«جاز ـ هوندا» أفضل سيارات الهجين أداء في فئتها

يسيرها أصغر محرك مدمج أدخل الخدمة حتى الآن

«جاز».. الصغيرة والكبيرة معا
TT

سيارة «جاز» الصغيرة من «هوندا» تتصدر باستمرار لائحة أفضل السيارات أداء في فئتها، وأفضل المركبات قاطبة صداقة للبيئة. ويصفها بعض كتاب قصص الأطفال بأنها ستكون، مع السيارات الأخرى التي تحذو حذوها، مركبة المستقبل التي تسير على الكهرباء، ولا تلوث كوكب الأرض الذي ابتلي بالكثير من الكوارث البيئية التي حملت الخبراء على إطلاق ما سموه «النداء الأخير» لإنقاذ مما يمكن إنقاذه.

هذا لا يعني أن «جاز» أصبحت نظيفة تماما، لكنها مع التعديلات المستمرة التي تخضع لها، وطراز الهجين الذي خرجت به إلى العالم، تحاول السير في الاتجاه الصحيح، تمهيدا للتحول إلى سيارة كهربائية تماما، أو أن تسير على وقود بديل لا يلوث مدننا وأريافنا.

وفي حين تطور مؤسسة «واكو» اليابانية للأبحاث المتقدمة تقنيات مستقبلية مذهلة لإنتاج مركبات مخصصة للسائقين المعاقين، أو من ذوي العاهات الجسدية، تجري «هوندا» أبحاثا جانبية خاصة لإنتاج مركبة موفرة جدا في استهلاك الوقود، ونظيفة، بيئيا، قدر الإمكان. وقد أعلنت عن هذه الأهداف مرارا، وهي من الأمور الأساسية التي تسعى لتحقيقها.

آخر هذه النماذج الصديقة للبيئة خرج أخيرا من دائرة «بلو سكايز» التابعة لها، أي «السماء الزرقاء» تيمنا بالبيئة النظيفة، بوجه جديد مشدود. وهو نموذج من «جاز» تعرض إلى تعديلات وتغييرات ضئيلة على صعيد التصميم الخارجي والبلاستيك الذي يغطي المقصورة الداخلية، وإلى تعديلات كبيرة وأساسية أجريت تحت غطاء محركها.

وكانت «هوندا» قد اعتمدت أخيرا محركات الهجين في سياراتها من طراز «إنسايت»، الذي تداولته وسائل الإعلام بالكثير من الشروحات والمناقشات، وطراز «سي آر - إس» الذي قد يعتبر طرازا آخر متفوقا من «جاز» أيضا.

وهذا الأمر في غاية الأهمية لسببين: الأول أن محرك «جاز» الهجين مزود بأصغر محرك مدمج شهده العالم حتى الآن، من دون التفريط بالقدرة الحصانية، وبسعر للسيارة يبلغ 15995 جنيها إسترلينيا في بريطانيا. أي أنها الأرخص بين جميع سيارات الهجين من فئتها، على الرغم من التكلفة العالية جدا لتطوير مثل هذه المحركات. وهذا يعني وضع مثل هذه المركبات الهجين في تصرف المواطن العادي ذي الميزانية المحدودة بعض الشيء، لا أن تكون مثل هذه السيارات وقفا على الأغنياء ونجوم هوليوود الذين يتباهون بقيادتها في شوارع بيفرلي هيلز الأرستقراطية.

المعلوم أن تصغير الأجزاء المكونة للسيارة يعني غالبا تنازلات من السائق، لكن «هوندا» تجاوزت هذا المعوق لكون «هوندا جاز» تتضمن جميع مميزات وخصائص السيارات العادية، أهمها «مقاعدها السحرية» التي تنطوي إما عموديا، أو أفقيا، بحيث يجري تعديل داخل السيارة بأشكال كثيرة تناسب ظروف الركاب، وما يحملونه من متاع وحاجيات؛ فقد تلاعب المهندسون بالمساحة الخاصة بالمحرك، لكي تصبح السيارة واسعة جدا من الداخل، خلافا لما يوحيه مظهرها الخارجي. فهي كبيرة من الداخل، صغيرة من الخارج. وهنا يكمن ذكاء المصممين.

تأتي القدرة الحصانية من محرك بترولي «آي فيتيك» سعة 1.3 ليتر، الذي يدفع سيارة «إنسايت» الممشوقة، لكن ليس بالقدرة الكافية. لكن في «جاز» فإن قوة المحرك مناسبة جدا بتعزيز المحرك الكهربائي طبعا.

أما نظام التعليق فقد جرى تعديله حسب الطلب ليحمل زيادة بالوزن تبلغ 70 كيلوغراما مقارنة بسيارة «جاز» العادية غير الهجين، بسبب وجود المحركين البترولي والكهربائي معا، اللذين هما محركان في وحدة واحدة. وهذا هو التعديل الوحيد الذي يخص نظام التعليق.

النتيجة رائعة إذن، بحيث يمكن لـ«الجاز» الجديدة قطع مسافة 64.2 ميل بالغالون الواحد من الوقود. وهذه زيادة بمقدار 32 في المائة على الـ«جاز» العادية بمحرك بترولي سعة 1.4 لتر من طراز «إي إس»، التي تعتبر من أكثر السيارات مبيعا.

لكن هل تستطيع هذه المركبة المبتكرة تحقيق مسافة كهذه بالغالون الواحد في أوضاع القيادة العادية، على الرغم من أن سيارات هجين أخرى مثل «تويوتا بريوس» لم تتمكن من تحقيق ما تعلن عنه عادة؟

من الصعب إعطاء جواب محدد، وإن ذكر بعض السائقين الذين قاموا بتجربتها داخل المدن، أنها حققت مسافة 54 ميلا في الغالون الواحد. لكن الأمر الأكيد هو أن ناتج ثاني أكسيد الكربون هو 104 غرامات في الكيلومتر الواحد، أي أقل من أي سيارة أوتوماتيكية أخرى في القطاع ذاته. ومن المؤكد أنه على الطرق السريعة المفتوحة يمكن لهذه المركبة تحقيق مسافة أطول بالغالون الواحد. كما أنها تملك تقنيات على لوحة العدادات والقيادة تدعى «إيكو أسست» التي تساعد السائق، أو تمرنه على تحقيق المزيد من الأميال والقيادة الخضراء في شحنة الوقود الواحدة. فهنالك ضوء أخضر يعني أن القيادة خضراء تماما، ومن شأنها قطع مسافة طويلة مقابل الوقود الموجود. لكن حالما تتحول تدريجيا إلى اللون الأزرق، فإن ذلك يعني الابتعاد عن صداقة البيئة، وتقصير المسافة المقطوعة بالشحنة الواحدة من الوقود. من هنا على السائق أن يدرب نفسه على القيادة الصحيحة مستعينا بهذه التسهيلات. إنها تجربة مذهلة فعلا.

الجدير بالذكر أن هذه السيارة ليست مصممة للسرعات، أو الأداء العالي، لكنها سيارة جامدة وصلبة. كما يبقى القول إن محركها الهجين يولد 102 حصان مكبحي بتسارع يبلغ 12.3 ثانية للانطلاق من سرعة الصفر إلى سرعة 62 ميلا في الساعة، وصولا إلى سرعة قصوى تبلغ 109 أميال في الساعة. وهي مطروحة حاليا في البيع في السوق الأوروبية والأميركية، فضلا عن بعض الأسواق العالمية الأخرى.

* «جاز» في سطور

* تعرف هذه السيارة في اليابان وأميركا الشمالية بـ«فيت».

* أسقط الاسم «فيتا» التي كانت تعرف به سابقا في أوروبا بعد اكتشاف أن هذه الكلمة تعني باللغة السويدية عورة المرأة.

* هذا كان الإحراج الوحيد الذي صاحب هذه المركبة الصغيرة الناجحة جدا، التي وصفت بالكبيرة من الداخل، الصغيرة من الخارج.

* كشف النقاب عن سيارة «جاز» كهربائية مستقبلية نموذجية في معرض السيارات الدولي الأخير في لوس أنجليس. ومن المتوقع أن يبدأ إنتاجها تجاريا العام المقبل.

* على الرغم من شعبية «جاز»الواسعة، فإنها لم تطرح في كندا والولايات المتحدة إلا ابتداء من عام 2006.

* تحتفل «جاز» بعيد ميلادها العاشر في السنة الحالية.

* على الرغم من صيتها الواسع، فإن 640 ألف وحدة منها استدعيت من الأسواق بسبب عطل فني في أقفال النوافذ في مطلع العام الماضي.