مصمم ألماني يعيد إحياء سيارة «هيسبانو - سويزا»... ويتسبب في نزاع قضائي مع الشركة الأم في برشلونة

حدد خريف عام 2011 موعدا لطرحها في الأسواق

السيارة كما ظهرت في معرض جنيف
TT

بعد إقدام عدة شركات سيارات تحمل أسماء مشهورة - مثل «بوغاتي» و«سبايكر» - على تجديد موديلاتها القديمة وتحويلها إلى أيقونات رائعة يتهافت عليها هواة السيارات المتفوقة رغم أسعارها العالية، انضمت شركة «هيسبانو - سويزا» (السويسرية - الإسبانية) المعروفة إلى ركب هذه الشركات لتنتج سيارة اعتبرها الكثير من المعنيين بقطاع السيارات تحفة هندسية وفنية رائعة.

ومن المعروف أن للشركة السويسرية - الإسبانية تاريخا صناعيا عريقا يرجع إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية، فقد كانت منتجاتها المتنوعة تعتبر دائما بين الأفضل في العالم، بدءا بمحركات الطائرات وانتهاء بالأدوات المطبخية والأثاث والأقلام وغيرها التي كانت من أفخر الأنواع، وطبعا السيارات العادية والرياضية على السواء. والرجل الذي يقف حاليا وراء بعث الاسم من جديد ليس سويسريا ولا إسبانيا، ولكنه مواطن ألماني يدعى أيروين هيميل كان يعمل ككبير المصممين في شركة «أودي» للسيارات في ميونيخ. وهناك بدأت تراوده فكرة بعث هذه مركبة «هسبانو - سويزا» التي اكتسبت سابقا سمعة لامعة.

في ميونيخ، حيث كان يعمل هيميل، وضع تصميماته الأولية لإنتاج طراز متفوق من هذه الماركة الشهيرة يعمل بمحرك من عشر أسطوانات «V10» ذات شحن توربيني مزدوج. وأخيرا، تقرر تصنيع السيارة في سويسرا، وتسويقها بواسطة مكاتب الشركة في برشلونة (إسبانيا)، تأكيدا على شرعية اسم الشركة.

وتعتبر هذه المركبة، بغض النظر عن الشكليات، وحشا حقيقيا ولكن بهندام حضاري وراق جدا، فقلبها مصنوع كليا من الألمنيوم المقوى على شاكلة طراز «أودي آر8»، التي وضع تصميمها هيميل أيضا، والمزودة بمحرك من عشر أسطوانات V10 سعة 5.2 لتر تولد 518 من القدرة الحصانية المكبحية. وقام هيميل بإضافة شاحنين توربينيين لهذا المحرك، رافعا قوته إلى 740 حصانا مكبحيا بسرعة قصوى تبلغ 205 أميال، وبقدرة على التسارع من نقطة الصفر إلى سرعة 62 ميلا خلال 3.4 ثوان، مقابل 3.9 ثانية للمحرك الأصلي الخاص بـ«أودي». تختلف هذه الطرز الجديدة تماما عما عهده جمهور السيارات في الطرازات السابقة التي كانت تظهر أحيانا في بعض الأفلام السينمائية الكلاسيكية، فقد صمم هيميل الهيكل الخارجي بكامله من الألياف الكاربونية المتينة والخفيفة الوزن جدا، مع مراعاة الزوايا والمنحنيات الجميلة وظهرها الذي ينحدر بأناقة إلى الأسفل ليأتي التصميم انسيابيا جدا، وهو العامل المهم في أي مركبة من هذا النوع. أما الداخل، فهو من الجلد الفاخر والكاربون، مما يضفي جوا من البذخ المقرون بالراحة التامة. وهذا ما يبرر سعرها البالغ 700 ألف يورو. يقول هيميل إن هذه السيارة، رغم قوتها، غير مصممة لحلبات السباق، ولكنها مركبة كلاسيكية تعيد أمجاد الماضي وتستطيع أن تستغل قوتها وسرعتها على الطرق الدولية السريعة. إلا أن ذلك لا يعني أنها لا تصلح لحلبات السباق، خاصة أنها أثبتت أثناء التجارب الميدانية أنها تمثل خصما قويا لأبرز الماركات العالمية واسعة الشهرة في هذا المضمار. ويبدو أن هذه المركبة ليست سوى بداية طموحات هيميل الذي يفكر حاليا في إطلاق نسخة «رودستر» منها، بمقعدين. فالسيارة الحالية هذه تتضمن حاليا مقعدين خلفيين صغيرين. وستتبع ذلك سيارة هجين بمحركين: بترولي وآخر كهربائي بقوة 148 حصانا يركب في مقدمة السيارة، من شأنه رفع قوتها إلى 888 حصانا مكبحيا، مع السماح لها بالتجول داخل المدن، بقدرته وحده، بهدوء تام، ومن دون إصدار أي صوت أو ضجيج ومن دون انبعاث أي عوادم ضارة. وسيخير المشترون بين ناقل للحركة يدوي، أو آخر يعمل بدواسة يدوية. يقول هيميل إنه سيصنع بين 20 و25 سيارة منها سنويا، بحيث تبدأ المبيعات الخريف المقبل. لكن ثمة عقبة لا تزال تعترض هذه المشاريع الطموحة، وهي أنه على الرغم من قيام هيميل ببعث اسم هذه الشركة العريق في عالم السيارات، لكن شركة «هسبانو - سويزا» في إسبانيا تزعم أنها صاحبة الاسم منذ بداية تأسيس الشركة، خاصة أنها مستمرة في إنتاج محركات الطائرات الصغيرة. وهذا ما دفعها إلى رفع شكوى رسمية أمام المحكمة الأوروبية في أعقاب كشف النقاب عن المركبة الجديدة في معرض جنيف أوائل العام الحالي، مما يعني أن هيميل قد يحرم من مكاسب إطلاق اسم «هسبانو - سويزا» على إنتاجه الجديد. ولكن، وإلى أن تبت المحكمة الأوروبية، قريبا، في هذا النزاع التجاري، يصر هيميل على تأكيد أنه سيواصل إنتاج حلمه هذا من دون أي عائق.