«باناميرا إس 2010».. اختبار لقدرات السائق قبل السيارة

مكابح سيراميكية تتحمل الحرارة والخدمة الشاقة

«باناميرا إس» إنجاز رياضي بقالب عائلي
TT

منذ أن ظهرت سيارة «باناميرا» من إنتاج شركة «بورشه» في معرض شنغهاي الدولي للسيارات، العام الماضي، وهي تتعرض للكثير من التعليقات التي جاء أغلبها سلبيا انطلاقا من أنها لا تتمتع بجمال الشكل المتوقع في هذا القطاع من السيارات. ولكن معظم التعليقات السلبية جاءت من مشاهدين لم يختبروا السيارة عمليا، وبعضها الآخر من مراقبين لم يشاهدوها وأصدروا أحكامهم بمجرد النظر إلى صورها.

وفي الواقع تملك هذه السيارة الكثير من الميزات التي تتعدى الجمال الشكلي، وأبرزها الحضور القوي والملامح المعهودة في سيارات «بورشه»، والأهم من ذلك: الإنجاز الذي يصعب التفوق عليه. وبعد فترة من اختبار هذه السيارة يعتاد المرء على شكلها ويزداد إعجابه بميزاتها، فهي، من حيث الشكل العام، لافتة للنظر أكثر من أي سيارة أخرى من عائلة «بورشه».

«باناميرا» سيارة عملية عائلية بخمسة أبواب من فئة «فاست باك»، وبهذا التصميم تتفوق على معظم منافساتها في قطاع الصالون الفاخر لأنها تقدم لهم بديلا عمليا لتصميم الصالون العادي بأربعة أبواب وصندوق أمتعة خلفي. ومن أهم منافسات هذه السيارة «استون مارتن رابيد»، التي تشبهها في تصميم الأبواب الخمسة، و«كوتروبورتي» من «مازيراتي»، بالإضافة إلى «بنتلي فلاينغ سبير».

تنتج شركة «بورشه» طراز «باناميرا» بفئتين، الأولى - وهي التي خضعت للتجربة - «باناميرا إس»، والثانية «باناميرا فور إس».

يستخدم الطراز الأول محركا سعته 4.8 لتر بثماني اسطوانات، وقدرة 400 حصان، يدفع العجلتين الخلفيتين. أما الثانية فتستخدم محركا مزودا بشاحن توربيني مزدوج يدفع العجلات الأربع بقدرة 500 حصان. وتنتج الشركة سياراتها من مصانعها الألمانية في مدينة لايبزغ إلى جانب طرازات «كايين» الرباعية. وتبنى سيارات «باناميرا» على قاعدة خاصة بها لا تشاركها فيها أي سيارة أخرى.

الإنجاز في «باناميرا إس» مثير على صعيدين: الأول قدرة الانطلاق السريع من الثبات إلى مائة كيلومتر في الساعة لسيارة يكاد وزنها يصل إلى الطنين. وهي تحقق هذا الانطلاق في 5.4 ثانية. والثاني عدم تحديد سرعتها القصوى التي تبلغ 176 ميلا في الساعة، علما بأنها ليست سرعة نظرية بل يمكن تحقيقها فعلا على المضمار.

أما على الطرق السريعة فإن اختبار سرعة «باناميرا إس» هو في الواقع اختبار لقدرات السائق وليس السيارة.

وحتى بعد بلوغ سرعات تتخطى المائة ميل في الساعة لا تتهاون طاقة «بورشه باناميرا إس»، بل تمنح السائق المزيد من طاقة انطلاق تبدو غير متناهية. وهي بالمناسبة توفر عزم دوران يبلغ 500 نيوتن متر، يسهم في التسارع الخاطف لهذه السيارة. ويعزز تفوق «باناميرا إس» ناقل التروس الثنائي فيها المكون من سبع نسب. وهو يعمل أوتوماتيكيا بكفاءة عالية، مع إمكانية تغيير السرعات يدويا من على المقود. ويتم التحكم في هذه الانطلاقة الصاروخية بمكابح قرصية مهواة كبيرة الحجم، مع إمكانية اختيار مكابح سيراميكية ابتكرتها «بورشه» تتميز بتحمل الحرارة والخدمة الشاقة لفترات طويلة بكفاءة غير مسبوقة.

التصميم الخارجي للسيارة جاء كلاسيكيا بمصابيح ومقدمة تدل على هوية السيارة وجسم انسيابي بنوافذ جانبية متصلة في الشكل العام. وهي ترتكز على عجلات كبيرة بحجم 19 بوصة. وعلى الرغم من سقفها المرتفع فإنها توفر مقاعد منخفضة عن أغلبية سيارات الصالون الأخرى، بحيث يشعر السائق والركاب بأنهم في سيارة رياضية فعلا.

ويسهم في هذا الشعور نظام التعليق القاسي الذي تتضح فوائدة عند المناورات الشاقة والسرعات العالية، حيث يوفر ثباتا واستقرارا للسيارة تفتقر إليه معظم السيارات الأخرى. ومع ذلك يمكن زيادة الشعور الرياضي بضغط زر «سبور» لإضافة المزيد من الديناميكية في القيادة، وهي ميزة تصلح ربما عندما يكون السائق بمفرده ويريد أن يقود السيارة وكأنها «بورشه» رياضية من فئة «كاريرا 911».

التصميم الداخلي في السيارة متفوق ويمتاز بالأدوات المتاحة للسائق عبر شاشة المعلومات التي تعمل باللمس وعبر مفاتيح متعددة على الكونسول الوسطي ذي التصميم المتميز. وتتاح مساحات كبيرة لركاب المقاعد الخلفية لا تقل عن تلك المتاحة للمقاعد الأمامية. ويتوزع التكييف على أربعة مناطق داخل السيارة، وتتاح أدوات التحكم للمقاعد الأربعة. ويلاحظ المتفحص لأرجاء السيارة نوعية المواد المتفوقة المستخدمة في التجهيز، بالإضافة إلى العناية بالتفاصيل. وتتمتع المقاعد بخاصية التدفئة بالإضافة إلى التكييف. كما تتميز الإضاءة الداخلية بتصميمات مريحة للعينين.

وفيما لا يشعر السائق بطول السيارة الذي يكاد يبلغ خمسة أمتار، فإنه يلحظ عرضها البالغ مترين، خصوصا في الشوارع والأزقة الضيقة في مدينة مثل لندن، مما يجعل التفكير ينحصر في ضرورة إيجاد مخرج من الشوارع الضيقة قبل دخولها. ويتم تعويض زوايا الرؤيا الخلفية السيئة بالكثير من التجهيزات، منها أدوات استشعار لمساعدة السائق على صف السيارة، بالإضافة للمرايا الجانبية كبيرة الحجم.

وهناك الكثير من التقنيات المستخدمة في السيارة، مثل نظام كروز الفعال الذي يضبط سرعة السيارة وفقا لسرعة السيارة التي تتقدمها على الطريق للحفاظ على مسافات محددة سلفا وثابتة بين السيارتين. ويقدم نظام الملاحة خرائط ثلاثية الأبعاد على شاشة عريضة، بالإضافة إلى نظام موسيقى فائق النوعية. ويتوقف تشغيل المحرك تلقائيا لدى توقف السيارة في إشارات المرور أو الطرق المزدحمة لتوفير الوقود وتخفيف التلوث. وتعد هذه الخاصية من المواصفات الأساسية للسيارات المباعة في أوروبا، لكنها اختيارية في السيارات التي تباع في السوق الأميركية. وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام مع ناقل أوتوماتيكي. وتحتاج السيارة لمثل هذا النظام لتحسين إنجازها في مجال استخدام الوقود داخل المدن، فهو لا يتعدى 17.2 ميل في الغالون، وإن كانت الدورة المختلطة التي تشمل الطرق السريعة أيضا تحسن الاستهلاك إلى 25.4 ميل لكل غالون من البنزين.

وهي قوية على صعيد إجراءات السلامة، إذ إنها تتمتع بجسم كبير وصلب يوفر حماية استثنائية للركاب ووسائد هواء متعددة تشمل وسائد لركبتي السائق، بالإضافة إلى ستائر حماية جانبية ونظام لحماية المشاة في حالات الارتطام بمقدمة السيارة، حيث يرتفع غطاء المحرك تلقائيا لمنع الأجسام من الارتطام بقمة المحرك الصلبة.

والسيارة التي خضعت للاختبار يصل ثمنها الأساسي إلى نحو 74 ألف جنيه إسترليني (نحو 111 ألف دولار)، لكن الإضافات الكثيرة على السيارة رفعت ثمنها إلى نحو 81 ألف إسترليني (نحو 121 ألف دولار). وشملت التجهيزات الطلاء المعدني وعجلات «بورشه» الرياضية بقطر 19 بوصة، وناقل التروس المزدوج بسبع سرعات ونظام «بوز سرواند» الموسيقي وزجاج خلفي قاتم وسقف يعمل بالتشغيل الكهربائي ونظام المساعد على صف السيارة أماما، بالإضافة إلى باب خلفي يفتح ويغلق كهربائيا.

تقول شركة «بورشه» إنها لن تنتج، سنويا، أكثر من 20 ألف سيارة «باناميرا» بمختلف أنواعها، مما يحافظ على عامل الندرة الذي تتمع به كل سيارات الشركة. ويشتق اسم «باناميرا» من اسم «بان أميركانا»، وهو اسم سباق أميركي شهير. ومؤخرا أعلنت الشركة أنها بصدد إنتاج سيارات «باناميرا»، بنوعيها، مع محركات أصغر بست اسطوانات وسعة 3.6 لتر. وهي سيارات سوف تشكل نواة لسيارة «باناميرا هايبرد».

والخلاصة هي أن «باناميرا» لم تصنع لكي يشار إليها على أنها سيارة «جميلة» وإنما قوية وسريعة وعالية الكفاءة وعملية. هي سيارة تتحدى الأقوى في قطاع الصالون الفاخر وتوفر القيادة الرياضية السريعة لكل أفراد الأسرة وليس فقط لشخصين في مقعدين داخل سيارة محدودة المساحة. وهي بالإنجاز الذي تحققه تتفوق على بعض السيارات الرياضية المعروضة حاليا في الأسواق. وقد لا تتاح فيها الراحة المتوقعة من سيارات فاخرة، ولكن قيمة «باناميرا» تظهر في الرحلات الطويلة التي يشعر بعدها السائق والركاب بالانتعاش على عكس السيارات ذات التعليق الأكثر نعومة.

وهي الاختيار المثالي لعائلات شابة تريد أن تجمع بين عالمي الإثارة في صيغة سيارة رياضية وعائلية في قالب واحد، كونها توفر للسائق رغبته في قيادة سيارة «بورشه» رياضية، وتتيح له في الوقت نفسه اصطحاب عائلته معه. وهناك الكثير من السيارات التي تأمل في تقليد تصميم «باناميرا» خماسي الأبواب، منها «بي إم دبليو» الفئة الخامسة «جي تي»، و«أودي إيه 7» و«أستون مارتن رابيد».

* «باناميرا إس»

* مواصفات قياسية:

المحرك: 4.8 لتر بثماني اسطوانات وحقن مباشر للوقود التسارع: من الثبات إلى مائة كيلومتر في الساعة في 5.4 ثانية السرعة القصوى: 176 ميلا في الساعة السعر: نحو 111 ألف دولار بحد أدنى أهم المزايا: انطلاق صاروخي، حضور قوي، وتحكم مطلق أهم العيوب: ليست الأجمل في السوق، وضيق زوايا الرؤية الخلفية