سكودا وكرايسلر تقدمان سيارتين عائليتين بمواصفات خاصة

لأن نقل الركاب لا يزال المهمة الرئيسية للسيارة

«ييتي»... خيار دفع رباعي أو ثنائي
TT

طُرحت أخيرا في الأسواق الأوروبية سيارتان جديدتان: واحدة أميركية معروفة للتنقلات العائلية، وهي الطراز الجديد من «كرايسلر غراند فوياجير»، والثانية تشيكية من إنتاج «فولكسفاغن» هي «سكودا ييتي» التشيكية. لم يُعرف بعد ما إذا كان سيجري تسويق هاتين المركبتين في عدد من الدول العربية، ولكن تصنيف السيارتين بالعائلتين – على الرغم من طبيعتهما المختلفتين تماما – يجعلهما مرشحتين لأسواق الشرق الأوسط.

«سكودا ييتي» هي، عمليا، سيارة «كروس أوفر» بشكل جديد وجذاب، وهي «هاتشباك» تقدم للمشتري خيار نسخة تعمل بالدفع على العجلتين أو نسخة تعمل بالأربع عجلات. وهي تعتبر العضو الخامس والجديد في عائلة سيارات «سكودا» الملاحظ أنها تتحسن باطراد حتى باتت تعتبر من أفضل السيارات الأوروبية. تجمع «سكودا ييتي» بين عناصر القوة الخاصة بالسيارات الوعرية، والتقليدية التي تسير على الطرق العادية. فضلا عن إمكانية تحوير داخلها وترتيب مقاعدها بشكل يسمح بحمل الأحمال المختلفة والمتنوعة، إلى جانب عامل التوفير الكبير بالوقود، وهو إحدى مميزات هذه الشركة التي كانت تنتج سيارات عادية في عهد الهيمنة الشيوعية على تشيكوسلوفاكيا السابقة إلى أن حولتها «فولكسفاغن» من شركة متواضعة تنتج سيارات متواضعة، إلى فرع لها ينتج بعضا من أفضل السيارات في أوروبا. وقد أصبحت اليوم من مفاخر الدولة التشيكية ومعالمها السياحية، إذ أُدرجت زيارة مصانعها في عدد من البرامج السياحية في الجمهورية التشيكية.

وإلى جانب تقديم «سكودا ييتي» خياري السيارة العاملة بالدفع على العجلتين أو العجلات الأربع، تقدم أيضا خيارات لخمسة أنواع من المحركات البترولية والديزل بناقل حركة أوتوماتيكي أو يدوي، إلى جانب مقعد السائق المرتفع الذي يشرف على الطريق تماما. ثم إن الناظر إليها من الخارج يشعر بأنها مركبة متينة جدا صنعت لخدمة طويلة جدا.

توقيت طرح «ييتي» كان مناسبا لجهة تزامنه مع الوعي العالمي المتنامي لتأثير انبعاثات السيارات على البيئة وانبعاثاتها المضرة بالغلاف الجوي، إذ حرص صانعوها على مراعاة شؤون البيئة قدر الإمكان، وكذلك على مراعاة مسألة التوفير في الوقود في وقت تدنت فيه مبيعات السيارات في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية.

ظهرت «ييتي»، لأول مرة، في معرض جنيف العالمي للسيارات عام 2005 كنموذج مستقبلي أولي. وهي اليوم معروضة في معرض جنيف الحالي، الذي فتح أبوابه الأسبوع الماضي، كسيارة عملية جميلة الهندسة والتصميم، أشرف على إنتاجها كليا المركز الفني التابع لـ«سكودا» في «ملادا بوليسلاف» قرب العاصمة براغ.

تركيز هذا المركز كان، بالدرجة الأولى، على الخطوط الانسيابية السلسة، ومظهرها الخارجي الذي يوحي بالقوة والنعومة معا، مع مراعاة أدق التفاصيل للتوصل إلى موازنة فعلية بين السيارة الوعرية، وسيارة الصالون في وقت واحد مما ينم عن شعور بالفرادة والسلامة أيضا من دون إضفاء مظهر السيارة الكبيرة ذات المظهر العدواني ومن دون التفريط في رحابتها من الداخل، إذ يبلغ طولها الإجمالي 4.2 متر فقط، الأمر الذي يساعد على المناورة بها، وركنها في أماكن ضيقة. وروعي في المركبة أيضا استخدام أجود مواد التركيب وأفضلها من معادن وبلاستيك وغيرها، إلى جانب المعدات والنظم الذكية، من دون تفريط في التكلفة، إذ يتراوح سعر هذه المركبة في السوق البريطانية بين 13.990 و22.635 جنيه استرليني، حسب الإضافات وخيارات المحركات.

وتوفر السيارة لركابها مساحة واسعة عند الرؤوس والأقدام، وكما ذكرنا أنفا، زودت السيارة بنظام «فاريوفليكس» للمقاعد، الذي يسمح بطي المقاعد وتحريكها في مختلف الاتجاهات، والذي يضيف عاملا إيجابيا إلى هذه السيارة العائلية الجميلة، علما أن صندوق الأمتعة الفسيح، يتسع، بعد رفع المقاعد، لـ416 لترا من الحمولة كالدرجات الهوائية والحقائب الكبيرة.

أما طراز «غراند فوياجير» الجديد من «كرايسلر»، فهو حصيلة أكثر من 25 سنة من تطوير لمركبات «سيارات نقل الركاب»، التي يشار إليها اختصارا بـ«إم بي في». وبذلك تبقى الأكثر فخامة بين مثيلاتها من الأنواع الأخرى. وهي تنتمي إلى الجيل الخامس، وتتسع لسبعة مقاعد، فيما خضعت لإعادة نظر كلية في تصميميها الداخلي والخارجي، علما أنه في عام 2008 جرت إضافة أكثر من 30 ميزة جديدة، ساعدت في تحويل هذه المركبة إلى أفضل سيارة عائلية.

أهم المميزات القياسية النمطية فيها إمكانية تسخين الصف الأول والثاني من المقاعد، والرؤية الخلفية الفسيحة بواسطة مرآة تحويل خاصة، والصفوف الثلاثة الجانبية من النوافذ العاملة كهربائيا، ووسائل المساعدة للرجوع بالمركبة إلى الوراء بمساعدة كاميرا فيديو خاصة، والكشاف الضوئي الذي يمكن رفعه من اللوحة الخلفية، ومصابيح القراءة التي يمكن توجيهها، والتي تعمل بمبدأ «الصمام الثنائي الباعث للضوء» (إل إي دي)، ونظام التحكم الأوتوماتيكي في المناخ لجميع الركاب، ومسّاحات مطر حساسة تعمل أوتوماتيكيا، ونظام معلوماتي - هو آخر الصرعات التقنية - موصول بنظام «جي بي إس» الملاحي يعمل بالأوامر الصوتية، وهاتف جوال يعمل بالصوت أيضا. ولتسلية الركاب هناك خيار نظام «دي في دي» بشاشتين يتيحان لركاب مقاعد الصف الثاني ممارسة ألعاب الفيديو، أو، لركاب مقاعد الصف الثالث مشاهدة الأفلام السينمائية ، فضلا عن نظام «إم بي 3» الموسيقي بشاشة تعمل باللمس. وبإمكان هذا النظام أن يخزن 4000 أغنية على قرص صلب سعة 30 غيغابايت.

يندر الحصول على سيارة مجهزة بكل هذه الإضافات بسعر مناسب جدا. ولكن «كرايسلر» لم تكشف بعدُ عن سعر بيع هذه السيارة.

وقد تكون أهم مزية في «غراند فوياجير» هي قدرة تحويلها بسرعة من سيارة تتسع لسبعة ركاب، إلى شاحنة صغيرة براكبين خلال نصف دقيقة عن طريق طوي المقاعد، ومساواتها بأرضية السيارة ، من دون الحاجة إلى إزالتها بصعوبة، كما يجري عادة، ثم إيجاد مكان مناسب لها لتخزينها في المرآب. ثم هناك خيار تحريك المقاعد وتدويرها على محورها في جميع الاتجاهات، بحيث يتقابل الركاب في جلساتهم، كما لو إنهم جالسون في غرفة استقبال عادية، أو مقهى. إضافة إلى وجود طاولة صغيرة بين الصفين الثاني والثالث من المقاعد، يمكن نزعها عند اللزوم.

وتأتي هذه التحفة العائلية بخيارات بين محركات بترولية، أو ديزل، وبناقل حركة أوتوماتيكي، تسهيلا للقيادة في الرحلات الطويلة والمملة.