الجمع بين السيارة الاقتصادية الصديقة للبيئة والسيارة السريعة القوية الأداء.. عقدة المرحلة

على خلفية استعراض معرض نيويورك للتقدم المحرز في الترويج للوقود البديل

TT

فكرة الاقتصاد في استهلاك الوقود «ذا نيو فروغاليتي» كانت عنوان معرض نيويورك للسيارات الذي افتتح في 2 أبريل (نيسان) الماضي لغاية الحادي عشر منه في مركز جاكوب كي جافيتس للمؤتمرات في مدينة نيويورك.

ورغم أن الاقتصاد في استهلاك الوقود أصبح يعني التحول إلى السيارة الهجين أو السيارة العاملة بالكهرباء أو الغاز، فقد حظيت السيارات العاملة بمحرك من أربع اسطوانات بقسط من الترويج كنموذج آخر للسيارة المقتصدة في عالم يئن من وطأة المشكلات البيئية والاقتصادية.

نماذج السيارات ذات الأربع أسطوانات احتلت موقعا مرموقا في صالة العرض وكان بينها سيارة «شيفروليه كروز 2011» و«نيسان جوكي» وسيارة «فورد فوكس» الجديدة الشكل كليا. وكان لافتا أن الدعايات الضخمة لاستخدام سيارات الأسطوانات الأربع صاحبها دعاية واسعة للعديد من السيارات الكهربائية والسيارات التي تعمل بالغاز والكهرباء في المعرض.

ولكن إلى جانب السيارات التي تعمل بالطاقة النظيفة كانت معروضة أيضا أنواعا من السيارات التي تنتشر في سوق السيارات الأميركية - المتميزة بالقوة والسرعة والجمال والرغبة - مثل «شيفروليه كمارو» التي توافرت بنموذجين أحدهما بقوة 304 أحصنة ومحرك V - 6 أو الآخر بقوة 400 حصان ومحرك V - 8، كما عرضت أيضا السيارات الأوروبية الفخمة مثل «بنتلي» و«بي إم دبليو» و«فيراري» و«لامبورغيني» وطرازات «إيه إم جي» عالية الأداء من «ميرسيدس بينز».

عمليا، كان المعرض استعراضا للتقدم المحرز في حملة أنواع الوقود البديلة وتحسين الاقتصاد في استهلاك الوقود الأحفوري التي أعرب عنها في احتفالية غريبة.

ويبدو أن مصنعي السيارات العالميين يعملون من أجل التوفير في الوقود عبر تطوير المنتجات. لكن بالنسبة لمن يتطلع إلى السير بسرعة معتدلة وداخل الممرات اليمنى من الطرق السريعة في الولايات المتحدة، ستكون سيارة الأربع اسطوانات خيارا لا بأس به له. ولكن بالنسبة لمن يرغب في التحرك بسرعة، أو في نقل أحمال ثقيلة أو صعود مرتفعات على طرق جبلية، فما زال الأفضل له الحصول على سيارة بست أو ثماني اسطوانات لإنجاز هذه المهمة.

والواقع أن هناك، على سبيل المثال، فرقا مذهلا في الأداء بين سيارة «هيونداي سانتا في» ذات الست أسطوانات ونموذج الأربع أسطوانات، فالأولى مزودة بمحرك V - 6 سعة 3.3 لتر وقوة وعزم دوران يبلغ 222 رطلا/ قدم، وتتميز بالسير بحيوية بالغة تزيد من سهولة التنقل بين الحارات على الطرق السريعة وصعود المرتفعات، أما سيارة المحرك سعة 2.4 لتر وأربع أسطوانات وقوة 175 حصانا وعزم دوران يبلغ 169 رطلا/ قدم فهي بطيئة تستغرق وقتا طويلا لتجاوز سرعة 65 ميلا في الساعة ومترددة عند الحاجة إلى صعود طريق منحدر.

«هيونداي»، على غرار الكثير من منافسيها، تقدم تجهيزات داخلية فاخرة ومجموعة كبيرة من تقنيات الاتصالات الإلكترونية والأدوات التثقيفية والترفيهية في سياراتها وتجهيزاتها. ربما كانت تلك هي السمة الأبرز في هيونداي «سانتا في ليميتد» لعام 2010، فهي جذابة إلى حد بعيد.. ولكن الرحلات الطويلة تحتاج إلى سيارة من ست أو ثماني اسطوانات.

في ظل هذه الظروف، وخصوصا إذا حمل السائق شحنة ثقيلة بعض الشيء في رحلته، تكون قوة المحرك والاقتصاد في استهلاك الوقود هي الورقة الرابحة، فرغم التسليم بضرورة دعم الحملة الداعية إلى استخدام محركات أنظف وأكثر اقتصادا في استهلاك الوقود، فإن رغبة الحصول على أداء قوي وسريع ما زالت تؤمن سوقا وافرة للسيارات المستهلكة للوقود. وقد تكون المفارقة المدعوة شركات السيارة لحلها هي التوفيق بين السيارة الصديقة للبيئة والكفؤة في استخدام الوقود، والسيارة القوية.. فقوة السيارة أمر لا غنى عنه.