نيسان وبورشه تطوران سيارات أبحاث بدفع كهربائي.. وفولكس فاغن تشكل تحالفا لإنتاج السيارات الكهربائية

سباق الإنتاج التجاري للسيارة الكهربائية انطلق بقوة

«كاين إس» هجين
TT

شركة «نيسان» تعرض سيارة «ليف» الكهربائية 100 في المائة منعدمة الانبعاثات وتدعو عددا محدودا من المهتمين بقطاع السيارات لتجربة «نيسان ليف» في حلبة أوباما لتجارب القيادة التابعة للشركة في يونيو (حزيران) الماضي، وتعلن أنها ستبدأ في تسويقها بشكل رسمي في ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي. وبالمناسبة حرصت «نيسان» على تعزيز هذه السيارة «الصامتة» بنظام تنبيه سمعي للمشاة، هو الأول من نوعه، يسهل لهم سماع صوت السيارة المقبلة باتجاههم، دون أن يشتت انتباه السائق أو يزعج الركاب. ويتم التحكم بهذا النظام من خلال كومبيوتر مركب في لوحة العدادات ويصل الصوت من خلال سماعة في منطقة المحرك ويفصل الصوت داخل المركبة بشكل مؤقت عند الحاجة ثم يعود النظام آليا في دورة التشغيل التالية.

وسيبدأ إنتاج السيارة الجديدة في أكتوبر(تشرين الأول) بمصنع أوباما في اليابان، وسيشهد النصف الثاني من عام 2012 الإنتاج في مصنع «سميرنا» في ولاية تينيسي الأميركية، ثم يتبعه الإنتاج في المملكة المتحدة بمصنع «ساندرلاند» في عام 2013. وسيبلغ الإنتاج السنوي من السيارة في مصنع أوباما 50000 وحدة وسيبدأ بيع «نيسان ليف» في اليابان والولايات المتحدة الأميركية والبرتغال وهولندا ابتداء من ديسمبر وفي المملكة المتحدة وآيرلندا في فبراير(شباط)2011 وتخطط «نيسان» لإطلاق التسويق العالمي لـ«نيسان ليف» في عام 2012.

وبدورها تكشف شركة «بورشه» عن تطويرها لسيارات أبحاث بدفع كهربائي وتعلن أن الدفع الكهربائي سيأخذ دورا متزايد الأهمية في إنتاجها تحقيقا لرغبة الشركة الألمانية في دمج فعالية أعلى، مع استهلاك أقل للوقود وانبعاثات أدنى. وبغية التوصل إلى هذا الهدف، تعمل «بورشه» على تطوير مبادئ الدفع المختلط المعتمدة في الإنتاج التجاري حاليا، وعلى إجراء اختبارات عملية «للتنقل الكهربائي» Electromobility)) وذلك باستخدام ثلاث سيارات أبحاث بدفع كهربائي بالكامل ترتكز على طراز «بورشه بوكستر».

وتقول الشركة إن سيارات «البوكستر» الكهربائية ستوفر في عملية الاختبار، نظرة أولى معمقة ومهمة على مقومات دفع كهربائي جديدة وأنظمة بطاريات خاصة بسيارات ذات دفع كهربائي بالكامل، علما بأن «بورشه» ملتزمة بالتنقل الكهربائي منذ مدة، مساهمة منها في الحفاظ على البيئة وموارد العالم.

وتتعهد الشركة بأن تطل «كاين إس هايبريد» الجديدة كأول سيارة تنتجها «بورشه» على نطاق تجاري قادرة على السير بالطاقة الكهربائية وحدها. وهي تولد قوة قصوى تبلغ 380 حصانا، بينما لا تستهلك سوى 8.2 لتر/100 في «دورة القيادة الأوروبية الجديدة» وتبلغ انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون 193 غرام/كلم فقط.

وتعد «بورشه» بأن تطبق تكنولوجيا الدفع المختلط المعتمدة في «كاين إس هايبريد» في طراز «بان أميرا إس هايبريد» الذي سيطرح في الأسواق العام المقبل.

ألا أن الشركة التي تبدو الأكثر استعدادا للإنفاق على تطوير السيارات الكهربائية هي شركة «فولكس فاغن» الألمانية التي أعلنت عن تحالف عالمي لإنتاج هذا النوع من السيارات وأكدت أنها ستستثمر خمسة مليارات يورو (6.5 مليار دولار) سنويا في قطاع البحث والتطوير. وفي هذا السياق كشف الرئيس التنفيذي للشركة، مارتن فنتركورن، أن مهندسي «فولكس فاغن» في أميركا وأوروبا وآسيا «يرسون الأسس لهذا في التحالف البحثي». وبالفعل يعكف نحو مائة خبير في معامل البحث والتطوير التابعة لـ«فولكس فاغن» في مدينة بالو ألتو (ولاية كاليفورنيا الأميركية)، وهي أكبر المؤسسات البحثية التابعة لـ«فولكس فاغن» خارج حدود ألمانيا، على تطوير سيارات المستقبل.

وبحسب الشركة الألمانية الأكبر في أوروبا، فإن طرازها «طوارق» الهجين،الذي دشن هذا العام، سوف تتبعه نسخة أخرى هجين من «جي تي إيه» عام 2012، ثم «إي أب» وغولف «بلو إي موشن» في العام التالي، وواحدة من تلك الطرازات ستكون أول سيارة تعتمد بشكل كامل على الكهرباء تطرح للبيع في طرق الولايات المتحدة.

وتقول الشركة إنه بالإضافة إلى التركيز على تطوير نظم مساعدة قائد السيارة، يجري العمل على تطوير السيارات الكهربائية. ويتم تنسيق أبحاث تطوير السيارات الكهربائية عالميا من خلال مقر «فولكس فاغن» الرئيسي في فولفسبورغ، وبموجب هذه الأبحاث يتم فحص الكثير من مفاهيم بطاريات التخزين، ومنها تقنية بطاريات «ليثيوم أيون» والبطاريات التي يطلق عليها «خلايا المستهلك» ويطلق عليها أيضا اسم «خلايا 18650».

وأوكل لمعمل الأبحاث الإلكترونية في سيليكون فالي، مهمة فحص واختبار كل ما يتعلق ببطارية «خلية المستهلك»، وبما في ذلك الأسلوب الأمثل لتجميع البطارية ووضعها داخل السيارة، وكذا وسائل التحكم الذكية في الطاقة المخزنة.

ومن بين أهم التعزيزات الخاصة بسيارات التجارب الأولية، نظام صوت المركبة المقبلة للمشاة (نظام التنبيه السمعي للمشاة) الذي سوف يستخدم أيضا في سيارة «نيسان فوجا» الهجين التي سيبدأ بيعها في خريف عام 2010.

وتعتقد «نيسان» أن «نيسان ليف» لديها إمكانية تحقيق تحول كبير في مجال نقل الأشخاص، ويعني عدم وجود عوادم في هذه السيارة العالمية وانعدام وجود أي انبعاثات لغاز ثاني أكسيد الكربون أو أي غازات أخرى مضرة بالبيئة. وبالإضافة لتخفيض تلوث الجو، تخفض «نيسان ليف» وغيرها من السيارات الكهربائية التلوث الضوضائي مما يجعلها محدثة لتحول من نوع آخر في عالم النقل. وتختلف هذه السيارات عن المركبات التي تعمل بالبنزين - أي السيارات الكهربائية والسيارات الهجين - بأنها تعمل بهدوء كامل. ويعني ذلك تخفيض الضوضاء بشكل كبير جدا إذا استخدمت السيارات والشاحنات الأكثر هدوءا.

وإذا كان الصمت من ذهب فإنه لا يتأتى من دون تحديات عملية. واستجابة للمخاوف من أن السيارات الكهربائية والهجين الهادئة قد تفاجئ المشاة والأشخاص الذين يعانون من مشكلات في النظر، فقد طورت «نيسان» عددا من الأصوات المميزة التي تأتي بشكل قياسي في «نيسان ليف» لضمان تجربة إيجابية للسائقين والركاب والمشاة على حد سواء.

وخلال تطوير النظام الصوتي درست «نيسان» الأبحاث السلوكية لمن يعانون من مشكلات في البصر، وعملت مع مجموعة من علماء النفس الإدراكيين والسمعيين لتحقيق الهدف النهائي. وبعد البحث في التقنيات التطبيقية الأصلية التي طورت لتخفيض ضجيج السيارات وإجراء تجارب في اليابان وخارجها تم إبداع نظام صوت المركبة للمشاة.

وتتراوح قوة نظام الصوت من 2.5 كيلو هرتز في الحد الأعلى إلى 600 هرتز في الحد الأدنى، وهو مدى مسموع من قبل الفئات العمرية المختلفة. وعملت «نيسان» على تفادي المدى الصوتي الذي يضيف ضجيجا غير ضروري (نحو 1000هرتز).

وبالاعتماد على سرعة وحالة «نيسان ليف» (زيادة وإبطاء التسارع) يقوم النظام الصوتي بإصدار أصوات عالية ومنخفضة. فعلى سبيل المثال عند تشغيل «نيسان ليف» يكون الصوت أعلى، فيعرف الشخص الذي يعاني من مشكلات في البصر أن تشغيل السيارة قد بدأ. وعند رجوع السيارة إلى الخلف يعطي النظام صوتا متقطعا. ويتوقف الصوت عندما تتجاوز «نيسان ليف» سرعة 30 كم/ساعة وتدخل في مدى.