جاغوار «إكس جي» الجديدة.. نقلة نوعية لسيارة شبابية تسعى لاجتذاب الكبار

تنافس الشركات الألمانية في التجديد والتحديث

التجربة الفرنسية أوضحت مزايا جاغوار الجديدة ولفتت أنظار الفرنسيين («الشرق الأوسط»)
TT

تمثل سيارة جاغوار «إكس جي» (Jaguar XJ) الجديدة اكتمال نقلة جاغوار النوعية من العصر التقليدي إلى العصر الحديث. فبعد أكثر من 15 عاما من الالتزام بتصميم تقليدي يعود إلى الستينيات لكل فئاتها، ابتعدت جاغوار عمدا عن الماضي وراحت تنافس الشركات الألمانية في التجديد والتحديث. وربما تكون، في أحدث وأفخم طراز لها، قد نجحت في المحاولة.

في باريس، عرضت جاغوار سيارتها الجديدة لتجربة الإعلام الدولي والعربي وحضر التدشين كبير مصممي الشركة إيان كالوم، الذي أكد أن «التراث هو للاستعانة به في التجديد ولكنه ليس للتقليد». ويقود كالوم حاليا تطوير جاغوار في ظل قيادتها الهندية الجديدة بعد انتقاله إليها من شركة «أستون مارتن» التي نجح فيها أيضا. وكانت تجربته الأولى الناجحة في سيارة «إكس إف» المتوسطة التي قلبت المعايير وطوت صفحة السيارة «إس تايب» التي لم تنجح، لأنها كادت تكون نسخة طبق الأصل من سيارة أنتجتها جاغوار في الستينات. وقدم كالوم في «إكس إف» الكثير من المعالم التي طورها في ما بعد في طراز «إكس جي» الجديد.

والنتيجة، كانت سيارة حديثة متأهبة رياضية الإنجاز وفاخرة التجهيز في الوقت نفسه، كما هي لافتة للنظر على الطرقات، كما بدا من تهافت الفرنسيين على التقاط الصور لها ومعها. ولكن الحكم بالمظاهر لا يكفي، فهي أيضا تحافظ على قيمتها. وقد اتفق خبراء سوق السيارات المستعملة على أن «إكس جي» الجديدة سوف تحتفظ بقيمة لدى بيعها بعد ثلاث سنوات من الاستعمال أكبر من تلك التي تقدمها سيارات منافسة لها مثل مرسيدس «إس كلاس» وأودي «إيه 8» و«بي إم دبليو» من الفئة السابعة.

والسبب في ذلك أن سيارة «إكس جي»، بالمقارنة إلى المنافسة، سوف تكون مغرية وجذابة لقطاع أكبر من المعجبين خصوصا من فئات الشباب متوسطي العمر. فالسيارة أعادت تفسير نفسها بعيدا عن قطاع مشتريها التقليدي من مديري الشركات فوق الخمسين من العمر الذين يكرهون التغيير في أسلوب حياتهم. وحينما سئل مصمم السيارة أيان كالوم عن مخاطر الابتعاد عن زبائن السيارة التقليديين في سعيه لاجتذاب المزيد من صغار السن قال إن «من السهل بيع سيارة شبابية للكبار عن سيارة كبار للشباب».

في سعيها لمنافسة الشركات الألمانية التي تقود هذا القطاع تقليديا، مثل «مرسيدس بنز»، قدمت شركة «جاغوار» مستويات من التجهيز في سيارة «إكس جي» الجديدة لا تعادل فقط ما تقدمه الشركات الألمانية، بل تكاد توازي ما تقدمه شركات بريطانية أخرى في القطاع «السوبر فاخر» مثل أستون مارتن وبنتلي.

وتشبه «إكس جي» الجديدة شقيقتها الصغرى «إكس إف» في الشكل العام ولكنها تتفوق عليها في فخامة التجهيز الداخلي وأيضا في بعض ملامح التصميم الخارجي، الذي يبدو أكثر رياضية وحداثة. وهي وإن كانت لا توفر حجم وسعة المنافسة الألمانية في القطاع نفسه إلا أنها تتفوق في التجهيز وفي حداثة التصميم. وتقدم الشركة سيارة جاغور في فئتين واحدة بالحجم العادي والأخرى بالقاعدة الطويلة، كما تقدم فئة عليا رياضية اسمها سوبر سبور.

وتحتفظ كل الفئات بالخصائص التقليدية لسيارات جاغوار من حيث دقة التوجيه ونعومة وسلاسة التعليق. وتضاف إلى السيارات ذات القاعدة العريضة بعض ملامح الفخامة في المقاعد الخلفية، مثل مناضد مصقولة في ظهر المقاعد الأمامية ومرايا للزينة مضاءة وبالطبع مساحات كبيرة للساقين. أما «سوبر سبور»، ففيها بعض ملامح القوة مثل التعليق المشدود وإمكانية اختيار الانطلاق الديناميكي الرياضي، الذي تتحول معه مؤشرات لوحة القيادة إلى اللون الأحمر، ويتم تشديد الأحزمة في لمسة مسرحية.

وفي تقديمه للسيارة، قال تيم كلارك، المدير الهندسي في شركة «جاغوار» إن الشركة استغلت خبرة عشر سنوات في التعامل مع معدن الألمنيوم في بناء هياكل السيارات لكي تصنع سيارة خفيفة الوزن. وأشار إلى حواف النوافذ العليا، وتلك التي تربط بين النوافذ الأمامية والجانبية، وقال إنها نحيفة لكي توفر أكبر نسبة من الرؤية للسائق، ومع ذلك تتمتع بصلابة عالية. واستخدمت جاغوار معدن المغنسيوم القوي والخفيف الوزن كما استعانت بمواد لاصقة تستخدم في صناعة الطائرات من أجل إخراج هيكل صلب بلا لحامات بالمرة. وتستخدم جاغوار نسبة 50 في المائة من الألمنيوم المعاد تصنيعه، وتتطلع إلى رفع النسبة إلى 70 في المائة قريبا. وفي نهاية الخدمة، قال كلارك إن نسبة 85 في المائة من السيارة يعاد تصنيعها مرة أخرى.

وتعتمد جاغوار على محرك سعته خمسة لترات من الجيل الثالث بتقنية الحقن المباشر للوقود مكون من ثماني أسطوانات، وهو يوفر لها قدرة 385 حصانا، وينطلق بالسيارة إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 5.4 ثانية. أما في فئة «سوبر سبور»، فهي تستعين بشاحن «سوبر» يرفع القدرة إلى 510 أحصنة وينطلق إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 4.7 ثانية. وتتيح الشركة خيار محرك ثالث يعمل بالديزل مكون من ست أسطوانات للأسواق الأوروبية. وتحدد الشركة سرعة السيارة القصوى بنحو 155 ميلا في الساعة.

من ملامح هذه السيارة المرموقة التي تتمتع بانسيابية عالية (لا يزيد عامل مقاومة الهواء فيها على 0.29 درجة)، استخدامها لمصابيح من نوع «باي زينون» وأضواء «إل إي دي»، مع نظام ضوئي على المرايا الجانبية لمراقبة النقاط العمياء، يحذّر السائق بلون أصفر عند اقتراب سيارات أخرى من جوانب لا يراها. وهي تتمتع بهدوء ملحوظ في الانطلاق السريع بفضل زجاج مزدوج للنوافذ.

ويمكن ضبط المقاعد الأمامية كهربائيا من 20 زاوية مع إمكانية التبريد والتدفئة، كما توفر نظاما موسيقيا عالي الجودة، من نوع «باورز آند ويلكنيز» بقدرة 1200 وات عبر عشرين سماعة، مع إمكانية توصيل أدوات موسيقية خارجية عبر مدخل «يو إس بي». وهي أيضا تتعامل مع تقنية بلوتوث اللاسلكية وتوفر نظام حماية للمشاة في حالات الارتطام الأمامي. كما توفر سقفا بانوراميا زجاجيا يعزز من الشعور بالمساحة والرحابة والضوء داخلها. ويضاف إلى ذلك حجم كبير لصندوق الأمتعة الخلفي الذي يتسع لأغراض حجمها 520 لترا مكعبا.

ومع بدء طرح هذه السيارات في أسواق الخليج في شهر يونيو (حزيران) المقبل، سوف تطرح الشركة في أسواق الشرق الأوسط الطرازين معا، العادي وطويل القاعدة. ويعتقد المدير الإقليمي روبن كولغان أن نسبة كبيرة من السيارات المبيعة في أسواق الخليج سوف تكون من سيارات القاعدة العريضة التي تزيد 134 مليمترا في المساحة المتاحة للمقاعد الخلفية. وسوف تتاح للمشتري فرصة الاختيار من 15 لونا خارجيا و17 لونا داخليا لجلود الكسوة بالإضافة إلى خمس مواصفات لمساند الرأس وتسعة أنواع من الأخشاب المصقولة.

التجربة العملية: الانطباع الأول في «إكس جي» الجديدة طويلة القاعدة، وهي واحدة من السيارات التي جرت تجربتها، هو شكلها الانسيابي الملحوظ بنسبة أكبر من المنافسة وكأن الشركة انتقلت من الاستغراق في التقليدية إلى الانطلاق اللامحدود نحو التصميم المستقبلي. وتبدو العناية بالتفاصيل الداخلية واضحة مع جودة تصميم متناسق يعتمد في مقدمة السيارة على الدوائر من فتحات تبريد الهواء والساعة إلى دوائر مؤشرات القيادة والمقود، وحتى قرص نقل السرعات وزر بداية التشغيل. وخلال تجربة القيادة، تبدو السيارة رشيقة وسريعة الاستجابة، كما تتميز بالهدوء والانطلاق الوثير والواثق. ويشعر السائق بدقة التوجيه كما يشعر بالثقة على سرعات عالية، للاستجابة الفورية والفعالة من نظام المكابح فيها. وفي كل ظروف الانطلاق، تتمتع السيارة بثبات مميز على الطريق.

وعلى الرغم من حجمها الكبير، فإن السيارة تبدو خفيفة في انطلاقها، وهي تتميز بنظام تعليق فريد يوفر مزيجا منضبطا من توافر الفخامة الناعمة مع صلابة في التعامل مع خشونة الطريق. وتعزز تقنية الحقن المباشر للوقود استجابة فورية في التسارع كما لا تصدر من السيارة انبعاثات عادم سوى 264 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر تقطعه. وهي تتوافق مع معايير النظافة الأوروبية من الدرجة الخامسة التي لم تطبق بعد.

المحرك سلس ويتميز ناقل التروس الأتوماتيكي بسهولة التعامل معه عبر قرص دائري في متناول يد السائق. ويمكن التحكم في نقل السرعات من على المقود، كما تتميز لوحة القيادة الضوئية بالوضوح التام وإمكانية عرض المعلومات عليها واختيار هذه المعلومات من أزرار على المقود. أما شاشة الملاحة الوسطى، فهي تعمل باللمس مع إمكانية العرض الثنائي عليها بحيث يمكن للسائق أن يتابع الملاحة الإلكترونية بينما الراكب الأمامي يشاهد قرص «دي في دي».

الانطلاق السريع يتميز باستقرار وثبات تحسدها عليه المنافسة. الشكل العام جذاب وتجربة القيادة ممتعة، خصوصا في فئة سوبر سبور الديناميكية ذات المحرك المزود بشاحن سوبر. فهي تكاد تشبه في انطلاقها طائرة بلا جناحين. ولا شك هناك في نجاح جاغوار الجديدة أكثر من سابقاتها.

* جاغوار «إكس جي» في سطور

* في الأسواق في شهر يونيو (حزيران).

* أهم المزايا: الشكل الديناميكي الانسيابي، التصميم الداخلي، الإنجاز الرشيق القوي.

* أبرز العيوب: التصميم الخلفي والأضواء الرأسية المخالفة لتراث جاغوار، عدم وجود محرك بنزين أصغر من خمسة لترات، مثل السيارات المنافسة.

* أهم المنافسات: مرسيدس بنز «إس كلاس» و«بي إم دبليو» الفئة السابعة وأودي «إيه 8».