«نزوح» شركات السيارات الأوروبية الفاخرة إلى الشرق الأقصى متواصل، فبعد شراء شركة «تاتا» الهندية لعلامة «جاغوار» البريطانية هذا العام وتعويمها، كشفت شركة «فورد» الأميركية عن قرب إتمام صفقة لبيع شركة «فولفو» السويدية - التي تملكها منذ عشرين عاما - إلى شركة «جيلي»، إحدى أكبر شركات صناعة السيارات الصينية. ومن المتوقع أن تتفق الشركتان على شروط الصفقة وتفاصيلها النهائية في الفصل الثاني من عام 2010.
لم تكشف أي من الشركتين، الأميركية أو الصينية، عن المبلغ المتفق عليه لإتمام هذه الصفقة ولكن مصادر قريبة من المفاوضات ذكرت أنه يتراوح بين 1.8 مليار دولار وملياري دولار. والجدير بالذكر أن «فولفو» سجلت، في الأشهر التسعة الأولى من عام 2009، خسائر بلغت 994 مليون دولار قبل احتساب الضرائب.
وكانت شركة «جيلي» قد أعلنت عن أنها ستستحوذ على وسائل إنتاج «فولفو» وشبكة مبيعاتها العالمية وأنها، بالإضافة إلى ذلك، ستعمد إلى إنتاجها في الصين لتلبية الطلب المحلي المتنامي على السيارات الفاخرة.
وبدورها قالت شركة «فورد» الأميركية إنها ستحافظ على تعاونها مع «فولفو» بعد بيعها ولكنها لن تحتفظ بأي أسهم فيها. وكانت الصين، في مطلع عام 2009، قد أطاحت بالولايات المتحدة التي ضربتها أزمة اقتصادية خانقة، من مركزها كأول سوق عالمية للسيارات مستفيدة من إجراءات الإنعاش الحكومية.
وفي بكين اعتبر العديد من المحللين أن شراء «فولفو» من قبل المجموعة الصينية «جيلي» يعكس رغبة شركات صناعة السيارات في الدولة الآسيوية، التي أصبحت السوق الأولى للسيارات في العالم، في الحصول على تقنيات غربية متطورة لغزو أسواق العالم. وبذلك سوف تتمكن «جيلي» من تحسين صورتها وكسب الوقت لإغراء الزبائن الأجانب. عبر حصولها على ما يسمى «الأصول الخفية» أي اعتراف بالعلامة التجارية وتكنولوجيا جديدة في وقت أصبحت فيه التكنولوجيا والمنتجات الجديدة في الصناعة عاملين أساسيين في تقرير نمو أي شركة صينية.