هنري فورد حقق حلمه بجعل السيارات في متناول المستهلك العادي

موديل «تي» أنهى عصر الحصان والعربة.. ومبيعات فورد فئة «إف» تجاوزت الـ30 مليون مركبة

موديل «T» طراز 1920
TT

مفارقة عام 2009 كانت احتفال شركة «فورد» الأميركية بالذكرى المئوية لأنجح سياراتها، الموديل «تي» المعروفة باسم «تين ليزي»، في وقت تمر فيه بضائقة مالية شديدة بعد أن خسرت خلال العامين الماضيين أكثر من 15.3 مليار دولار، وفشلت في تحقيق أرباح منذ عام 2005.

لكن مئوية شركة «فورد» لا تخلو من إنجازات كانت أشهرها سيارة «تي» موديل التي حققت حلم صاحب الشركة، هنري فورد، بإنتاج سيارة تكون في متناول ميزانية الأميركي العادي.

حينما بدأ إنتاج سيارة «فورد تي» عام 2008، شكل ذلك بداية لمرحلة أصبحت فيها قيادة السيارات أمرا ممكنا للجماهير ونهاية لعصر الحصان والعربة.

بيعت أول سيارات من طراز «تي» بأقل من ألف دولار، في وقت كان فيه سعر أي سيارة أخرى يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف دولار. ثم هبط السعر إلى نحو 300 دولار في أوائل عشرينات القرن العشرين بعد أن أصبحت طرق الإنتاج أرخص وأكثر تطورا.

ولم تكن السيارة تباع إلا باللون الأسود، لأن هذا اللون يجف أسرع من غيره، الأمر الذي يساعد على زيادة وتيرة الإنتاج. وأصبحت السيارة «تي» فعليا رمزا لحقبة العشرينات من القرن العشرين، وظهرت كأحد المعالم المميزة لكثير من أفلام هوليود آنذاك.

وفي ما بعد نقلت شركة «فورد» إنتاجها إلى مصانعها الأوروبية في بريطانيا وألمانيا لتصبح السيارة «تي» السيارة الأولى العاملة بمحرك في العالم، وباعت الشركة منها نحو 15 مليون سيارة بحلول عام 1927.

ولكن كان يتوجب على سائقها تشغيل المحرك الذي تبلغ قدرته 15 كيلووات/ 20 حصانا، ويحقق سرعة تصل إلى 70 كلم/س باستخدام ذراع تشغيل يدوية. وكانت تتم السيطرة على الصمام الخانق بواسطة ذراع مجاورة لعجلة القيادة.

وكان خزان الوقود موضوعا تحت الكرسي الأمامي، وكان يلزم أن يدفع بمحتواه إلى المكربن (الكاربراتير) بقوة الجاذبية، وهو ما يعني أن السيارة «تين ليزي» كانت تبدأ في الدمدمة (الحركة المتقطعة) عند محاولتها صعود مرتفع وخزانها شبه فارغ.

ورغم أن شركة «فورد» فقدت استثمارات ضخمة لصالح شركات الصناعة اليابانية في الولايات المتحدة سوقها الوطنية، حيث تخلى المشترون عن الشاحنات الخفيفة من طراز «فورد» وسيارات الدفع الرباعي ذات التجهيزات الرياضية «إس يو في» التي تستهلك الكثير من الوقود.

وتحاول الشركة الآن العودة إلى جذور طرازها «تي» بالتحول إلى السيارات الأصغر والأكثر اقتصادا في استهلاك الوقود. ولكن القرن المنقضي على دخول شركة «فورد» عالم الإنتاج التجاري للسيارات لم يخل من «أيقونات» استأثرت باهتمام محبي السيارات، وأبرزها:

* «فورد» فئة «F» (منذ 1948)

* حصلت على لقب مركبة الأميركيين المفضلة السيارة فورد «F» (نصف الشاحنة)، التي أثبتت أنها أكثر سيارات الشركة مبيعا، إذ فاق عدد الوحدات المباعة منها منذ عام 1948، 30 مليون نسخة، رغم أن سوقها الأساسية تقتصر على الولايات المتحدة. وإنتاج هذه المركبة مستمر حتى اليوم، فيما يقدر المحللون أن مبيعاتها وحدها تؤمن نحو نصف أرباح «فورد».

* «فورد كورتينا» (1962 ـ 1982)

* أنتجت فورد خمسة أجيال من طراز «كورتينا» وباعت من كل طراز منها أكثر من مليون نسخة، إذ كانت كل نسخة منها تثبت أنها أكثر شعبية من سابقتها. وبلغ عدد الوحدات المباعة منها 4.279.079 سيارة.

* «فورد اسكورت» (1968 ـ 2000)

* لاقت شعبية واسعة في الأسواق الأوروبية، الأمر الذي ساعدها على رفع مطرد لإنتاجها. وعدد الوحدات المباعة منها وصل إلى 20.000.000 سيارة.

* «فورد توروس» (منذ 1986)

* مع بداية إنتاج هذا الطراز أطلقت «فورد» تسمية «توروس» على سيارة «سيدان» متوسطة الحجم كانت تسوقها في الولايات المتحدة فحسب. إلا أن «فورد» أعادت تصميم الطرازات اللاحقة بحيث أصبحت أكبر حجما وبدأت بتسويقها في الدول الآسيوية والأوروبية وفي أستراليا. أما عدد الوحدات المباعة منها فقد تجاوز، حتى الآن، 6.750.00 وحدة.

* «فورد راينغر» (1983 – 2003)

* هي نسخة مصغرة من شاحنة الـ«بيك آب» الشعبية من فئة «F»، ولكنها تحمل شبها كبيرا بسيارة «مازدا» من فئة «B» التي تنتجها الشركة اليابانية المملوكة جزئيا من «فورد». وبلغ عدد الوحدات المباعة من هذا الطراز 5.100.00 مركبة.

* «فورد كراون فيكتوريا» (منذ 1980)

* اختيار الشرطة الأميركية لهذا الطراز لاستعمال أفرادها جعلها من أكثر السيارات الأميركية شعبية، خصوصا أنها بدفع من العجلات الخلفية، وأنها مزودة بمحرك من ثمانية سلندرات، وأن سعرها يعتبر متهاودا بالمقارنة مع مثيلاتها. وتجاوز عدد الوحدات المباعة منها حتى الآن 5.500.00 سيارة.

* «فورد موستانغ» (منذ 1964)

* أثبت طراز «موستانغ» أنه أسرع الطرازات مبيعا بين سيارات «فورد» المنتجة بعد الستينات، وخلال الأشهر الثمانية عشرة الأولى من إنتاجها عام 1964 باعت «فورد» أكثر من مليون وحدة من هذه السيارة الرياضية. أما عدد الوحدات المباعة منها حتى الآن فقد تجاوز الـ8.300.00 سيارة.

* «فورد فوكس» (منذ 1998)

* خلفت سيارة «اسكورت»، وأثبتت أنها لا تقل عنها شعبية. وقد تجاوز عدد الوحدات المباعة منها حتى الآن 5.500.00 سيارة.

* فورد فيوشن

* تعتبر «فورد فيوشن»، أحدث إنتاج «فورد»، خليفة سيارة «فييستا» الاقتصادية، سيارة عائلية متوسطة الحجم. والتغيير الأساسي الذي أدخلته هذه السيارة هو نظام الهجين الجديد من الغاز والكهرباء والذي يستهلك جالونا واحدا لكل 41 ميلا داخل المدينة و36 ميلا على الطرق السريعة. وتبدأ السيارة بالسير بالكهرباء من دون استخدام محرك البنزين، وبإمكانها مواصلة سيرها إلى أميال طويلة إذا تمت قيادتها بلطف لأكثر من 40 ميلا في الساعة.