زيارة إلى مصنع «رولزرويس» في غودوود

الإنتاج معظمه يدوي.. و95% من سيارات الشرق الأوسط مطلوبة بخيارات شخصية

أحد جوانب مصنع «رولزرويس» في منطقة غودوود وفي الاطار السيارة «غوست» لعام 2011
TT

يقع مصنع سيارات «رولزرويس» في منطقة طبيعية خضراء جنوب إنجلترا، تسمى «غودوود»، وهي منطقة يملكها أحد الأثرياء البريطانيين. ويطل المصنع على المنطقة بنوافذ كبيرة تكاد تجعله جزءا من الطبيعة المحيطة به. وفي الداخل يجري العمل يدويا في معظم مراحل التصنيع عبر خطوط إنتاج تتحرك فقط عند انتهاء كل مرحلة. ويجري العمل وفق حركة دائبة لا أثر للضوضاء فيها، ولا يعكر صفوها سوى الزيارات الخاصة للمصنع.

والزيارة الصحافية لمصنع «رولزرويس» ليست سهلة، بل تتم انتقائيا وبعد اتصالات مكثفة ولا تتاح إلا لمطبوعات محدودة. وكانت زيارة «الشرق الأوسط» شاملة لكل جوانب المصنع بما في ذلك جناح «بيسبوك» للخيارات الخاصة في السيارات. ولم تضم الزيارة سوى مطبوعتين أخريين، واحدة إسبانية والأخرى إيطالية.

ويستغرق تصنيع كل سيارة ما بين 11 مرحلة (للسيارة غوست) و16 مرحلة (للسيارة فانتوم)، وتستغرق كل مرحلة ما بين الساعة والساعتين. وينتج المصنع 15 سيارة أسبوعيا عبر خمسة أيام من العمل تشمل كل مراحل الإنتاج، وبمعدل ثلاث سيارات يوميا.

ومن أهم الأقسام التي يجري فيها العمل أوتوماتيكيا أقسام طلاء السيارة بست طبقات من الطلاء، منها طبقتان من الطلاء المصقول. وفي هذا القسم يعمل جهازان من أجهزة «الروبوت»، هما الوحيدان في المصنع لأن كل المراحل الأخرى تجري يدويا. ويستغرق العمل اليدوي لصقل طلاء السيارة نحو 20 ساعة. وتجري على السيارة اختبارات النوعية في كل مراحل التصنيع بداية من أنظمة التعليق وحتى اختبارات المطر الغزير، كما يختار مدير الشركة عدة سيارات عشوائيا لاختبارها بنفسه للتأكد من النوعية.

وكان الاهتمام واضحا في أرجاء أقسام التجهيزات الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط لأن 95 في المائة من السيارات التي تصدر إلى المنطقة يختار لها أصحابها خيارات خاصة من قسم «بيسبوك». وظهرت في الأرجاء علامات عربية متعددة تحدد الجهات التي تتوجه إليها السيارات في دول الخليج.

ويقول مدير قسم «بيسبوك» للتجهيزات الخاصة في الشركة توماس هارتلي إنه يعمل على تلبية طلبات زبائن الشركة بالتعاون مع نحو 50 فنيا ومهندسا يعملون معه في قسم الخيارات الشخصية. ويشير هارتلي إلى أن الخيارات الخاصة تشمل نسبة 75 في المائة من سيارات «فانتوم»، وترتفع هذه النسبة إلى 95 في منطقة الشرق الأوسط. ومع ذلك يمكن طلب الكثير من الخيارات الخاصة التي تقع ضمن السعر الأساسي للسيارة. وفي ما يتعلق بسيارة «غوست» الجديدة تتيح الشركة للمشتري الذي لا يرغب في اختيار ألوان خاصة به 12 لونا خارجيا أساسيا، وهي مجموعة سوف تتوسع في عام 2011.

ويعتمد هارتلي كثيرا على التواصل مع العملاء، ويقول إن الاختيار الصحيح يعود إلى وضوح الرؤية لدى المشتري. فالبعض يكون لديه فكرة عامة عما يريده من تجهيزات إضافية، والبعض الآخر يحتاج إلى المشورة والنصيحة حول أفضل الخيارات المتاحة. وهناك فئات متمرسة من عملاء الشركة تعرف تماما ما تريده من تجهيزات ولا تبغي من الشركة سوى التنفيذ. وتختلف الخيارات الشخصية بين منطقة وأخرى وفقا لملاحظة هارتلي، فأوروبا مثل تكون فيها الخيارات محافظة، أما زبائن الشرق الأوسط فهم يطلقون العنان لخيالهم ويفخرون بإظهار خياراتهم التي تكون غالبا عالية التكلفة. وبالمقارنة يفضل زبائن الولايات المتحدة تنفيذ معظم التعديلات المطلوبة داخل السيارة ولا يهتمون كثيرا بتعديلات في شكلها الخارجي.

وهناك بعض الألوان مفضلة في أسواق أكثر من غيرها. ففي منطقة الشرق الأوسط يعد اللون المفضل، داخليا وخارجيا، اللون الأبيض والألوان الفاتحة مثل الذهبي والعاجي، بينما اللون المفضل آسيويا هو اللون الأسود مع تجهيز داخلي باللون الأحمر الذي يتفاءل به الآسيويون.

وتتيح الشركة للسيارة «فانتوم» 16 لونا أصليا ومثلها من الألوان الداخلية، ولكن المشتري يمكنه عن طريق قسم «بيسبوك» أن يختار من بين 80 لونا أو حتى إضافة ألوان أخرى حسب طلبه. وفي حالة السيارة «غوست» الصغيرة توفر الشركة 12 لونا أساسيا وخمسة ألوان داخلية، وتتوسع دائرة الاختيار في موديل عام 2011، ولكن الخيارات الأخرى متاحة أيضا وفق طلب العميل.

ويأتي بعض الزبائن أحيانا إلى قسم «بيسبوك» ومعهم قصاصات بألوان معينة يريدونها لسياراتهم الجديدة. وتحاول الشركة أن توفر هذه الألوان تماما وفق طلب المشتري.

ويضيف هارتلي أن الشركة تتيح أيضا مجموعة كبيرة من السلع المتعلقة بالسيارة، ولكنها ليست جزءا من تجهيزاتها، مثل برادات المشروبات وصناديق أدوات الأكل التي تستخدم في الرحلات الطويلة أو مجموعات من الحقائب التي يتم تصنيعها لكي تكون بمقياس صندوق السيارة الخلفي تماما. وهناك عشرات المنتجات الأخرى مثل حافظات للنظارات المكبرة وأكواب الشراب وغيرها.

الأمر اللافت في قسم «بيسبوك» أن الشركة لا توفر أيا من هذه اللوازم لغير زبائن الشركة، فهناك شركات أخرى توفر الكثير من السلع التجارية التي تحمل اسمها من أجل بيعها للشباب من هواة العلامة التجارية الذين لا يستطيعون اقتناء سياراتها. وعلى الرغم مما يدره هذا النشاط من أرباح طائلة على الشركات المنتجة، فإن شركة «رولزرويس» تصر على قصر منتجاتها على أصحاب السيارات فقط من أجل الحفاظ على ندرة وقيمة العلامة التجارية. وتتيح الشركة للمشتري أن يشاهد بنفسه، إذا أراد، مراحل تصنيع سيارته بترتيب زيارة له لمصنع الشركة في غودوود.