«ميركوري ميلان هايبرد 2010» تتصدر قائمة أفضل السيارات الهجين

تفوق الطرز اليابانية والأوروبية وتفرض مستويات جديدة على صعيد التقنيات

ميركوري «ميلان هايبرد».. 700 ميل بالخزان الواحد («الشرق الاوسط»)
TT

طالما احتلت سيارة «ميركوري»، من إنتاج شركة «فورد»الأميركية، المركز الأوسط بين طرازات «فورد» المتواضعة نسبيا التي تعتبر في متناول أصحاب الميزانيات الضعيفة، وسيارة «لينكولن» الفخمة جدا التي كانت في يوم من الأيام سيارة رؤساء الجمهورية في الولايات المتحدة والكثير من الشخصيات السياسية ورجال الأعمال في أميركا وعدد كبير من الدول الأخرى. وما زالت «لينكولن» تحظى حتى اليوم بمكانة خاصة بين الراغبين في شرائها من الميسورين والمسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال. ومن غير المتوقع أن يتغير هذا التوجه في المستقبل القريب، لكن شقيقتها «ميركوري» باتت أكثر شبها بالطرز الأوروبية، سواء على صعيد الحجم والنسق أو المميزات، واستطرادا على صعيد الكفاءة في استهلاك الوقود.

في إطار هذا التحول «الأوروبي» عمدت «فورد» إلى إعادة تصميم نظام سيارة «ميركوري» الهجين والمتميز، وتوسيع قاعدتها، وهو النظام المتوافر في بعض طرازات «فورد» الأخرى، مثل «فورد فيوجن» و«ميركوري ميلان»، وهي سيارات «سيدان» متوسطة الحجم، فطرحت مركبة هجينا معدلة للعام الحالي هي «ميركوري ميلان هايبرد 2010» لتنضم إلى أبناء عمومتها الأخرى من الطرز الجيدة المعدلة هي الأخرى، من أمثال «فورد اسكايب» و«ميركوري مارينر»، وهي سيارة «كروس أوفر» صغيرة مدمجة.

وهذا التطور الجديد ضاعف حجم مجموعة الشركة من السيارات الهجين. ويبدو أن عمليات التغيير الرسمية وضعت سيارات «فيوجن» و«ميلان هايبرد 2010» في مرتبة جيدة جدا، لأنها تستطيع قطع 41 ميلا داخل المدن، و36 ميلا خارجها بغالون واحد من الوقود، متفوقة على سيارة «كامري» طراز 2009 ذات الحجم المتوسط بفارق 8 أميال داخل المدن وميلان خارجها.

وكانت شركة «فورد» قد أدخلت تعديلات على طرازي العام الحالي من «فيوجن» و«ميلان» التقليديتين، بحيث باتتا أكثر وفرا في استهلاك الوقود في فئتهما المتوسطة من المركبات الأخرى بالنسبة إلى محركهما المؤلف من أربع اسطوانات. إلا أن الشركة توفر خيارا آخرا بمحرك من ست اسطوانات على شكل V بتقنيات متطورة، بما في ذلك ما يسمى «نظام المعلومات الخاص بالنقطة العمياء» التي هي البقعة التي لا يرى السائق فيها بعض ما حوله. كما جهزت بنظام آخر لتنبيه السائق لحركة السير المعترضة التي تنطلق من جانبه الأيمن، أو الأيسر، فضلا عن قدرتها على استيعاب المزيد من الركاب والأمتعة مقارنة بالمركبات الأخرى المتوسطة الحجم خاصة اليابانية منها.

يقول جون فيليس، المدير العام لمجموعة تسويق «فورد» و«لينكولن» و«ميركوري»، إن «ميلان» كانت ولا تزال جزءا قويا وفاعلا في مجموعة «ميركوري» منذ إطلاقها لأول مرة، وساعدت في استقطاب المزيد من الزبائن. وأضاف «بالنسبة إلى الزبائن الذين يبحثون عن سيارة هجين أنيقة وفخمة في الوقت ذاته، باتت (ميلان 2010) من أكثر المركبات توفيرا في الكلفة والوقود في فئتها». والعامل الآخر الذي يجذب الناس إليها طبعا بساطتها وجمالها الخارجي نظرا إلى خطوطها الانسيابية الخالية من التعقيدات.

وقد سعت «فورد» منذ البداية للبناء على سمعة «ميلان» ومتانتها بدلا من إعادة تصميم السيارة من الصفر، كما يقول كبير مصمميها داريل بيهمر. وكان همه منذ البداية أن يأتي التصميم واضحا جليا وذا وجه عصري تماما. وطالت التغييرات، من الخارج، الشبكة الأمامية، وغطاء المحرك، ومخمد الصدمات والواجهتين الأمامية والخلفية. وجرى سحب المقدمة الأمامية قليلا إلى الأمام مع إمالتها قليلا إلى الأسفل لإعطاء المركبة مظهرا رياضيا أوضح وانسيابية أفضل.

وفي داخل السيارة راعت التغييرات الحداثة بصورة تفصيلية كما يتبين من الصقل المعدني الجديد للوحة القيادة والعدادات والكونسول المركزي الجميل، فضلا عن التعديلات التي طالت شكل الأبواب وعجلة القيادة المغطاة بالجلد. وتعتمد السيارة نوعين من الألوان ليشكلا العلامة الفارقة لـ«ميلان» علاوة عن الألمنيوم المصقول والخشب الفاخر الذي يغطي أكثر من مكان، وبذلك تقل الاستعانة بالبلاستيك في الداخل عن نظيرتها «السيدان» اليابانية. أما المقاعد فقد روعي فيها توفير أقصى حد ممكن من الراحة للسائق والركاب.

وكانت «ميلان» قد أطلقت في العام الماضي أول نسخة هجين من إنتاجها ليستمر هذا الإنتاج العام الحالي والأعوام المقبلة كما في طرازات «فورد» الأخرى. و«الهجين» يعني هنا إمكانية قطع مسافات أطول في الرحلات الطويلة بتعبئة واحدة للخزان قد تصل إلى 700 ميل، مع سلاسة ونعومة مطلقة في القيادة داخل المدن والشوارع المكتظة. وهذه تعني بدورها تأمين وفر كبير في الوقود، ومراعاة أكبر لسلامة للبيئة التي تحرص عليها «فورد» بشكل كبير منذ سنوات.

قد يكون هذا التوجه سر نجاح «فورد» في استعادة موقعها السابق في أسواق الولايات المتحدة وأوروبا، إذ أصبحت أعداد سياراتها تنافس حاليا السيارات اليابانية والأوروبية الصنع. وسيارات «فورد» مزودة بنظامين هما «سمارت غايد تي إم» و«إيكو غايد» اللذان يتوليان، أوتوماتيكيا، التحويل بين الدفع البترولي والكهربائي أثناء السير بالسرعات المنخفضة داخل المدن، وبالاثنين معا لدى القيادة خارج المدن على الطرقات الدولية السريعة. ويمكن للمحرك الكهربائي أن يدفع السيارة، وحده، بسرعة أقصاها 47 ميلا. وتتم كل هذه العمليات بشكل سلس من دون أن يشعر السائق بأي اضطراب أو انقطاع بالحركة. ويولد المحركان الكهربائي والبترولي معا 191 حصانا من القدرة، 155 حصانا منها تعود إلى المحرك البترولي وحده. وهذا المحرك جديد التصميم، رباعي الاسطوانات، سعة 2.5 لتر. ويبلغ عزم دورانه 136 رطلا/قدم. ويتصل المحرك الكهربائي بناقل حركة من النوع التراوحي المستمر (سي في تي)، مع توقيت كمي متراوح أيضا (آي في سي تي). ويوفر الاثنان دفعا سلسا للغاية عن طريق الانتقال بين المحركين بشكل دائم من دون أي انقطاع أو ارتجاج. كما تتوافر في المحرك نظم إلكترونية أخرى تساعد على تحقيق وفر في الوقود لدى بدء تشغيل المحرك.

لهذه الميزات كلها جهزت المركبة ببطارية صغيرة جديدة من النيكل بجهد 275 فولتا جرى تعديلها لإنتاج 20% من القوة الإضافية مقارنة بالجيل الأول من سيارات الهجين. وجهزت السيارة أيضا بمحول متراوح لتعزيز الفولتية لكي يجعل المحرك والمولد الكهربائي يعملان بشكل أنشط. كما أن استخدام المكابح بدوره يولد طاقة كهربائية إضافية عندما يتحول المحرك الكهربائي إلى مولد. وعلى سبيل الدقة فهي تستعيد 94 في المائة من طاقة المكابح المهدورة لتحولها إلى البطارية لاستخدامها من جديد.