في المائة من عزم الدوران. وهو يكاد يصل في قوته إلى محرك رينغ روفر في الجيل السابق، وكان بسعة خمسة لترات ومزودا بشاحن سوبر. ويحصل السائق على النسبة القصوى من الدفع وعزم الدوران على كل السرعات من بداية التشغيل. وهي تنطلق إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 7.6 ثانية. وتستخدم السيارة المحرك المصنع لسيارات جاغوار مع بعض التعديلات التي تلائم التشغيل الوعري، مثل تغيير تصميم وعاء التبريد بالزيت لكي يحافظ على كفاءة التبريد أثناء الانطلاق على منحدرات ومرتفعات بزوايا حادة. ويرتبط بالمحرك ناقل سداسي النسب من طراز «زد إف» بالتشغيل الأتوماتيكي. ويتميز نظام الدفع الجديد بإفرازات عادم واستهلاك وقود أقل من سابقه، وهو يتلاءم مع شروط البيئة الأوروبية المطبقة في العام المقبل.

ولم يقتصر التحسين على المحرك وإنما شمل ديناميكية السيارة سواء بالانطلاق على الطرق أو خوض المناطق الوعرة. وتم تحسين نظام اختيار منظومة الانطلاق التي تسمى «تيرين ريسبونس». ويختار السائق بين خمسة خيارات مختلفة تتراوح بين الطريق العادي والصخور الجبلية. وأضافت الشركة خاصية أخرى مفيدة لأسواق الخليج هي «الانطلاق الواثق من الرمال» ويسمى «ساند لونش»، ويمنع النظام العجلات من الانزلاق أثناء بداية التشغيل على رمال ناعمة، الأمر الذي يساهم في منع غرس العجلات في الرمال.

وهي أيضا تحمل نظام كاميرات متكاملا يغطي محيط السيارة، مثل رينغ روفر الجديدة، وهي كاميرات تتوزع على الجانبين بالإضافة إلى كاميرات أمامية وخلفية. ويمكن اختيار المشاهد التي يريدها السائق خصوصا أثناء اجتياز العقبات الصعبة. وتعمل الكاميرات أيضا أثناء التشغيل الليلي باستخدام أضواء السيارة الأمامية والخلفية مع إضافة أضواء بجانب الكاميرات التي تقع أسفل المرايا الجانبية. ومن أنظمة السلامة الأخرى: التحكم في هبوط المرتفعات ونظام الاستقرار الديناميكي، ونظام مراقبة ضغط الإطارات.

من حيث التصميم الخارجي كان أبرز تعديل في مقدمة السيارة تغيير شكل فتحات التبريد الأمامية من مجرد خطوط عرضية إلى شبكة بها فتحات قطعية تصل بين المصابيح الأمامية. ودخلت أيضا العديد من التعديلات الأخرى في التفاصيل مثل نقل مصابيح الضباب إلى أسفل، وتوسيع فتحات التبريد وإلغاء رفارف العجلات البلاستيكية واستبدالها بأخرى معدنية بلون جسم السيارة. وتتيح الشركة اختيار عجلات كبيرة بقطر 20 بوصة، ولكن العجلات العادية بقطر 19 بوصة تؤدي كافة المهام بكفاءة.

وكان التغيير الجذري هو في التصميم الداخلي بتجهيز أفضل للمقاعد وتصميم أكثر ديناميكية للوحة القيادة والكونسول الوسطي الذي يأتي في هذا الجيل أكثر نحافة من سابقه. وألغت الشركة الكثير من الأزرار والمفاتيح واستعاضت عنها بشاشة تحكم تعمل باللمس، وجاءت النتيجة النهائية في صيغة لوحة قيادة مبسطة وسهلة الاستخدام، خالية من الازدحام الذي ساد الجيل السابق.

كما تغير المقود بآخر أفضل منه يمكن تسخينه والتحكم منه في المزيد من الوظائف. وتتيح الشركة ألوانا جديدة للتصميم الداخلي مع ثلاثة صفوف من المقاعد. وفيما تغيرت مواصفات الصفين الأول والثاني للمقاعد، إلا أن الصف الثالث مازال محدود المساحة الأفقية، ولكن المساحة الرأسية جيدة بفضل ميل السقف إلى الارتفاع في النصف الخلفي من السيارة. وهناك بعض الصعوبة في طي المقاعد الخلفية.

من التقنيات التي استخدمتها الشركة في الجيل الجديد نظام الإضاءة «إل إي دي» في المصابيح الأمامية والخلفية، وإمكانية استخدام أدوات موسيقية مثل «أي بود» لوصلها بنظام السيارة، ونظام اختيار مشاهد الكاميرات على الشاشة واختيار خاصية «زووم» لتكبير مشاهد كافة الكاميرات، واختيار مشهد واحد أو مشهدين على الشاشة نفسها.

التجربة: الانطباع الأول لدى الانطلاق بالسيارة «إل آر 4» هو فخامة التجهيز الداخلي بالمقارنة مع سابقتها، وأيضا القوة الإضافية التي يوفرها المحرك لهذا الطراز. وتضيف هذه القوة المزيد من الثقة في المناورات على الطرق، كما تحسن من استجابة المقود للسائق على الرغم من حجم السيارة ووزنها الثقيلين. ويوفر الانطلاق السريع على الطرق حتى سرعة مائة ميل في الساعة استقرارا راسخا وشعورا بالراحة قد يدعو الركاب للنعاس حتى على هذه السرعات العالية. من التعديلات الأخرى التي دخلت على الجيل الجديد زيادة حجم المكابح للتحكم في الجسم الثقيل والسرعات المتفوقة التي توفرها «إل آر 4». وأجرت الشركة اختبارات للصحافيين المشاركين في التجربة بالانطلاق بالسيارة بأقصى سرعة على خط مستقيم في موقع مطار اسكوتلندي قديم حتى بلوغ سرعة مائة ميل في الساعة، ثم ضغط المكابح المفاجئ للتوقف في أقل مسافة ممكنة. وكان التوقف من هذه السرعة العالية في مسافة أقل من المتوقعة.

ولكن في المناطق الوعرة تتفوق السيارة على الكثير من منافساتها في خوض أعتى العوائق بسهولة، من خوض الأنهار وحتى هبوط وصعود المرتفعات بزوايا حادة واجتياز الوحل في الحقول الاسكوتلندية التي جرت عليها التجربة. وكانت الكاميرات الجانبية مفيدة في كشف العوائق أثناء اجتياز المناطق الصعبة. وجرى اختبار نظام هبوط المرتفعات بكفاءة في ظروف موحلة ولكن النظام حافظ على الهبوط المستقر للسيارة من دون حاجة السائق للتدخل سوى بتوجيه المقود.

وأثبت نظام «تيرين ريسبونس» الالكتروني كفاءة تامة في تحويل السيارة من صاروخ منطلق بسرعات عالية على الطرق، إلى سيارة رباعية عالية الكفاءة تنتقل ببطء شديد بين النتوءات الصخرية المتعرجة.

من الملاحظ أيضا أن استجابة المقود كانت أثقل بالمقارنة مع رينغ روفر، وهي استجابة تتوافق مع حجم السيارة وتمنح السائق شعورا واقعيا أفضل بالطريق أو بالظروف التي تواجهها السيارة. وهي باختصار سيارة ذات قدرات عالية، توفر قدرا كبيرا من الرفاهية والانطلاق الوثير على الطرق ولكنها تتفوق أيضا في التشغيل الوعر وتخوض عقبات قد لا تتخطاها سيارات رباعية أخرى. وتقول الشركة إن هذا الطراز هو تعديل للطراز للسابق وليس جيلا جديدا تماما، وهي تعمل الآن على تطوير الجيل التالي.

من المآخذ التي لوحظت من تجربة السيارة التصميم غير الرشيق للنصف الخلفي من السيارة خصوصا من جهة النوافذ الخلفية التي تبدو وكأنها أضيفت للسيارة بعد اكتمال تصميمها، وهي وإن كانت عملية إلا أنها لا تعزز الشكل الجمالي للسيارة. وفي الداخل تبدو عملية طي صف المقاعد الثالث معقدة وتستغرق ثلاث مراحل لطي المقعد على مرحلتين ثم طي مسند الظهر، كما أن استخدام صف المقاعد الثالث يحد من مساحة الشحن كثيرا.

هناك أيضا الكثير من الخلاف على الاسم الذي أطلقته الشركة على السيارة، وهو «إل آر 4»، فالمعروف أن الاسم السابق «إل آر 3» كان يعبر عن طراز السيارة، أي ديسكوفري، كما كان التعبير عن الطراز الأصغر «فريلاندر» باستخدام «إل آر 2». وجاء تغيير الرقم إلى 4 بدلا من 3 محيرا خصوصا للأسواق التي لا تستخدم اسم ديسكوفري. ولكن مصمم السيارة جيري مكغفرن أكد أن الأجيال التالية سوف تعتمد هيكلية مختلفة من حيث التسمية وسوف تكون نقلة نوعية إلى المستقبل. وتطرح السيارة في الأسواق في بداية شهر سبتمبر (أيلول) 2009.

* لاندروفر «إل آر 4» 2010 في سطور:

* رباعية متوسطة الحجم بقدرات وعرية متفوقة وفخامة وثيرة على الطريق.

أفضل مزاياها: المحرك الجديد، مستوى التجهيز الداخلي، القدرات الرباعية المتفوقة، تعديلات نظام «تيرين ريسبونس» لمنع الغرس في الرمال.

أبرز عيوبها: صعوبة طي صف المقاعد الثالث وتصميم النصف الخلفي للسيارة.