«جي تيربو 750» سيارة بورشه معدلة عن الأصل.. مختلفة في كل شيء وأخف وزنا

صنعت لنخبة معينة لايرضيهم إلا الأقوى

بورشه بحلتها الأصلية
TT

يان فاتهيوير مهندس ألماني أسس شركة متخصصة في تعديل السيارات وجعلها أكثر قوة وأداء. وهذه الشركة الصغيرة السن التي تدعى «9 إف إف» تخصصت،تحديدا، بتحويل سيارات «بورشه» إلى نسخ أكثر تطورا وأداء.

تأسست الشركة في عام 2001 وبعد ذلك بقليل بدأت تحصل على شهرة واسعة جدا، فقد حولت سيارة «بورشه كابريوليه 911 تيربو» إلى سيارة بقوة ألف حصان وبسرعة قصوى تصل إلى 250 ميلا في الساعة. كما أنتجت سيارتها الخاصة بها، وهي «جي تي 9 آر» السوبر، التي أثارت اهتمام الكثيرين لدى الكشف عنها. وتتولى الشركة تهيئة هذه السيارات إلى جماعة من الزبائن الذين لا يكفيهم الكثير، بل يطلبون دائما من سياراتهم المزيد من القوة والسرعة. لذلك لم ينقض وقت طويل حتى استطاع هذا المهندس الطموح من تحويل سيارات «بورشه» من جميع الأصناف إلى سيارات «سوبر» متفوقة جدا. وكانت سيارة «بورشه 911 جي تي 3 آر إس»،في الأساس، معشوقة الذين يهوون السرعة والسباقات، فهي صنعت خصيصا لهم. لكن فاتهيوير لم يقتنع بذلك، وأراد أن يزيدها قوة على قوة، فكانت النتيجة سيارة «9 إف إف جي تيربو 750 لايتوايت» التي أظهرت منذ الوهلة الأولى طابعها العدواني المخيف.

وكما يدل اسم السيارة تبلغ قوة محركها 750 حصانا. ولكنه يبلغ فعلا، على القياس المكبحي الأكثر دقة، 740 حصانا مقارنة بـ 409 أحصنة مكبحية لسيارة «أر إس» العادية التي طورت أساسا منها. وهي بذلك تكون أقوى من طراز «بورشه كاريرا جي تي» المتفوقة، وأقل قليلا من قوة «فيراري إف إكس إكس»، السيارة المخصصة فقط للسباقات، والتي يباع منها 30 سيارة منها فقط سنويا تتهافت عليها نخبة مختارة وثرية من عشاق «فيراري» والموالين لها.

وقبل أن يشرع في تشييد هذه المركبة الفذة، وخاصة محركها القابع في مؤخرتها، أخضعها فاتهيوير إلى «رجيم» قاس لتخفيف وزنها قدر الإمكان، وجردها من الكثير من أجزائها ليضع مكانها الألياف الكاربونية العالية المتانة والخفيفة الوزن إلى حد كبير، وخاصة عند الأبواب وغطاء المحرك. أما النافذتان الجانبيتان فقد حل البلاستيك الرقيق الطبقات محل الزجاج لتخفيف الوزن أيضا. كما اختفت السجادة الأرضية مع الخزانة الوسطى، مما كشف عن «عورة» وصلة ناقل الحركة اليدوي السداسي السرعات. وكانت النتيجة تخفيف نحو 220 رطلا إنجليزيا من وزن هذه السيارة الخفيفة الوزن أصلا. وكانت النتيجة سيارة عارية مجردة من كل الزوائد والإضافات، بقفص يحمي السائق من حوادث الانقلاب مأخوذ من «بورشه موتورسبورت» القسم المتخصص في تجهيز السيارات الرياضية بالمعدات اللازمة، مع مقاعد خاصة بالسباقات مأخوذة من «كوبرا إيفليوشن» المتخصصة بدورها بالسيارات الرياضية المركبة من قطع وأجزاء متنوعة.

وعمد فاتهيوير إلى تجريد المحرك الأصلي سعة 3.6 لتر ليعيد تشييده بمكابس من التيتانيوم المتين والخفيف الوزن أيضا، ثم عمد إلى تحديث قطع وأجزاء «بورشه» الأصلية وتعديلها، مع وضع المزيد من الشاحنات التوربينية لتعزيز قوة المحرك إلى أقصى حد ممكن والتي تستمد تغذيتها الهوائية من شبكة من الأنابيب ليبدو كل ذلك أشبه بغرفة المحركات في بارجة حربية.

وهكذا أنتج جهد المهندس الألماني نسخة جديدة تماما من «بورشه» بمحرك مستقيم مؤلف من ست اسطوانات مستقيمة منبسطة تولد 626 رطل قدم من عزم الدوران، وتسارع يبلغ 3.5 ثانية، ابتداء من نقطة الصفر وصولا إلى سرعة 60 ميلا في الساعة. أما السرعة القصوى فتتعدى الـ 225 ميلا في الساعة، مما يعني أنها أسرع من شقيقتها «بورشه كاريرا جي تي» في كل الظروف والأحوال. كما أنها توازي تقريبا سرعة «بوغاتي فايرون» التي تصل إلى 185 ميلا في الساعة خلال 19.8 ثوان، فيما تحتاج «جي تيربو» لتصل إلى هذه السرعة إلى 20.6 ثانية فقط.

وقد تكون «بوغاتي» أسرع قليلا من هذه النسخة من بورشه، لكنها أغلى ثمنا إذ يبلغ سعرها مليون يورو مقارنة بـ200 ألف يورو للـ «بورشه» المعدلة هذه. وزيادة في الاقتصاد، يمكن طلب الأخيرة من دون طلاء خارجي لتجعل الذين يتحلقون حولها يتساءلون ماذا يوجد تحت طلائها الأولي، أو الأساسي.

مشكلة هذه السيارة هي كيفية السيطرة على قوة محركها الكبيرة، الأمر الذي حمل فاتهيوير إلى تزويدها بعجلات كبيرة قياس 20 بوصة، فضلا عن نظام متطور للسيطرة على الدفع المستمد من أحدث موديلات «بورشه 911 جي تي2». ويعلق فاتهيوير على هذه السيارة قائلا إنها بحاجة إلى سائق ماهر بقدم يمنى حساسة جدا تضغط على دواسة البنزين برفق وليونة للمحافظة على اتجاهها الصحيح. وهذا ما قد يجعله يدرك أنها سهلة القيادة، شرط عدم استفزازها بإجراءات عنيفة تجعلها تنطلق عند ذاك كالمارد الخارج عن عقاله. وحال الكبس أكثر على دواسة البنزين، ولو برفق أيضا، تقفز السيارة إلى الأمام كالحصان الجامح من دون لجام، استنادا إلى هذا المهندس الفذ الذي طورها.

أما هدير المحرك فهو أشبه بهدير آلة جبارة: يملأ الأذنين ويجذب انتباه المارة والسائقين الآخرين على السواء. كذلك هناك المكابح المصنوعة من الخزف الكاربوني الذي يقاوم التآكل والخدوش، مهما بلغت سرعة السيارة المراد توقيفها حالا ضمن مسافة قصيرة جدا.

ويعلق سائقو السباقات الذين تسنى لهم تجربتها بقولهم إنها قوية وسريعة أكثر من اللزوم، قيادتها أشبه باستخدام شعلة نارية كبيرة.. لإشعال لفافة تبغ. وعلى هذا التعليق الصادر عن خبراء حنكتهم السباقات يعلق فاتهيوير بقوله إن الحصول على قوة أكثر من 550 حصانا مكبحيا هو أمر لا ضرورة له بتاتا مهما بلغت مهارة السائق، لكن المركبة كما يستطرد، صنعت من أجل خامة مختلفة من الناس لا يرضيها أي شيء، بل ترغب في الأقصى دائما مهما تكون النتائج.

تبقى الإشارة إلى أن السيارة تأتي بكفالة مدتها سنتان، وهذا ما قد يجعل الابتسامة ترتسم على شفاه الميسورين الذين قد يتسنى لهم اقتناؤها.