كارلوس غصن: سنضاعف مبيعاتنا ونتخلص من كل ديوننا بنهاية 2010

غصن في حفل تدشين «باترول» في أبوظبي
TT

قال كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي لشركة «نيسان» للسيارات، إن الشركة تهدف لمضاعفة مبيعاتها في المنطقة والتخلص من كل ديونها بحلول نهاية هذا العام. وتحدث غصن إلى عدد من الصحافيين العرب والأجانب في أبوظبي أثناء تدشين الجيل السابع الجديد من السيارة الرباعية «باترول»، التي كشف عنها غصن للمرة الأولى عالميا في حفل أقيم في قصر الإمارات في أبوظبي. وتحتل «نيسان» حاليا المركز الثاني في المنطقة، ويعني هدف غصن أنها تدخل المنافسة على المركز الأول في المنطقة، الذي تتقلده حاليا شركة «تويوتا».

لكن غصن نفى أن تكون أسواق المنطقة من ضمن الأسواق التي سوف تستقبل سيارات «نيسان» الكهربائية ابتداء من العام المقبل، فهو يعتقد أن مثل هذه السيارات لن تكون لها الأولوية في المدى القريب لأن أسواق الخليج لا تعاني من تبعات ارتفاع أسعار الطاقة ولا من المعدلات المرتفعة للانبعاثات الضارة التي تبرر الاستثمار في السيارات الكهربائية مثلما هو الحال في بعض الدول الصناعية.

ويعتبر غصن أن منطقة الشرق الأوسط هي في الواقع منطقة نامية تماما مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل. وهو يولي المنطقة الأهمية التي تستحقها في إطار تخطيط الشركة للمستقبل. وكان أحد مظاهر هذا الاهتمام هو تدشين سيارة رئيسية مثل «باترول»، عالميا، للمرة الأولى من داخل منطقة الخليج.

واعترف غصن بأن الشركة عانت من الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم في عام 2008، لكنه أضاف أن الشركة عادت إلى الأرباح، وانها تخطت بالفعل مرحلة الخسائر. وأكد غصن أن الشركة سوف تتخلص أيضا من كل ديونها بنهاية العام الحالي، وأضاف أن تأثيرات الأزمة تفاوتت بين منطقة وأخرى، وكان تأثيرها عميقا في منطقة الشرق الأوسط التي تراجع فيها الطلب على السيارات بنسبة 25 - 30 في المائة. لكن شركة «نيسان» لم تتأثر إلا بثلث نسبة التراجع هذه. ونفى غصن أن تكون الشركة قد طلبت دعما ماليا من حكومات الخليج، كما أكد على أن نسبة تراجع مبيعاتها كانت أقل من الشركات الأخرى وأقل من النسبة السائدة في السوق بكثير. وكان أحد جوانب المشكلة التي واجهت «نيسان» وشركات أخرى تراجع إقراض البنوك في الأسواق. وتحاول الشركة أن تقنع البنوك بتنشيط الإقراض عبر التفاوض مع المشترين لتسهيل الإقراض لهم.

واعترف غصن بأن العام الماضي كان صعبا على كل العلامات الفاخرة، ومنها علامة «انفينيتي»، وأضاف أن موديلات «انفينيتي» الجديدة سوف تسهم هذا العام في رفع حصة الشركة من أسواق المنطقة. وفي ما يتعلق بطراز «باترول» الجديد قال غصن إن حجم المبيعات المتوقع للسيارة في المنطقة سوف يصل إلى نصف إنتاج الجيل الجديد.

وأشار غصن إلى أسباب مسارعة الحكومات الغربية إلى إنقاذ شركات السيارات فيها، فقال إن ذلك لم يكن حبا في الشركات نفسها، وإنما لإنقاذ ملايين الوظائف المرتبطة بصناعة السيارات سواء داخل الشركات الأم أو عبر مئات من الشركات المساعدة من موردين وموزعين ووكلاء، فالتدخل الحكومي كان ضروريا لإنقاذ الوظائف وليس لإنقاذ الشركات في حد ذاتها. وحاولت الحكومات الحد من الأضرار التي يستتبعها انهيار شركات السيارات، خصوصا أن أسباب المتاعب ليست متعلقة بالصناعة نفسها وإنما تعود إلى البنوك والوضع الاقتصادي العام. لكنه نفى أن تغير متاعب الشركات الحالية من معادلة التنافس والنجاح على المدى البعيد.

وأضاف أن شركة «نيسان» تستمع إلى نبض السوق، وأن ما سمعته من أسواق المنطقة ليس الرغبة في نظام هايبرد لسيارات «باترول»، وإنما في إضافة المزيد من ملامح الفخامة والتجهيزات الداخلية، بالإضافة إلى المحافظة على صفاتها الحالية التي ساهمت في نجاحها مثل صلابتها وقدراتها الرباعية. وتحاول الشركة تحقيق هذه المعادلة في جيل باترول الجديد لكي تنافس به في القطاع الرباعي الفاخر.

وفي تعليق على متاعب الشركات اليابانية الأخرى في الوقت الحاضر سواء كانت «تويوتا» أو «هوندا»، قال غصن إن الاعتمادية في «نيسان» جيدة، ولكن لا أحد محصن تماما من الأخطاء. وأشار إلى أن متاعب الآخرين لا تمنح «نيسان» سوى متسع من الوقت في المدى القصير، لكن معادلة التنافس طويلة الأجل لم تتغير.

وأشار غصن إلى أن المنطقة لا تحتاج إلى السيارات الكهربائية، لذلك فليس من أهداف «نيسان» تقديم سيارة كهربائية في المنطقة. وسوف تكون الشركة سباقة في تقديم السيارات الكهربائية في الأسواق التي تحتاج إليها والتي تقدم فيها الحكومات حوافز للشركات المنتجة، وتقوم بدعم البيئة التحتية لمثل هذه السيارات. ويعتقد غصن أن السيارات الكهربائية تقدم حلا جيدا للمدى البعيد لأنها تعالج مشكلة مزدوجة هي الاعتماد على النفط وإفراز انبعاثات العادم.

وتتجه «نيسان» إلى إنتاج نصف مليون سيارة كهربائية، في استثمار حجمه نحو أربعة مليارات يورو، تبدأ في دخول الأسواق في بداية العام المقبل. ويعتقد غصن أن الشركة تسبق الشركات الأخرى في تقنيات الدفع الكهربائي.

وتتوسع «نيسان» في المنطقة باطراد حاليا، وتنتظر وصول عدد من الموديلات الصغيرة التي سوف تدخل الإنتاج قريبا. وتتوجه الشركة إلى تحسين شبكة توزيعها في المنطقة بعد الانتهاء من عمليات تحسين السيارات نفسها. وقد شهدت «الشرق الأوسط» حفل افتتاح أحدث معارض الشركة في أبوظبي، وهو مصمم على أحدث خطوط العرض والخدمة التي تطبقها «نيسان» في وكالاتها العالمية.