«ماكلارين»: الوزن الخفيف والسرعة القصوى هاجس شركتها وتصميمها الهندسي

«إم بي 4 ـ 12 سي» هيكل أحادي من ألياف الكربون يزن أقل من 80 كيلوغراما

ماكلارين «12 سي».. تحد للسرعة والوزن
TT

الوزن الخفيف والسرعة هما فلسفتان رئيسيتان تقوم عليهما صناعة السيارات الرياضية، فالقوة الكلية وحدها تصبح أقل أهمية في حال تسبب وزن السيارة في إضعاف هذه القوة. لذلك يبقى تخفيف وزن السيارة عنصرا أساسيا يدخل في حسابات تفاصيل صناعة السيارة.

على هذا الصعيد، قطعت سيارة ماكلارين «إم بي 4 - 12 سي» شوطا مهما فيما يتعلق بوزنها وقوة أدائها من خلال شاسيه السيارة المركب من ألياف الكربون، وهيكل أحادي يزن أقل من 80 كيلوغراما، ومحرك «إم 838 تي» وحدة طاقة فريدة في «ماكلارين» تم تطويرها بشكل خاص للسيارة.

يتمتع الهيكل الثوري للسيارة بمزايا تخفيف الوزن وتعزيز الأداء على حد سواء، كما يعد ابتكارا تقنيا مميزا نقلت فيه «ماكلارين» تقنية مركب الكربون من الصناعات الفضائية إلى عملية تصنيع سيارة «إم بي 4/1 إف1»، فهي أول سيارة «فورميولا 1» تستفيد من عناصر القوة والوزن والسلامة التي تتمتع بها ألياف الكربون. والمزايا التي توفرها هذه التقنية هي الوزن الخفيف والصلابة ضد الالتواءات ومقصورة تتمتع بالسلامة العالية جدا وبمستويات تهالك قليلة، إضافة إلى أنها سهلة التصليح وتتميز بدقة قياسات فائقة التحديد.

يزن الهيكل الأحادي لطراز «12 سي» أقل من 80 كيلوغراما، وتسهم ألياف الكربون في تخفيف الوزن الإجمالي القليل للسيارة وهو يشكل الأساس البنيوي للسيارة بأكملها.

وتعتبر صلابة الحوض ضد الالتواءات أقوى نسبيا مقارنة بالهيكل السبيكي، فمركبات الكربون لا تبلى مع مرور الزمن مثل الهياكل المعدنية التي تتأثر بعامل الوقت. وكما تقول الشركة المصنعة باستطاعة المرء الدخول إلى سيارة «ماكلارين إف 1» عمرها 15 عاما وهو متأكد أن ليس فيها أي من علامات التعب أو ضعف في التكامل البنيوي الموجودين عادة في السيارات التقليدية التي تعاني من قسوة الظروف والزمن، وفي حال حصول حادث، فإن البنية خفيفة الوزن من الألمنيوم المسبوك في مقدمة وخلفية السيارة مصممة لامتصاص قوة الضربة ويمكن تبديلها بسهولة.

ويظهر الهيكل الأحادي في شكل قطعة واحدة، وهذه قد تؤدي إلى إحداث ثورة في عملية تصميم السيارات، فهي تلغي ضرورة ربط القطع المختلفة بتكوين البنية الكاملة كما هو الحال مع باقي سيارات ألياف الكربون. وهذا الهيكل ينتج عنه المزيد من التوفير في الوزن.

وفي مقابل الهيكل الكربوني الخفيف يأتي محرك «ماكلارين» الجبار المزود بمحرك «إم 838 تي» على شكل «V8» ضمن 90 درجة سعته 3.8 لتر، ويضم شاحنا توربينيا توأميا. وهذا المحرك يشير إلى انطلاقة عصر جديد في قطاع الفئة «الجوهرية» من السيارات الرياضية التي تتميز بالسعة الأقل والوزن الأخف والفعالية الأعلى والاقتصاد في استهلاك الطاقة.

ويعد محرك «إم 838 تي» وحدة طاقة فريدة في «ماكلارين» تم تطويرها بشكل خاص لسيارة «12 سي». ويتميز هذا المحرك بشكله المدمج وخفة وزنه وصلابته العالية، كما يتمتع بجمع دقيق بين الأداء العالي جدا ومستويات القيادة الجيدة مع مقادير ممتازة لاستهلاك الوقود وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

كما يتميز محرك «إم 838 تي» بموقت مزدوج ومتغير للصمام وهو يولد نحو 600 حصان ونحو 600 نيوتن - متر من العزم، ويتيح الحوض المجمع الجاف وقضيب الذراع مسطح الأطراف إمكانية تركيب هذا المحرك في موقع منخفض جدا ضمن الشاسيه ما يقلل بالتالي مركز الجاذبية ويحسن مستويات الاستجابة للتماسك.

وتصل دورات محرك «ماكلارين» إلى 8.500 دورة في الدقيقة وهو يتمتع بأوقات استجابة للتخنيق قليلة جدا ويوفر عزما كبيرا على طول مدى الدوران، يضاف إلى ذلك ما يعشقه هواة السرعة وهو صوت المحرك المتناغم الذي يعكس الأداء القوي الذي يتمتع به إلى جانب مستويات المرونة والقيادة العالية، بحيث تم تصميم صوت المحرك بعناية من خلال التصميم المتنوع للعادم وعملية ضبط العادم ونظام أخذ الهواء لتوفير صوت فريد، كما يمكن أن يلاحظ في التصميم الجديد كيف تخرج أنابيب العادم عالية المستوى من السيارة عبر علبة مزج الصوت بدلا من علبة كتم الصوت التقليدية.

كل هذه الميزات التي تضع هذه السيارة في صدارة السيارات الرياضية، يضاف إليها أن سيارة «12 سي» توفر مستويات مرونة وراحة موازية لما تقدمه سيارة صالون فاخرة، علما أن الجمع بين راحة ورفاهية الركاب، من جهة، والقدرات الرياضية من جهة أخرى، أمر فريد من نوعه في هذا الطراز من السيارات. ومما يميز سيارة «ماكلارين» الجديدة أن المحرك مركب في مكان منخفض جدا لتخفيض مستوى مركز الجاذبية في السيارة بينما الرادياتورات مركبة في الجهة الخلفية وهي تقلل الوزن عبر توفير استعمال الأنابيب الطويلة من وإلى المحرك. إلى ذلك قامت «ماكلارين» في طرازها الجديد بتطوير نظام مكابح مركب أسهم في الحفاظ على مستويات الكبح القياسية للقرص الحديدي المسكوب وفي الوقت نفسه توفير 8 كيلوغرامات في الوزن، وستتوفر مكابح سيراميك الكربون كتجهيز اختياري وهي تمنح أداء كبح جيد دون أي تهالك خلال القيادة عالية الأداء.

ويضاف إلى المكابح أنظمة تشمل المكابح المانعة لانغلاق العجلات (ABS)، وبرنامج التحكم الإلكتروني بالثبات (ESP)، ونظام ضبط مقاومة الانزلاق (ASR) الخاص بالتحكم بالجر، ونظام التوزيع الإلكتروني لقوة الكبح (EBD)، ونظام التماسك أثناء صعود المرتفعات ونظام التوجيه أثناء الكبح.

ومما يميز السيارة أن جميع الفتحات الموجودة على هيكلها الخارجي لها مهام محددة ويقول فرانك ستيفنسون، مدير التصميم في «ماكلارين أوتوموتيف»، الذي ساعد في إنهاء عملية تصميم السيارة «إن كل الأجنحة وفتحات التهوية والأرضية السفلية المسطحة للسيارة موجودة لسبب محدد. ولم يكن هناك أي شيء ملحق لدواع تصميمية فقط بهدف زيادة تألق السيارة وشكلها الجميل. وهذا التصميم الإيروديناميكي بالكامل يشرح لماذا يمكن لهذه السيارة الوصول إلى السرعة القصوى بثبات عال جدا دون اللجوء إلى الأجنحة والحواجب الأمامية المنخفضة للهواء. وأنا فعليا أشعر أن التصميم يعكس التكامل الهندسي في طراز (12 سي) والمنافع التقنية، وهذا الكمال هو الذي يجعل التصميم يدوم مع مرور الزمن».

وتبدو مقدمة السيارة منخفضة جدا كونها لا تشتمل على رادياتورات كبيرة لتبريد المحرك، كما أن اثنين منها مركبان طوليا في الجوانب. وهذا الأمر يوفر منافع إضافية في مجال المساحة المتوفرة للتخزين تحت غطاء المحرك التي تعد رائدة ضمن فئتها.

كما تضم واجهة «12 سي» مآخذ هواء كبيرة وأضواء أمامية مزدوجة من الزينون مع أضواء محيطية من نوع «LED» مستوحاة من شعار «ماكلارين» الذي يوضع لأول مرة على غطاء محرك سيارة.

ماذا عن المقصورة الداخلية؟ يقول مارك ستيفنسون مدير برنامج «ماكلارين أوتوموتيف»: «في المقصورة الداخلية اتخذنا خطوة حقيقية نحو الأمام في عملية توفير العناصر الخاصة بسيارة رياضية مميزة. فجعل السائق والراكب الجانبي يجلسان في مكانين متقاربين يحسن من مستويات السيطرة على القيادة وعملية تحريك الدواسات تحسن عنصر التدخل الجيد للعجلة. ولقد قمنا بإعادة تصميم الكثير من المكونات والعناصر الأساسية التي توجد في العادة ضمن لوحة القيادة وذلك للسماح بتوفير المزيد من المساحة والشكل الفريد. وإعادة تصميم المقصورة هي فعلا إحدى النقاط القوية في طراز (12 سي)».، لكن الابتكار والإبداع في تصميم المقصورة الداخلية هدفا إلى إرساء معايير جديدة. فالتركيز تمحور بشكل تام حول جعل مقصورة قيادة سيارة «12 سي» مريحة بشكل فريد وتتمتع بمساحة عملانية جدا. ويوفر التصميم تناسقا عاليا يرتكز على الركاب ويجعلهم يشعرون بالراحة ليس من الناحية الجسدية فقط بل من الناحية النفسية أيضا. وتعتبر المقصورة الداخلية فعالة للغاية من ناحية المساحة وهي مصممة لاستيعاب 98 في المائة من الركاب البالغين براحة تامة، وتم تحقيق هذا الأمر جزئيا عبر نظام تقنية المعلومات والاتصالات بشاشة قياس 7 إنشات تعمل باللمس وموجهة على شكل «لوحة» لقراءة المعلومات. وهذا الأمر يحصل لأول مرة في قطاع السيارات وهو أكثر حدسا من توجيه الشاشة على شكل «صورة» للمعلومات. ولربما تعتبر عجلة القيادة العنصر التحسسي الأكثر أهمية بالنسبة لأي سائق، فبعيدا عن الملمس والاستجابة من قبل العجلات الأمامية، فإن عملية الإمساك الحقيقي بعجلة القيادة وتصميمها المميز يشكلان عوامل فائقة الأهمية، وتتميز عجلة القيادة في «12 سي» بتصميمها «البسيط» والأنيق حيث لا توجد أزرار قد تلهي السائق وهي تتمتع بحجمها الصغير ودقتها العالية.