«مرسيدس بنز ـ سي إل إس 63 إيه إم جي».. قفزة نوعية في الاقتصاد في استهلاك الوقود

تطرح في الأسواق في ربيع 2011

«سي إل إس» الرياضية الجديدة.. وفي الاطار من الداخل
TT

عندما أعلنت شركة «مرسيدس بنز» عن الطراز الجديد «سي إل إس 63 إيه إم جي» (CLS 63 AMG) المطورة ضمن قطاعها الرياضي، لم تركز على قوة أحصنتها التي تفوق الخمسمائة ولا عزم الدوران الذي يبلغ 800 نيوتن متر، وإنما ركزت على أنها تقطع 28.5 ميل بكل غالون من البنزين، وهو رقم يكاد يتعادل مع سيارات الصالون متوسطة الحجم وليس مع سيارة جبارة مثل «سي إل إس». وعبر جيل واحد استطاعت الشركة تحسين استهلاك الوقود بنسبة 32 في المائة، وهذه نقلة نوعية متميزة.

من أبرز ملامح هذه السيارة منظومة القدرة والدفع فيها من محرك يوفر لها 557 حصانا، مرتبط بناقل تروس ينتجه القطاع الرياضي في الشركة باسم «سبيدشيفت 7 جي - ترونيك»، يوفر للسائق اختيارا كاملا بين النقل اليدوي عبر ذراع الناقل أو من مفاتيح خاصة خلف المقود، وبين القيادة الأوتوماتيكية التي توفر سلاسة في الانطلاق. ويتعامل المحرك والناقل بكفاءة من نظام تعليق رياضي إلكتروني مطور من نظام يستخدم ضغط الهواء تعتمده الشركة في قطاع «إس» الفاخر.

وهناك علامات تصميم واضحة تدل على هوية السيارة من القسم الرياضي فيها. وبالمقارنة مع الطراز العادي تمتاز فئة «إيه إم جي» بالكثير من الإضافات الشكلية والعملية. فشعار (AMG) يظهر على أرجاء السيارة، مع بعض التعديلات الجمالية. كما أن قدراتها وإمكانياتها ارتفعت أيضا بزيادة قوة المحرك وتعديل مواصفات بعض الأنظمة فيها لكي تتأهل لحمل العلامة الرياضية.

ويبدو أن القطاع الرياضي في الشركة تفوق على نفسه هذه المرة حيث كان الجيل السابق الذي يحمل الاسم نفسه ينطلق بمحرك سعته 6.3 لتر بثماني أسطوانات وقدرة 514 حصانا مع عزم دوران يصل إلى 630 نيوتن متر. هذا الإنجاز تحسن في «سي إل إس» الجديدة ضمن محرك جديد بثماني أسطوانات، سعته 5.5 لتر يعمل بتقنية الحقن المباشر للوقود. ويوفر المحرك قدرة 557 حصانا مع 800 نيوتن متر من عزم الدوران. وهو يعمل بدفع توربيني مزدوج (باي توربو). وتحققت نقلة القوة بمحرك أصغر حجما وأنظف تشغيلا. وتنطلق السيارة بهذا المحرك إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 4.4 ثانية فقط، كما تصل إلى سرعة قصوى محددة إلكترونيا قدرها 250 كيلومترا في الساعة.

تاريخ «سي إل إس»: عادت «مرسيدس بنز» إلى الأسواق بطراز «سي إل إس» في عام 2004 لكي تستعيد قطاع السيارات الرياضية متوسطة الحجم الذي توقفت عن إنتاجه عام 1995 عندما أوقفت إنتاج السيارة «إي كلاس كوبيه». وتبني الشركة «سي إل إس» على شاسيه السيارة «إي كلاس» مع إطالة قاعدة العجلات قليلا لكي تتيح المزيد من الاستقرار والانسيابية. وفي البداية خلط البعض بين اسم السيارة وبين الكوبيه الرياضية الكبيرة «سي إل» المطورة عن فئة «إس كلاس».

ويمكن القول إن «سي إل إس» تقع بين القطاعين «إي كلاس» و«إس كلاس»، على الأقل من ناحية السعر. وهي تنافس السيارات التي تقع في قطاع الفئة السادسة من «بي إم دبليو».

ولكن الشركة تقول إن «سي إل إس» هي قطاع جديد تماما لأنه يجمع بين ملامح الكوبيه الرياضية والأربعة أبواب التي تميز سيارات الصالون العملية. وداخل شركة مرسيدس كانت التسمية المفضلة للسيارة هي «جاغ - فايتر» للاعتقاد ان التصميم سوف يجذب اليها الكثير من مستخدمي سيارات جاغوار التي تتميز بانسيابية عالية. ولكن جاغوار ردت بإنتاج السيارة «إكس إف» كبديل مماثل لسيارة مرسيدس «سي إل إس» ومنافس في القطاع نفسه. ونظرا لنجاح «سي إل إس» في الأسواق عمدت الكثير من الشركات الأخرى إلى تقليدها، مثل أحدث سيارة من فولكس فاغن طرحت تحت اسم «باسات سي سي».

وتغير طراز «سي إل إس» كثيرا منذ ان طرحته شركة مرسيدس بنز كفكرة تصميم في معرض فرانكفورت قبل ستة أعوام، فالسيارة دخلت مراحل تطوير كثيرة، وان كانت قد احتفظت بالشكل العام لها. وهي في فئتها الرياضية «إيه إم جي»، اكتسبت المزيد من القوة وكفاءة التشغيل واحتفظت كذلك بأناقة الجسم لكي تقدم للمشتري حزمة من الإنجاز والقدرة يصعب منافستها.

وفي هذه السيارة كان أحد أهداف الإنتاج تخفيف الوزن وزيادة القدرة. واعتمدت الشركة على معدن الألمنيوم في تصنيع أغلب أجزاء السيارة، واستطاعت خفض الوزن بنحو 32 كيلوغراما من خفض وزن الأبواب وحدها باستخدام الألمنيوم بدلا من الصلب. وتشمل المكونات الأخرى المصنوعة من الألمنيوم كلا من غطاء المحرك والصندوق الخلفي وجانبي السيارة الأماميين اللذين يغطيان العجلات.

واحتفظت السيارة بتصميمها الخارجي الانسيابي كما كانت في أجيالها السابقة منذ عام 2004. كما امتدت الخطوط الانسيابية أيضا في التصميم الداخلي في تناسق من الخطوط الخارجية. وتستخدم الشركة المواد المصقولة الداكنة في تصميم السيارة الداخلي، بينما استغنت عن الأخشاب تماما، للتأكيد على هوية السيارة الرياضية. وهي تتميز بمقاعد رياضية مكسوة بجلود ناعمة ومقود رياضي مزود بمفاتيح من الألمنيوم خلفه لنقل تروس السرعة بها. ويتخذ المقود شكلا رياضيا مميزا في السيارة.

وبالإضافة إلى العناية بمظاهر التصميم والقدرة، وجهت الشركة الكثير من الانتباه إلى جوانب الأمان في السيارة. وتحمل السيارة نحو 12 نظاما متكاملا موجها نحو تعزيز الأمان في السيارة، منها نظام يحذر السائق من «النقاط العمياء» حول السيارة التي لا يرى السائق السيارات الأخرى في إطارها. ويحاول النظام منع الارتطام الجانبي بتحذير السائق ثم تفعيل المكابح على جانب واحد من السيارة لإبعادها عن منطقة الخطر. كما توجد أنظمة للمحافظة على الالتزام بحارات السير، وهو نظام يرتبط في هذه السيارة للمرة الأولى بنظام الاستقرار الديناميكي.

وتقود هذه السيارة قطاع الصالون الرياضي لتوفير الوقود ونظافة التشغيل. ولا تزيد نسبة العادم عن 232 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر تقطعها. ويتميز نظام التشغيل بوقف المحرك في حالات توقف السيارة، مع بداية تشغيل ناعمة بعد التوقف، تختلف عن بعض السيارات الأخرى التي تتبنى التقنية نفسها. ويوفر ناقل التروس الأوتوماتيكي سبع سرعات مع إمكانية اختيار الانطلاق السريع من الثبات (Race Start)، وهي خاصية تتوافر ضمن المواصفات الأساسية.

ويتم التحكم إلكترونيا في نظام التعليق، وهو نظام يوفر للسائق ثلاثة أنواع مختلفة من التعليق: الرياضي والمريح والسوبر رياضي، ويتم الانتقال من نظام إلى آخر في أقل من الثانية بضغطة زر واحدة. وتتوقف السيارة في مسافات قصيرة من سرعة مائة كيلومتر في الساعة بفضل مكابح سيراميكية تتمتع بتبريد ذاتي.

من أحدث ملامح التقنية في السيارة نظام الإضاءة الجديد الذي يجمع بين بريق الضوء في مصابيح «إل اي دي» وإمكانية التحكم الأوتوماتيكي في كمية الضوء وفقا لظروف الطريق، وهي تقنية كانت تقتصر على مصابيح «باي زينون». واستطاع مهندسو الشركة للمرة الأولى تطويع مصابيح «إل اي دي» للتحكم في كمية الضوء وفق ظروف التشغيل، وهي تتميز أيضا بتوفير الطاقة وإتاحة الإضاءة الساطعة.

وتوفر الشركة عدة مجموعات من الخيارات للسيارة، منها «باقة الإنجاز» التي تضم زيادة في قدرة المحرك القصوى بنحو 32 حصانا، وإضافة 100 نيوتن متر إلى عزم الدوران، وجناح خلفي مصنوع من خيوط الكربون ومكابح مطلية باللون الأحمر، بالإضافة إلى مقود رياضي الشكل. كما يمكن أيضا طلب الكثير من الخيارات الأخرى من استوديوهات القطاع الرياضي «إيه إم جي» مثل نظام التعليق الرياضي وعجلات «إيه إم جي» الرياضية الخفيفة، وحواف مضاءة للأبواب.

من الخيارات المتاحة أيضا منظومة التصميم الداخلي التي تشمل مقاعد رياضية من نوع «ديزاينو»، وكذلك أغطية للأرضية تحمل الاسم نفسه. وتنتشر جلود «ألكانترا» السوداء في أرجاء السيارة مع استخدام المواد الكربونية في تصميم لوحة القيادة التي يغلب عليها أيضا اللون الأسود. وقد تم تقديم الجيل الجديد من السيارة في معرض لوس أنجليس الأخير قبل أيام، وسوف تتاح «سي إل إس» الرياضية الجديدة في الأسواق خلال شهر مارس (آذار) عام 2011. هذا، ولم تعلن الشركة عن أسعار هذه السيارة في الأسواق المختلة بعد.