قد تكون إحدى ميزات شركة «نيسان» على صعيد العلاقات العامة مع الإعلام المرئي والمكتوب، تفننها في إخراج مناسبات الاحتفال بتدشين طراز جديد من سياراتها، خصوصا إذا كان ضيف المناسبة الرئيس التنفيذي للشركة، كارلوس غصن. وإطلاق «نيسان باترول 2010» في كل من أبوظبي ومسقط كان المناسبة التي جمعت الإخراج والحضور والمنبر الأفضل لها تحت شعار «البطل يعود إلى موطنه».
ويعتبر أول تدشين عالمي من نوعه في منطقة الخليج نظمته الشركة «اليابانية للسيارات» بين 13 و18 فبراير (شباط) الحالي، كشف رئيس الشركة، كارلوس غصن، النقاب عن «بطل الدروب»، «نيسان باترول 2010»، الجديد كليا، في حفلين ضخمين في كل من أبوظبي ومسقط، شارك فيهما عدد وافر من كبار الشخصيات ورجال الأعمال، من أنحاء الشرق الأوسط كافة.
مهمة التعريف بـ«نيسان باترول 2010» لم تكن صعبة على الصعيد الإعلامي، فاسمها حاضر بقوة في منطقة الخليج منذ خمسينات القرن الماضي، ولكن جيله السابع، الذي أطلق هذه السنة، عزز سمعته بمجموعة من التجهيزات التقنية المتقدمة، وبمقصورة فخمة جعلت البعض يتساءل عما إذا كانت قيادتها في الصحراء تظلم رونقها.
ولكن اسم نيسان باترول ارتبط في الخليج بقدرته المذهلة على التعامل مع وعورة الطرقات ورمال الصحراء. وبعد أن خضع لعمليات تطوير دقيقة خلال العقود الخمسة الماضية ولـ13000 ساعة من اختبارات القيادة في الصحارى العربية وشوارع المنطقة، أصبح اليوم المركبة الرئيسية بين تشكيلة سيارات «نيسان» الرياضية ذات الدفع الرباعي، متعددة الاستخدامات.
الجيل السابع من نيسان «باترول» منحته الشركة، باعتراف كارلوس غصن الشخصي، «اهتماما خاصا» ليأتي بمنصة جديدة، وتوجه يمثل تحولا جذريا في التصميم ومستويات الراحة وبمقصورة داخلية فخمة ومحرك V8 جديد وقوي وناقل سرعة أوتوماتيكي بسبع سرعات، ونظام جديد للدفع الرباعي.
مستويات الفخامة لم تبعد سيارة «نيسان باترول 2010» عن تراثها الصحراوي، فبقيت مخلصة عبر حزمة ميزات متفوقة، فقبل إرسالها إلى الشرق الأوسط خضعت لتحديات قاسية في بيئات متعددة: في الصحارى، وفي دروب وعرة بالقرب إلى المناطق الحدودية بين دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والمناطق الصخرية، وعلى الطرقات السريعة وشوارع المدن. ولم يتم التوصل إلى التقييم الديناميكي النهائي للسيارة إلا بعد تدقيق 200 نموذج، واختبارها كلها في مراكز التجارب التابعة لـ«نيسان» لبلوغ التقييم الديناميكي الفعال.
وأكملت «نيسان» تصورها النهائي لـ«باترول 2010» بدراسات سوقية موسعة، خاصة في الشرق الأوسط، أظهرت أنه لا بد من توفير أداء رائد للمحرك ضمن هذه الفئة من المركبات ومستويات متقدمة من الرفاهية والراحة، ومزيج ذكي من التكنولوجيات الجديدة التي تدعم تجربة القيادة الكلية لكي تصبح سيارة رائدة في فئتها.
في هذا السياق، وإضافة إلى المقصورة الداخلية التي تعززت فخامتها باستخدام الجلد بشكل بارز، والألمنيوم المصقول، والحشوات الخشبية، ظل الهدف الرئيسي تحويلها إلى المركبة الأقوى في فئتها. والقفزة النوعية على هذا الصعيد حققتها عبر إعادة تصميم كل جزء من المحرك لتحقيق الأداء الأقصى والاستجابة السلسة، بينما يقدم ناقل الحركة الأوتوماتيكي الجديد بـ7 سرعات، مع وضعية نقل الحركة يدويا مع نسب لتغيير السرعة أكثر من الطراز السابق، مما يمنح المركبة القدرة على إيصال قوة المحرك بسرعة أكبر.
«باترول» الجديد هو الأقوى في فئته حاليا، فمحرك الطراز السابق سعة 4.8 لتر، تم استبدال محرك سعة 5.6 لتر به مزود بنظام التحكم المتغاير برفع الصمامات ونظام الحقن المباشر للبنزين، وهذه التقنيات تولد قوة 400 حصان وعزم تدوير 560 نيوتن/متر، مع مستوى معزز من الاقتصادية في استهلاك الوقود، وانبعاث أقل في النسخة ذات المواصفات العليا لهذا المحرك الجديد.
في أول إنجاز في نوعه، يستخدم «نيسان باترول» نظام التحكم الهيدروليكي بحركة الهيكل، الذي يحافظ على الوضع المسطح للمركبة، مع التفاف أدنى للهيكل خلال تغيير خطوط السير والانعطاف على الطرقات، بينما يقدم مستوى متقدما من الراحة في شوارع المدينة، وثباتا ممتازا على الطرقات الوعرة والرملية، إضافة إلى نظام التعليق الجديد الذي يستخدم التعليق المستقل للدفع الرباعي، الذي تم تطويره من تركيبة المحور الصلب السابق. ويستخدم «باترول» نظام الدفع الرباعي لكل الأوضاع، المطور حديثا، الذي يشمل حزمة أوضاع الدفع الرباعي المتفاوتة. ويتيح هذا النظام للسائق إمكان تغيير أربعة مواضع للقيادة بسرعة: على الرمال، والطرق العادية، والثلوج، والصخور، بكل سهولة.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر «باترول» آلية المساعدة بتثبيت إيقاف المركبة على الهضاب ونظام التحكم في النزول من الهضاب، الذي يمكن اختياره أيضا بسهولة من خلال لمسة زر.
ومع آلية المساعدة بتثبيت إيقاف المركبة على الهضاب، إذا أراد السائق الوقوف على منحدر وانزلقت قدمه من دواسة المكابح، يحافظ النظام على توقف المركبة من دون رجوعها إلى الخلف. ومن خلال التحكم في النزول من الهضاب، يستخدم النظام المكابح للمحافظة على سرعة ثابتة للنزول، وهي 7 كلم/س في وضعية (4H) و4 كلم/س في وضعية (4L).
وتستخدم «نيسان» أنظمة للأمان ضمن منظومة «درع السلامة» الشهيرة عالميا، ومنها «نظام التنبيه لمنع مغادرة حارة السير»، الذي ينبه السائق بصوت إنذار وإشارة لاستخدام المكابح. وفي الوقت نفسه، يساعد السائق على إرجاع المركبة إلى خط السير، من خلال توليد قوة انعطاف واستخدام المكابح.
وهناك «نظام التحكم الذكي بسرعة المركبة»، الذي يقلل أعباء السائق في المحافظة على سرعة المركبة، أو تثبيت المسافة الآمنة. ويساعد هذا النظام السائق في عملية استخدام المكابح والتسارع في ظروف القيادة التي تتطلب تغييرات أقل في نسب السرعة.
ويعمل نظام التحكم الديناميكي في المركبة مع نظام التحكم بالسير والكابح الحلزوني، تفاضل الانزلاق المحدود، ووظائف القفل التفاضلية الميكانيكية لكي تتجنب المركبة أوتوماتيكيا، أي الانزلاق على الطرق الزلقة عند تغيير خطوط السير أو التعامل مع المنعطفات.
ويقوم متحسس المساعدة الذكية للمكابح بقياس المسافة التي تفصل المركبة عن المركبة التي أمامها على الطريق، وتعطي السائق تنبيها وإشارة على جهاز العرض. وإذا أحس النظام بأن الاصطدام لا مفر منه حتى مع تدخل السائق، فإنه يستخدم المكابح لإبطاء سير المركبة، والإسهام في تخفيف الإصابات والأضرار.
وتتوافر «باترول» بست وسائد هوائية متقدمة. ومن مزايا السلامة الأخرى، ميزة «فتح الباب عند الإحساس بالاصطدام»، فعند الإحساس بحدوث الاصطدام، تفتح الأبواب تلقائيا لضمان حركة حرة لركاب المركبة. وتساعد «سنادات الرأس النشطة» في اصطدامات خلفية معينة، حيث تتحرك «سنادات الرأس النشطة» إلى الأعلى والأمام، لتسهم في حماية الرأس وتقليل الإصابات الصعبة للعنق. وتتوافر في «باترول» جملة ابتكارات حديثة بينها «الفتحات الستارية» ونظام مراقبة ضغط الهواء في الإطارات، مع مؤشر لانخفاض الضغط في الإطارات.
صممت الفتحات العلوية للمقعدين الأماميين بطريقة لا تدع عجلة القيادة تعيق تدفق الهواء. ولكن الفتحات الستارية تمثل نظاما متكاملا للتحكم في درجة الحرارة في المقصورة الداخلية تمت مراجعته كليا، فالنظام له فتحات صغيرة ولكنها ذات فعالية عالية ركبت في السقف فوق كل نافذة جانبية، لكي يتدفق منها تيار قوي من الهواء البارد الذي يشكل «ستارة هوائية» يمنع الهواء الساخن من اختراق المقصورة الداخلية للسيارة.
إضافة إلى تلك الابتكارات، زودت « باترول» بـ«صندوق تبريد» موضوع في الكونسول الوسط بين المقعدين الأماميين. يتميز صندوق التبريد بغطائه الفريد الذي يفتح بمفصلتين، ويمكن فتحه بسهولة من الأمام أو من الخلف عن طريق الركاب في الصف الثاني من المقاعد. ويتسع صندوق التبريد لست عبوات من المشروبات سعة 600 مليلتر.
أما ميزة سيارة «باترول» ،التي لن يغفل عنها المستهلك، فهي سعرها التنافسي بالنسبة إلى السيارات الأخرى في فئتها. وتتوقع الشركة طرحها في أسواق الخليج اعتبارا من شهر أبريل (نيسان) المقبل.