زواج «فيات» الإيطالية و«كرايسلر» الأميركية ينعش آمال «ألفا روميو» بمبيعات أفضل في الولايات المتحدة

هل وجد «روميو» أخيرا «جولييت» الأصلح لعائلته؟

ألفا روميو «جولييتا»...عودة إلى الماضي العريق
TT

لم تكن سيارات «ألفا» دوما عند المستوى اللائق بعلامتها التجارية البارزة. لكن هذا الوضع يتبدل الآن.

عام 1995، انسحبت «ألفا روميو» بشكل غير لائق من السوق الأميركية، بعد أن تمكنت ذلك العام من أن تبيع 400 سيارة فقط. إلا أنه خلال الشهر الحالي، أصبحت الشركة الإيطالية المنتجة للسيارات الرياضية - التي تحتفل بمرور مائة على تأسيسها - نجمة «بيبل بيتش كونكرز ديليجانس» في كاليفورنيا، وهو معرض للسيارات الكلاسيكية والأخرى الاختبارية (كونسبت كار).

عرضت «ألفا» أكثر من سبع سيارات نقلتها من متحفها في ميلانو. لكنها لم تطرح أيا من منتجاتها الراهنة. وتمثل السيارات التي شاركت بها «ألفا» شهادة على القوة الدائمة التي تتميز بها علامتها التجارية والتي تتسم بتاريخ رائع. لكنها درجت على مدار سنوات طويلة على أن تعد بأكثر مما يمكنها الوفاء به. لكن مؤشرات راهنة توحي بأن هذا الوضع بدأ يتغير.

خلال العام الماضي، بدا وكأن سيرغيو مارشيوني، رئيس شركة «فيات» المالكة لـ«ألفا»، بدأ يفقد صبره. كان مارشيوني قد حدد هدفا معينا بالنسبة لـ«ألفا» يتمثل في تحقيق مبيعات تصل، بحلول عام 2010، إلى 300.000 سيارة سنويا. لكن الشركة باعت بشق الأنفس 100.000 سيارة فقط خلال عام 2009. في ديسمبر (كانون الأول)، أصدر رئيس «فيات» أوامره بإجراء مراجعة لعمليات «ألفا»، التي كانت تسجل سنويا خسارة تصل إلى 575 مليون دولار، طبقا لتقديرات ماكس وربرتون من شركة «برنستاين ريسرتش».

اتخذ مارشيوني قرارا بوقف الخسائر عبر تجميد استثمارات موجهة لمنتجات جديدة وذلك بعد إطلاق سيارة «جولييتا» هاتشباك، أو بذل محاولة أخيرة لاستعادة مجد «ألفا» من خلال الاستفادة من سيطرة «فيات» الإيطالية على «كرايسلر» الأميركية لإعادة تعزيز حضور «ألفا» داخل الولايات المتحدة. وآنذاك كانت قد سرت شائعات تتحدث عن احتمال إقدام مارشيوني على بيع «ألفا» إلى «فولكس فاغن» الألمانية، المعروفة بنهمها لاستيعاب العلامات التجارية لشركات السيارات المعروفة.

لا شك أن فرديناند بيش، رئيس «فولكس فاغن»، كان يتوق إلى ذلك. وقد كشفت مجلة «كار»، هذا الشهر، أن فريق عمل في أحد المشاريع الصغيرة داخل منشأة التصميم التابعة لـ«فولكس فاغن» في بوتسدام، أمر بإقامة خط تجميع افتراضي لسيارات «ألفا». ويسود اعتقاد بأن بيش يرغب في الاستعاضة بـ«ألفا» عن علامة «سيات» الأقل جاذبية منها والتابعة لـ«فولكس فاغن».

رغم أن مارشيوني لم يكشف عن كامل خططه بخصوص «ألفا» (وباقي عناصر مجموعة «فيات») لغاية أبريل (نيسان) الماضي، فإن أحد المؤشرات كان تعيين المهندس الألماني هارالد فيستر،، في يناير (كانون الثاني)، لإدارة الوحدة.

كان فيستر بالفعل رئيسا لاثنتين من العلامات التجارية النشطة الأخرى التابعة لـ«فيات»: «أبراث» و«مازاراتي»، وكان المسؤول الفني الأول بالمجموعة وأحد أفضل المديرين المعاونين لمارشيوني. ولم تتم تولية فيستر هذا المنصب كي يقلص من عمليات «ألفا» أو يتنازل عنها لصالح «فولكس فاغن».

في الواقع، كانت مهمته النقيض تماما. كان آخر عام قياسي حققته «ألفا» من حيث المبيعات عام 2001، عندما أنتجت 213.000 سيارة، لكن الهدف الطموح الذي تم تحديده أمام فيستر يتمثل في بيع نصف مليون سيارة «ألفا» سنويا بحلول عام 2014. من بين هذا الرقم، من المتوقع أن يتم بيع 85.000 سيارة سنويا داخل الولايات المتحدة، المقرر أن تعود «ألفا» إليها بحلول عام 2014. وأعرب فيستر عن اعتقاده أن الوقت الراهن «يشهد ظروفا مواتية والمنتجات المناسبة والتعاون المناسب للدخول إلى هناك».

من جهته، يصر مارشيوني على أن لديه «التزاما قويا لا شك فيه تجاه تطوير ألفا روميو»، مضيفا أنه «عاقد العزم على تحويلها إلى علامة تجارية فريدة من نوعها».

العام المقبل، ستطلق «ألفا» السيارة «جوليا»، وهي بديل للسيارة الصالون «ألفا روميو 159» الأنيقة، لكنها غير مؤهلة لتولي قيادة تعزيز وجود الشركة في أميركا. ومن المقرر أن تتبع الشركة هذه السيارة سريعا بأخرى «كروس أوفر» صغيرة وسيارة ضخمة متعددة الأغراض. ومن المقرر أن توفر «كرايسلر» قاعدة تصنيع داخل أميركا وشبكة توزيع قوية.

من جهته، يعي فيستر جيدا أنه رغم كل المشاعر الطيبة التي لا تزال تحتفظ بها «ألفا» في نفوس عاشقي السيارات، فإن الخطة ستمنى بإخفاقات إذا أثمرت منتجات خاطئة أو غير مناسبة. لكن المؤشرات القائمة حتى الآن مشجعة، ذلك أن «ألفا روميو ميتو»، التي تنافس «بي إم دبليو ميني»، حققت مبيعات جيدة للغاية منذ طرحها في الأسواق العام الماضي. ومع ذلك، لاقت السيارة ردود أفعال مختلطة من جانب المجلات المتخصصة، حيث أثنت على تصميمها الخارجي ومحركها عالي التقنية، بينما انتقدت السيارات الأولى من هذا الطراز لرداءة تجربة القيادة بها. من ناحية أخرى، طرحت «جولييتا»، التي تنافس «فورد فوكس» و«فولكس فاغن غولف»، داخل أوروبا في مايو (أيار)، وتجري الإشادة بها باعتبارها من أفضل السيارات التي أنتجتها «ألفا» منذ أمد بعيد، بل وواحدة من أفضل السيارات التي تنتمي إلى فئة تتسم بمنافسة شرسة.

ومع استعداد «فيات» لفك اندماج سيارتها وشركاتها الصناعية في ديسمبر (كانون الأول)، سوف يزداد التركيز على «ألفا»، خاصة مع تجاوز العلامة التجارية التابعة لـ«فيات» جميع التوقعات (وذلك بفضل مبيعاتها القوية من المركبات التجارية الخفيفة في أوروبا واستمرار نجاحها في البرازيل). حتى «كرايسلر» بدأت تستجيب للعلاج الذي قدمه مارشيوني، وأصبحت في وضع مالي أفضل كثيرا عما كان عليه الحال منذ عام مضى.

ويبدو أن الشعور بالرضا وروح الانعزال التي دفعت بالكثير من طرز «ألفا» على مدار سنوات الـ25 الماضية إلى مستوى السيارات العادية قد انتهى، الأمر الذي يعكس البهاء الدائم الذي يميز اسم «ألفا روميو» الذي يتمنى له حتى المنافسون البقاء والاستمرار. لكن فيستر يجابه مهمة شاقة. وإذا أخفق فيها، فإن الاحتمال الأكبر أن بيش سيعود إلى الظهور حينها.