«زوندا» تنكث وعدها بإنتاج آخر وأمتن سياراتها وتطرح «رودستر سينيك»

طرحت 5 سيارات فقط عام 2008 بمواصفات متفوقة

زوندا «سينيك».. أغلى بنصف مليون إسترليني عن سابقتها
TT

العاملون في شركة «باغاني» التي تنتج أشهر السيارات السريعة المتفوقة، أو الخارقة، كما يحلو للبعض أن يسميها، تحت اسم «زوندا» لا يكتفون بما حققوه اليوم.. فهي لا تزال تحاول تطوير نماذج جديدة من هذه المركبات التي يصل ثمن بعضها إلى مليون ونصف المليون جنيه إسترليني بإنتاج محدود قد لا يتعدى أحيانا الـ5 سيارات في العام الواحد.

في عام 2008 أطلقت «باغاني» ما وصفته بأنه آخر طراز من «زوندا»، على اعتبار أنها قررت مواصلة إنتاجه على مدى السنوات المقبلة بالمواصفات ذاتها ومن دون أي تغيير يذكر، قائلة إنه لا يمكن، بعد الطراز الأخير، إدخال أي إضافة تحسن فيه أو تطور أداءه لأن المركبة جاوزت حدود «الكمال الميكانيكي» تقريبا.

آنذاك، دعت سيارتها «زوندا سينيك»، وقررت أن لا تنتج أكثر من 5 سيارات فقط منها تجوب الطرق العالمية، وتكون برسم الأثرياء والميسورين الراغبين في الاحتفاظ بها على مدى العمر، أسوة بالمقتنيات الثمينة، ليتوارثها الأبناء عن الآباء إذا أمكن، ولكي يشعروا أيضا أنهم يملكون «الصرخة الأخيرة» في عالم هذه المركبات الفريدة. وكان سعر هذه التحفة الميكانيكية مليون جنيه إسترليني، أو ما يعادلها، قبل دفع رسوم الضرائب والتسجيل طبعا.

إلا أنه يبدو أن الشركة الصانعة تراجعت عن وعدها هذا، وخالفت ما تعهدت به سابقا، أي أن «سينيك» لن تكون آخر طراز تنتجه «زوندا»، بل نسخة «زوندا» الجديدة «رودستر سينيك». وهذه ستكون، في الأساس، نسخة مكشوفة من «سينيك كوبيه» ولكن بمواصفات معززة. لكن السعر سيرتفع بمقدار نصف مليون إسترليني ليصل إلى مليون ونصف المليون، غير أن «باغاني» تصر هذه المرة على أن تكون الـ«زوندا» الأخيرة التي تنتجها، والتي أبصرت النور لأول مرة عام 1999.

لا بد من الإشارة هنا إلى أن «زوندا» كانت دائما سيارة متفوقة بوزن الريشة، أي أخف بكثير من السيارات الأخرى المنافسة لها. وهذا يعيدنا مرة ثانية إلى موضوع معادلة الوزن إلى القوة، فوزنها يبلغ 1210 كيلوغرامات فقط، أي أنه أخف بـ70 كيلوغراما من وزن «زوندا رودستر» الأصلية التي طرحت لأول مرة عام 2005. ولكن إن دمجنا هذه الخاصية مع محرك «إيه إم جي» من إنتاج «مرسيدس - بنز» سعة 7.3 لتر، المؤلف من 12 أسطوانة على شكل V مركب وسط هيكل السيارة، بقوة 669 حصانا مكبحيا لدى دورانه بسرعة 6200 دورة في الدقيقة، وبعزم دوران يبلغ 575 رطلا/ قدم لدى دورانه بسرعة 4000 دورة في الدقيقة.. ندرك ما تقصده «باغاني» بالعمل الجديد هذا. صحيح أن هنالك سيارات أقوى من «زوندا رودستر سينيك» على صعيد قوة المحرك، مثل «بوغاتي فايرون» على سبيل المثال، لكن على صعيد المعادلة التي ذكرناها آنفا، تعتبر «زوندا» الجديدة هذه إنجازا كبيرا على كل الصعد، فليس بالضرورة أن يكون الراغب في شرائها من المتخصصين في علم الرياضيات ليقسم وزن السيارة، بالكيلوغرامات، على القدرة الحصانية لكي يصل إلى معادلة كلغ/ حصان لحساب الأداء الحقيقي. ويعود سبب خفة الوزن هذه إلى أن السيارة مصنوعة بكاملها من التايتانيوم المعزز بالألياف الكربونية.. وكلا المادتين خفيف الوزن جدا وأمتن من الفولاذ.

لذلك يقول هوراشيو باغاني، مصمم السيارة ومؤسس الشركة التي تنتجها، والذي تخصص في إنتاج المواد الصناعية المركبة إبان عمله مع «لامبور غيني» في الثمانينات، إنه تمكن من تحقيق سرعة 222 ميلا في الساعة مع كشف غطائها العلوي. ولو كان هذا الغطاء مغلقا لكانت السيارة حققت سرعة أكبر. لكن ما الذي سيحصل عليه المالكون الـ5 لهذه السيارة مقابل 1.5 مليون جنيه إسترليني؟

أحد الفروقات بينها وبين «زوندا» العادية هو ناقل الحركة اليدوي - الأوتوماتيكي السداسي السرعات الذي يعمل عن طريق دواستين تعملان بالأصابع تقعان خلف عجلة القيادة أسوة بسيارات سباقات الفورميولا 1. ويجري شفط كمية كبيرة من الهواء إلى داخل المحرك العملاق القابع وسط هذا القفص الكربوني المتين الذي يجري إخراجه بعد ذلك من العادم ذي الأنابيب الفولاذية الأربعة المثبتة وسط مؤخرة السيارة، فما أن يجري تشغيل السيارة عن طريق كبس زر البدء القابع وسط لوحة القيادة، ثم الكبس على دواسة السرعة، حتى ينطلق المحرك بصوت هادر متفجر يرافقه لهب ناري خارج من أنابيب العادم هو أشبه بانطلاق الصواريخ فعلا. ويظل بعض هذا الصوت الهادر يرافقك طيلة فترة القيادة منما عن قوة المركبة وعنفوانها. ويزداد هذا العنفوان شدة حالما تضغط على زر باسم «رايس»، الذي يحول السيارة إلى نمط السباقات، وبالتالي إلى وحش ميكانيكي لا يستطيع ترويضه في السرعات العالية غير السائق الخبير المتمرس في القيادة السريعة.

يرافق كل ذلك أن داخل السيارة جميل أيضا بلونه الأسود المصقول الغني بالألمنيوم المؤين، إذ أشرفت شركة «ألكنترا» على تصميم المقعدين المجوفين لاحتواء جسمي الراكبين تماما، خاصة عند المنعطفات الحادة التي يجري تجاوزها بالسرعات العالية. ثم هنالك المقود المغطى بالنسيج السويدي المخملي.

كل هذه الصفات تحدد فعلا طابعها كسيارة متفوقة بجدارة. إذ يكفي النظر إليها من الخارج لمعرفة أن الجماهير ستحتشد حولها بالتأكيد إن كانت متوقفة في أحد الشوارع. كما أن نوعية المواد وجودتها الداخلة في تركيب سيارات «زوندا» تكفيان لمعرفة كيف أن «باغاني» باعت سياراتها الـ5 السابقة قبل أن تنزل إلى الطرقات، كما باعت مركباتها الـ5 الجديدة هذه كلها حتى قبل الإعلان عن مواصفاتها، فهي سيارة لا مثيل لها في نظر الكثير من خبراء صناعة السيارات. ومن المتوقع أن يتسلم مشتروها الـ5 المحظوظون مركباتهم قبل نهاية العام الحالي.

والجدير بالذكر أن تسارع «زوندا رودستر سينيك» الجديدة يبلغ 3.4 ثانية للانطلاق من نقطة الثبات إلى سرعة 62 ميلا في الساعة. وهو ما يضاهي تسارع سيارة أو سيارتين متفوقتين فقط، صنعتا حتى الآن.