«911 جي تي 2 آر إس» الابنة المدللة لشركة «بورش» وإنتاجها سيقتصر على 500 نسخة فقط

لأنها ترشحها كسيارة كلاسيكية يقتنيها هواة النوع

«بورشه 911 جي تي 2 آر إس».. بيعت سلفا في بريطانيا
TT

لا تخفي شركة «بورشه» الألمانية اعتزازها بطرازها الجديد لعام 2011، أي سيارة «911 جي تي2 آر إس» التي ستطرح في الأسواق في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، والتي خضعت إلى تعديلات وتحديثات عديدة بحيث تحولت فعلا إلى سيارة سريعة جدا تستحق عن جدارة الانضمام إلى نادي السيارات المتفوقة، أو الخارقة كما يحلو للبعض أن يصفها، وهي فئة السيارات التي تعتبر «بورشه» أنها من أوائل المؤسسين له بعدما كثرت نماذج سياراتها المتنوعة من هذا القطاع.

طبعا هذا النادي وهمي لكنه يشير إلى السيارات الرياضية السريعة التي تفوق قوة محركاتها الـ500 حصان. وسيارة «بورشه» الجديدة تبلغ قوتها 612 حصانا مكبحيا تنتجها من محرك بسعة 3.6 ليتر بواسطة شاحنين توربينيين.

ومع التسليم بأن قدرة الـ600 حصان مكبحي باتت قدرة عادية هذه الأيام بالنسبة إلى السيارات الموصوفة بالمتفوقة، فبالنسبة إلى «بورشه» يتوجب النظر إليها من زاوية مفهومها التقليدي للسيارات الرياضية، وبالتالي شهرتها ومكانتها في عالم هذه السيارات العالية الجودة بامتياز، فـ«بورشه» تنظر إلى وزن السيارة كعامل مهم في تركيبة السيارات الرياضية السريعة. وعلى سبيل المثال، فإن سيارة «فيراري 458»، التي يبلغ سعرها 169.545 جنيها إسترلينيا في المملكة المتحدة، هي بقوة 570 حصانا مكبحيا لكنها تزن أكثر من «بورشه 911» المنتجة حديثا بنحو 115 كيلوغراما. أما «فيراري 599 جي تي أو» ذات الـ661 حصانا مكبحيا التي يبلغ سعرها 299.33 جنيها إسترلينيا فهي أثقل وزنا بـ125 كيلوغراما من «بورشه» أيضا، مما يعني أن نسبة القوة إلى الوزن ليست بذلك المعدل العالي بتاتا.

إذن القوة وحدها ليست كافية لإخراج سيارة رياضية متفوقة، بل ينبغي أن يصاحب قوتها خفض في الوزن لكي تصبح مركبة خفيفة الحركة، نشيطة، وقادرة على تحقيق سرعات عالية، والتمتع بقدرة عالية على المناورة السريعة، ومرونة كبيرة في المنعطفات والطرق الملتوية. كل ذلك يعني أن «جي تي 2 آر إس» تمثل عاملين مهمين في مفهوم «بورشه» لقطاع السيارات من هذا النوع، وهما دمج القوة الكبيرة مع الوزن الخفيف.

وكانت هذه الشركة الألمانية العريقة تنتج نسخ «جي تي2» من فئة «911» لمدة 15 سنة على التوالي، ونسخا من «آر إس» لمدة 37 سنة، لكنها لم تفكر يوما في دمج هذه النسخ معا للاستفادة من مواصفات «آر إس» التي تعني بالدرجة الأولى النحافة وتخفيف الوزن قدر الإمكان.

ولإنتاج «بورشه» الجديدة جرى نقل المحرك من طراز «جي تي 2» القديمة وتعزيز قوته من 530 حصانا مكبحيا إلى 612 حصانا، وبالتالي تطبيق مفهوم «آر إس» عن طريق صنع هيكل كامل من الألياف الكاربونية الخفيفة الوزن جدا مقابل الحصول على متانة شديدة تتفوق على الفولاذ، وتركيبه على غالبية أجزائه المهمة، مع إضافة العديد من التحسينات الأخرى، خاصة الجمالية منها، فضلا عن لمسات أخرى مثل جعل البطارية من نوع «الليثيوم أيون» المتطور، رغم أن هذه السيارة ليست هجينا، إضافة إلى المقاعد الرياضية الخفيفة الوزن هي الأخرى. وعندما انتهوا من ذلك كله شرع مهندسو «بورشه» يبحثون عما يخفض الوزن أكثر فأكثر، فتطلعوا إلى مقابض الأبواب، والسجاد الأرضي المقطوع باليد.. وكل ذلك لخفض بضعة غرامات هنا وبضعة أخرى هناك. حتى شعار «بورشه» الشهير تحول للمرة الأولى من لوحة معدنية، إلى مجرد ملصق عادي، وربما بلاستيكي.

وهكذا جاءت النتيجة سيارة تتسارع من نقطة الصفر إلى سرعة 62 ميلا في الساعة خلال 3.5 ثانية، أي أسرع من الطراز الشقيق «بورشه كاريرا جي تي» ذي السعر الخيالي، بالنسبة إلى فئة السيارات المتفوقة، التي حققت تسارعا قياسيا بلغ 3.9 ثانية. وتبلغ السرعة القصوى لسيارة «جي تي 2 آر إس» الجديدة 205 أميال في الساعة.

تستحق هذه السيارة، عن جدارة، «شرف» المشاركة في سباقات «لو مان» للتحمل، فضلا عن كونها سيارة صممت للطرق العادية وللمستهلك العادي، بحيث يمكن استخدامها يوميا للأغراض العادية. فمحركها رغم قوته العالية هادئ ناعم لا يصدر عنه أي ضجيج، حتى أثناء القيادة العصبية. كما أن الجلوس فيها مريح جدا ويشبه إلى حد ما سيارات الصالون العادية.

لكن كل هذا الهدوء والسلاسة لا يخدعك، على حد قول مسؤولي «بورشه»، لأنه في اللحظة المناسبة بإمكان السيارة، تقديم أداء لا تقاربه مركبة أخرى، باستثناء «بوغاتي فايرون» طبعا، حاصدة للأرقام القياسية.

كل هذه السمات والصفات لا تكلف الملايين فسعرها عند طرحها في الخريف سيكون 164.107 جنيهات إسترلينية في بريطانيا. هذا إذا توفرت، لأن «بورشه» تنوي صنع 500 سيارة منها، ولم تكشف ما إذا كانت ستنتج المزيد. وما خصص لبريطانيا من هذا العدد بيع سلفا، قبل أن تطرق هذه التحفة الجديدة الطرقات، أو حتى أن تسنح لها الفرصة لوضعها في واجهات صالونات العرض. لماذا؟ لأن «بورشه» تنوي أن تجعلها من المقتنيات الثمينة التي يجمعها الهواة، ولكي يتوارثها الأبناء عن الآباء.

ناقل الحركة سيكون يدويا سداسي السرعات، كما وأن التعديلات التي تناولت السمات الانسيابية جعلت الضغط العمودي الذي تتعرض له العجلتان الخلفيتان يزيد عن الضغط الذي تتعرض له «بورشه جي تي2» القديمة بنسبة 60 في المائة لدى بلوغ السرعة 186 ميلا في الساعة، أي بضغط يبلغ 138 كيلوغراما.

وسوف تطرح «جي تي 2 آر إس» بإطارات للعجلات من نوع «ميشيلين» صنعت خصيصا لهذه السيارة بالاستعانة بنسيج وتركيب لم يستخدما من قبل تأكيدا لخصوصية السيارة على جميع الصعد.