يعتبر أول يوم عطلة أسبوعية في الولايات المتحدة في فصل الربيع بداية موسم الشاحنات، إذ يتدفق العشرات من متعهدي النقل التجاريين والشاحنات الخاصة على لورتون، أحد الأماكن التي يطلق عليها تخفيفا اسم مكب النفايات.
هذه الكنية قد لا تكون إطراء مبالغا فيه، إذ يجري داخل المنشأة الضخمة فرز النفايات حسب نوعيتها: مواد بناء وأجهزة إلكترونية قديمة وهكذا. وتستخدم المواد التي يمكن حرقها من أجل توليد الكهرباء، فيما يتم صهر المواد المعدنية وإعادة تصنيعها لأغراض أخرى.
معظم الشاحنات المشاركة في عمليات التنظيف هذه السنة كانت تطمر مخلفات شتاء قارس، كأغصان أشجار مقطوعة وبقايا نباتات خضراء من مختلف الأنواع وبقايا أسقف منازل حطمتها الأشجار.
ميزة هذا التجمع أنه يعتبر مناسبة موسمية لمحبي اقتناء الشاحنات، الذين يتجمعون في هذه المناسبة لتبادل الآراء حول أداء الشاحنات والتعرف على الجديد منها.
وهذه السنة تجمع عددا من الشاحنات المختلفة الصنع في لورتون، بينها موديلات عدة من «شيفروليه سيلفرادو» و«فورد إف سيرس» (أفضل مركبات حققت مبيعات داخل البلاد على مدى 33 عاما) و«دودج رامز» و«نيسان تيتان» و«تويوتا توندرا».
بعد يومين من تجاذب أطراف الحديث مع العاملين على شاحنات تشكل جزءا مهما من حياتهم اليومية، اتضح أن سائقي الشاحنات لا يحبون الجيل الحالي من الشاحنات الهجين، والسبب الأول لهذا الشعور هو السعر.
على سبيل المثال، يبدأ سعر السيارة «شيفروليه سيلفرادو» الهجين رباعية الدفع بـ47820 دولارا، فيما يبدأ سعر السيارة «شيفروليه سيلفرادو - إل تي زد» غير الهجين ورباعية الدفع أيضا بـ41775 دولارا.
وعلى حسب مستوى الأجهزة، تبدأ الموديلات الأخرى في «عائلة شيفروليه» بأسعار تقل بمعدل 6000 دولار إلى 25000 دولار عن أسعار السيارات الهجين المماثلة لفئتها.
إلا أن «جنرال موتورز»، الشركة المصنعة لـ«شيفروليه سيلفرادو» الهجين ترد على ذلك بالإشارة إلى أن هذا الموديل يمثل «إصدارا محدودا»، وأنه يجب على الشركة أن تحافظ على ذلك إلى أن تتوصل إلى إنتاج شاحنة كبيرة هجين بسعر أدنى.
ولا يعني ذلك، مطلقا، أن «سيلفرادو» الهجين شاحنة غير جيدة. إنها تتحرك من وضع الثبات إلى الانطلاق بموجب طاقتها الكهربية بسرعة كبيرة تبلغ 29 ميلا في الساعة. وفي المقابل تستهلك السيارات غير الهجين، أو معظمها تقريبا، كمية كبيرة من الوقود في التوقف والانطلاق.
وتستهلك الشاحنات الكبيرة غير الهجين، التي تستخدم الغازولين، غالونا واحدا من الوقود لتقطع ما بين 12 و15 ميلا، بغض النظر عن الشركة المصنعة، فيما تستهلك «شيفروليه سيلفرادو» الهجين غالونا واحدا لتقطع 22 ميلا، ويعد ذلك إنجازا استهلاكيا جيدا لكنه ليس كافيا لتأمين إقبال واسع عليها بسبب سعرها المرتفع.
وتستطيع سيارة «سيلفرادو» الهجين السير على الطرق السريعة بسرعة 75 ميلا في الساعة، وهي مجهزة بمحرك (V - 8) سعة 6 لترات بقوة 332 حصانا. لكن مع الازدحام المروري على الطرق السريعة، «تستريح» عن العمل أربع اسطوانات في المحرك، وذلك بفضل نظام إدارة المحرك الفاعل الخاص بـ«جنرال موتورز». ويوفر ذلك من استهلاك الوقود بحيث تقطع الشاحنة 23 ميلا بغالون واحد، وهو رقم أفضل بكثير مما يمكن الحصول عليه من أي شاحنة أخرى كبيرة الحجم رباعية الدفع.. لكن الاستفادة من هذا الوفر تستوجب دفع مبلغ إضافي ثمنا لهذه الشاحنة يتراوح عادة بين 6000 و25000 دولار.