«مازاراتي غران كابريو».. سيارة في منزلة بين المتفوقة واليومية

تجربة في الجمع بين السيارة الرياضية ومركبة الاستعمال العادي

«غران كابريو» جمعت المجد من طرفيه
TT

أصبح دارجا بين الشركات المنتجة للسيارات التي تُدعى «متفوقة»، والتي لا يتعدى عددها العشر على أفضل تقدير، إلى جانب بعض الشركات الصانعة التي يملكها أفراد من المهووسين في هذا النوع من الإنتاج، طرح سيارات تصفها بالـ«خارقة» يصل ثمنها إلى مئات الآلاف من الدولارات، وتستطيع تحقيق سرعات كبيرة تتعدى في معظم الأحيان 200 ميل في الساعة.

في كل شهر تقريبا تطلع علينا شركة مثل «فيراري»، أو «بورشه»، أو «أستون ماراتون»، أو «مازاراتي»، أو «بوغاتي»، أو «فورد»، أو «جنرال موتورز»، بنبأ يفيد أنها طورت طرازا جديدا من هذه المركبات، أو أنها في سبيلها إلى ذلك، وأن قوة محركاتها تفوق الـ300 حصان مكبحي، كما لو أن العالم تحول إلى حلبة سباق مفتوحة بين هذه الأحصنة الميكانيكية الجامحة، وساحة صراع لمن ينتج الأفضل والأقوى.

والهدف من وراء ذلك ليس الربح المادي فقط، وفتح أسواق جديدة فحسب، بل أن إنتاج مثل هذه المركبات، التي لا يقوى على شرائها إلا القلائل، بات شعارا للإعلان عن الشركة الأفضل القادرة على إنتاج السيارة الأقوى والأسرع والأغلى، لكي يبقى اسمها على كل لسان. لذلك نشاهد باستمرار على الطرقات سيارات جديدة غريبة، أو نطالع في وسائل الإعلام أنباء الإعلان عن موعد طرح طراز جديد منها، بعضها من نوع الإنتاج المحدود، أشبه بالحلي النادرة التي يحتفظ بها من جيل إلى آخر.

في هذا السياق، ستظهر خلال الشهر المقبل على الطرق الأوروبية سيارة جديدة هي «مازاراتي غران كابريو» التي طورت من طراز «غران توريزمو» المكشوفة القديمة نسبيا، والتي اعتبرت إلى حد ما مركبة تقع بين المتفوقة الخارقة، والسيارة الرياضية العادية تقريبا.

الواقع أن «مازاراتي» قصدت من وراء هذا الطراز المتواضع نسبيا إطلاق فلسفة جديدة، وهي العودة إلى سيارة عملية رياضية تستطيع قيادتها يوميا مثل «غولف جي تي آي» مثلا من «فولكس فاغن»، والاستمتاع بها على الطرق العادية بسقف مفتوح ليداعب النسيم العليل ركابها، لا سيما في فصلي الربيع والصيف.

صحيح أن «مازاراتي» أنتجت سيارات أقوى منها في السابق، وصحيح أن الشركات الأخرى مثل «فيراري» أنتجت طراز «زوندا»، وأنتجت «فايرون» طراز «بوغاتي»، وكلتاهما تتمتع بمحركات تفوق الـ700 والـ800 حصان، هذا دون أن نذكر «بورشه» و«فورد»، ولكن كم من المشترين يمكنهم شراء مثل هذه المركبات؟ وهل يستطيعون قيادتها يوميا في الأعمال العادية، وخلال النزهات بصورة دائمة؟ فهي تكلف كثيرا على صعيد الصيانة والاستهلاك، ناهيك بأن قيادتها والسيطرة على محركها القوي ليس بالأمر الممتع دائما. من هنا لا بد من سيارة رياضية عادية تعيدنا أحيانا إلى الماضي القريب لنصطحب بها الزوجة والأولاد إلى المتنزه، أو المقهى في عطلة نهاية الأسبوع.

من هنا جاءت فكرة «غران كابريو» المتواضعة نسبيا التي تجمع بين النقيضين، وإن كان هذا لا يمنع الاستمرار في إنتاج المركبات القوية والسريعة جدا مثل «فايرون».

هكذا وُلدت «غران كابريو» المكشوفة بمحرك وسط بين القوي جدا والمنخفض بقدرة 434 حصانا مكبحيا لدى دورانه بسرعة 7000 دورة في الدقيقة، بعزم دوران يبلغ 362 رطلا/قدم لدى دوران المحرك بسرعة 4750 دورة في الدقيقة. فهو مؤلف من ثماني أسطوانات «في8»، سعة 4.7 لتر، بدفع على العجلتين الخلفيتين، مع ناقل حركة أوتوماتيكي سداسي السرعات. وبمقدور «غران كابريو» التسارع من سرعة الصفر إلى سرعة 62 ميلا في الساعة خلال 5.4 ثانية، لتبلغ سرعة أقصاها 175 ميلا في الساعة.

مع ذلك تقول الشركة الصانعة إن سائقها وركابها يستطيعون التمتع باستعمالها بـ90 في المائة من الأوقات، وهي ليست مصممة كـ«فايرون» أو غيرها لمهووسي القيادة والسرعة المستمرة، رغم أن قوة محركها تُعتبر من النوع الذي لا يشكو عيبا كبيرا في هذا المجال. وبذلك يستطيع سائقها التحول إلى القيادة الرياضية السريعة، بل العصبية جدا، حين يحلو له ذلك.

الذين تَسنّى لهم قيادتها يقولون إنهم مسرورون جدا من إنزال مثل هذا الطراز الوسطي الذي يقوم بين فئتين مختلفتين من السيارات، بل الجامع بين النقيضين، فهي تعمل بسلاسة سيارات الصالون الفخمة والراحة الكبيرة التي تقدمها بعيدا عن أي سرعة صاروخية، وفي الوقت ذاته كسيارة رياضية نشيطة عندما يتطلب الوضع ذلك.

من الخارج تبدو السيارة جميلة رشيقة بخطوط متناسقة مريحة، مع قضبان للتحكم في الثبات لا يمكن ملاحظتها. وهي من تصميم «بينينفارينا»، المؤسسة التي صممت أجمل سيارات العالم.

من الداخل هناك الفرش والتنجيد الجلدي الذي يغطي مقاعدها الأربعة، إلى جانب الخشب الفاخر الذي يغطي لوحة القيادة برمتها. لكن المقعدين الخلفيين صغيران لا يصلحان إلا لصغار السن، ولفترة قصيرة فقط. ويغطي السجاد صندوق الأمتعة الخلفي الذي لا يصلح إلا لحقائب فاخرة هو الآخر، عملا بمبدأ التجانس. ثم أخيرا، وليس آخرا، ينكشف الغطاء وينغلق خلال 28 ثانية بواسطة مفتاح مثبت قرب ذراع ناقل الحركة.