السعودية: الزوجة تختار ألوان السيارات.. والأزواج «الماركة»

مديرو معارض يؤكدون وجود خدمات خاصة لتأمين طلبات العائلات

TT

لم يكن قرار منع قيادة المرأة للسيارة في السعودية عائقا أمام وضع بصمتها في اختيار سيارة زوجها لأنها سيارة العائلة، كما لم يحد هذا القرار من نزول المرأة لمعارض السيارات واختيار اللون والشكل الذي يناسبها.

أم مشاري غالبا ما تذهب لمعرض السيارات برفقة زوجها لاختيار السيارة لأن السيارة تخص الأسرة وليس الزوج فقط، وأكدت أنه غالبا ما تكون لها الحرية المطلقة في اختيارها، خاصة من حيث اللون والشكل.

وأكد أبو مشاري رأي زوجته حيث قال: «دائما ما أستشير زوجتي في شكل ولون ونوع السيارة قبل شرائها (تطييبا لخاطرها) وغالبا ما أصغي لها، وفي حال وقع الاختيار على سيارة، شكلها ولونها ممتازان، ولكن نوعها غير جيد يكون هناك نقاش بيننا حتى يتم الاتفاق على سيارة معينة ولكن غالبا ما أستجيب لرأيها».

في حين ترى منى محمد أن هذا واجب الزوج تجاه زوجته بأن يأخذ رأيها في شراء سيارة حتى إذا لم تخرج بها ولن تستخدمها لأن ذلك يعد من طبيعة وواجبات الحياة الزوجية، وقالت: «أنا لا أحب أن يشتري زوجي أي شي من دون أن يأخذ رأيي».

في حين يعارضهم الرأي طلال عبد الرحمن الذي يرى أن الزوجة لا تعرف الكثير عن أنواع السيارات وأيها الجيد وأيها غير الجيد، ولكن هذا لا يعني عدم الاهتمام برأيها أو الاستجابة لطلبها في «الشكل واللون فقط» ولكن النوع والجودة لا.

ويقول عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن «النساء لا يعلمن الكثير عن قيادة السيارات وما السيارة المريحة ذات النوعية الجيدة، وعلى الرغم من أن الاختيار يكون بالاستشارة، فإنني أحاول أن أقنعها بجودة السيارة أو عدمها حتى لا نختلف».

في حين يؤكد أبو أشواق وبشدة أن الزوجة والأسرة أيضا لهم الأولوية في اختيار السيارة، قال: «غالبا ما أذهب أنا وأسرتي للمعرض لاختيارها، لا سيما أن السيارة كالمنزل، مكان مشترك للعائلة وأنا شخصيا يهمني أن تختار زوجتي سيارتي من حيث الحجم واللون والشكل». وأضاف: «وفي حال اختارت الزوجة سيارة جيدة من حيث الشكل واللون وكانت نوعيتها غير عملية في هذه الحالة أتدخل أنا لأبين لها مساوئ هذه السيارة. ولكن ما يهم الزوجة غالبا أن تكون السيارة واسعة ومريحة، ففي السابق مثلا كان لدي سيارة صغيرة فأقنعتني زوجتي بتغييرها وشراء سيارة أكبر لأن عائلتنا أصبحت أكبر، وسفرنا كثير، وهذا ما فعلته.. اشتريت سيارة أكبر بعد أخذ رأيها». ويتابع: «وعادة آخذ رأي الأبناء، ففي المرة الأخيرة التي اشتريت فيها سيارة وقع اختياري على سيارة، ولكن غيرت رأيي، واشتريت السيارة التي أعجبت بناتي وزوجتي».

وحول معرفة الزوجة ووعيها بنوعية السيارة وجودتها، يقول إن «زوجته وبناته لا يعرفن الكثير عن ذلك، وأحاول أنا أن أوضحه لهم من خلال الخلفية الموجودة لدي».

وترى ريما المختار أن أخذ رأيها مهم جدا في اختيار سيارة الزوج، خاصة في حال كانت ملمة بموضوع السيارات وأنواعها وجودتها، وتقول: «لأني أنثى، فأنا أدرك وأميز الألوان التي تتناسب مع السيارات وأحجامها ودائما ما أذهب معه للمعرض لاختيار السيارة وأقوم بتجريبها من الداخل ومدى تناسب الفرش مع لون السيارة وحجمها، إضافة إلى جودتها ونوعها».

في حين يرى عمر النهدي مسؤول الاتصال والعلاقات الإعلامية في شركة «سماكو» («أوجي» و«بورشه» و«فولكس فاغن») أن «80 في المائة من الزوجات يأتين المعرض مع أزواجهن لاختيار السيارة، لا سيما أننا في (أودي) لدينا ما يسمى بـ(أودي أوكسكروزر) أي إن العميل يستطيع أن يختار كل شي في السيارة من لون السقف ولون الأرضية والأبواب الداخلية والجلد والتابلو». وأضاف: «نحن عادة ما نسميها فنا تشكيليا، أي أن يرسم العميل سيارته بنفسه، فغالبا هذه الأشياء تميل إليها المرأة أكثر، ودائما يقتنع الزوج برأي زوجته في اختيار اللون والشكل، ولكن النوعية والجودة يكون الرأي الأغلب للزوج».

ويؤيده الرأي حاتم غزال مدير معرض «مازدا» حيث قال إن «40 في المائة من السيدات يخترن سيارات الزوج أو الابن من حيث النوع والشكل فقط، ولكن الموديل أو مواصفات السيارة فهذا الأمر يكون من اختيار الزوج غالبا».

ولم يقتصر الأمر على أن تختار الزوجة السيارة التي يمتلكها زوجها، حيث أكد مسؤول مكتب تأجير سيارات أنه غالبا ما يستأجر الزوج السيارة التي تناسب ذوق زوجته، وقال إنه «جاء رجل للمكتب واستأجر سيارة وبعد ساعة عاد ليغير لون السيارة وفوجئنا بزوجته خلفه تسأل: ألا يوجد لديكم ألوان أخرى؟».