«أستون مارتن» تنتج 77 سيارة فقط من طراز «وان ـ 77»

ثمن السيارة السوبر الجديدة مليون جنيه إسترليني

أستون مارتن «وان - 77».. إنتاجها مستمر حتى نهاية 2011
TT

قالت مصادر من شركة «أستون مارتن» إنها بدأت في تسليم سيارتها السوبر الجديدة «وان - 77» (One - 77) التي لن تنتج منها إلا 77 سيارة فقط، تحمل كل منها رقمها في سلسلة الإنتاج. ويبلغ ثمن السيارة الواحد 1.1 مليون إسترليني (1.7 مليون دولار) وتنتجها الشركة من مصانعها البريطانية في منطقة غايدون. وقد باعت الشركة حتى الآن 50 سيارة ولم يتبق سوى 27 سيارة للبيع بينما يستمر إنتاج المجموعة حتى نهاية العام الحالي.

وتعد السيارة «وان - 77» قمة الإنجاز التقني والهندسي لشركة «أستون مارتن». ووضعت فيها الشركة كامل خبرتها في التصميم والإنجاز. وهي رياضية بمحرك أمامي ودفع خلفي، خفيفة الوزن ومصنوعة من الألمنيوم وخيوط الكربون (كربون فايبر). واستخدمت الشركة أفكارا من صناعة الطيران وسيارات السباق في تصميم مكونات ونظام التعليق في السيارة لكي يتحمل الضغوط الرأسية ويحولها إلى انطلاق السيارة وثباتها على الطرق.

وتستخدم الشركة صمامات ديناميكية لتغيير نسبة التعليق بسهولة وتحضيرها للسباق من دون الحاجة إلى خلع مكونات النظام من السيارة كما هو المعتاد. وتقول الشركة إن هذه التقنية هي قمة ما وصلت إليه الصناعة حتى على مستوى سيارات السباق. ويسمح النظام بضبط درجة التعليق الرياضي التي يفضلها مشترو السيارة وفق النسبة التي تروق له. ووجهت الشركة عناية فائقة للتفاصيل حتى للمكونات غير الظاهرة للعيان داخل جسم السيارة. ويمكن للمشتري أن يلغي المقاعد الخلفية ويختار توسيع مساحة الشحن الخلفي بدلا منها.

أما من ناحية الإنجاز، فقد صممت الشركة محركا جبارا سعته 7.3 لتر ويتكون من 12 أسطوانة، يعمل بنظام ضخ زيت التبريد داخله من دون الحاجة إلى خزان، الأمر الذي ساعد على خفض مستوى المحرك تحت الغطاء الأمامي بنحو 10 سنتيمترات. ويساعد هذا على خفض نقطة الجاذبية للسيارة مما يساهم في إنجازها المتفوق في السرعات العالية. وتعاونت الشركة على إنتاج هذا المحرك مع شركة «كوزورث» المتخصصة. وكانت حصيلة هذا التعاون إنتاج محرك تفوق قدرته الـ700 حصان مع خفض الوزن بنسبة 10 في المائة عن وزن محركات «أستون مارتن» العادية سعة 6 لترات.

ويعد هذا المحرك أقوى محرك عادي من دون توربو في العالم في سيارة تنتج من خط إنتاج، ويدفع السيارة إلى سرعة قصوى تفوق الـ220 ميلا في الساعة. وهي تنطلق إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 3.5 ثانية فقط. ويقع المحرك في المقدمة خلف خط العجلات الأمامية ويساهم في توزيع الوزن على أرجاء السيارة بنسبة 50/50 تماما لكي يوفر لها توازنا دقيقا غير متاح في الكثير من السيارات السوبر الأخرى.

وتنتقل قدرة المحرك إلى الطريق عن طريق ناقل يدوي بست نسب يتم التحكم فيه عبر مفاتيح خلف المقود. وتستخدم «أستون مارتن» مكابح كربونية سيراميكية للتحكم في هذه القدرة الجبارة للسيارة. ولا يزيد وزن السيارة على 1500 كيلوغرام. وتستخدم السيارة إطارات من نوع بيريللي «بي زيرو كورسا».

وكانت الشركة قد كشفت عن هذه السيارة في أول عرض عالمي لها في معرض جنيف الدولي للسيارات في عام 2009 ثم ظهرت بعد ذلك في مهرجان إيطالي اسمه «كونكورسو ديليغانرا» في العام الماضي، حيث حصلت على جائزة التصميم في المهرجان. كما أجرت عليها تجارب سرعات عالية هذا العام سجلت خلالها السيارة سرعة 220 ميلا في الساعة تحت إشراف الفريق الهندسي في الشركة.

ويشرح مصمم السيارة ماريك رايكمان سر الاسم بالقول إن الشركة احتاجت إلى إنتاج 50 سيارة على الأقل من أجل تغطية تكاليف المشروع، ورأت في الوقت نفسه أن إنتاج مائة سيارة سوف يؤثر على خصوصيتها، ولذلك اختارت رقم 77 الجذاب لكي يمثل حجم الإنتاج وأدخلته ضمن اسم السيارة أيضا. ويضيف أن السيارة تمثل استعراضا لقدرات الشركة التقنية وتعد قمة الإنجاز الهندسي والفني فيها.

ويضيف المصمم أن رئيس الشركة، المهندس الدكتور أولريك بيز، اشترط أن تشمل المواصفات قدرة حصانية تبلغ 750 حصانا وأن يصل عزم الدوران إلى 750 نيوتن/متر. وكان هذا الشرط تحديا كبيرا للمهندسين خصوصا أن المحرك المكون من 12 أسطوانة في أقوى سيارات الشركة، وهي «دي بي إس» تصل طاقته إلى 510 أحصنة. ولذلك لجأت الشركة إلى التعاون مع شركة محركات متخصصة اسمها «كوزورث» لكي تستخرج القدرة الإضافية المطلوبة من المحرك.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف أعادت تصميم رؤوس الأسطوانات بالكامل وغرف الاحتراق الداخلي وتوقيت الصمامات المتغير ومداخل جديدة لسحب الهواء، مع نظام التبريد الزيتي الجاف الذي يلغي الحاجة إلى خزان الزيت ويخفض من حجم المحرك الرأسي.

وهناك الكثير من ملامح التصميم الخارجي التي تشير إلى الجهد الكبير في العناية بالتفاصيل لزيادة الانسيابية، مثل فتحات التبريد الجانبية بالإضافة إلى الفتحة المركزية في منتصف مقدمة السيارة. وتبدو المرايا الجانبية وكأنها أدوات استشعار نابعة من الجسم. ويصنع هيكل السيارة من قطعة واحدة لزيادة الصلابة وتفتح النافذة الخلفية للوصول إلى مساحة الأمتعة فليس للسيارة باب خلفي مثل السيارات الأخرى. ويمكن ملاحظة تصميم أضواء السيارة الخلفية المتصلة على الجانبين كأحد المعالم الفريدة في السيارة.

وتتيح الشركة الكثير من الخيارات الداخلية من ألوان الجلود ونوعية التشطيب الداخلي الذي يعتمد على الكربون والمعدن ويلغي الحاجة إلى الأخشاب المصقولة، مما يضفي على السيارة الكثير من الحداثة واللمسات الرياضية. وهي سيارة يشارك المشتري في تصميمها وتجهيزها خطوة بخطوة مع مصممي الشركة لكي تخرج بكل التفاصيل والألوان التي يرغبها. وعلى هذا يمكن القول إن كل سيارة «وان - 77» هي بالفعل سيارة فريدة من نوعها، ولذلك فلا معنى للحديث عن مواصفاتها الداخلية لأن كل سيارة مختلفة عن الأخرى. وهي تعد استثمارا لمن يشتريها، لأن قيمتها في أسواق ما بعد البيع قد تزيد على قيمتها وهي جديدة، نظرا لندرتها.

وتقول مصادر الشركة إنه حتى بداية هذا العام تم بيع 60 سيارة ولم يتبق سوى 17 سيارة متاحة. ويستمر إنتاج المجموعة حتى نهاية عام 2011 وتقول الشركة إنها تلقت من الاستفسارات الجدية حول هذه السيارة ما يغطي عدد السيارات المعروضة للبيع. وسوف تنتقل تقنيات هذه السيارة بالتدريج، وأيضا بعض ملامح تصميمها، إلى بقية سيارات «أستون مارتن» في المستقبل. وتظهر هذه السيارة في الكثير من الألعاب الإلكترونية لسباق السيارات ويمكن اختيارها كسيارة سباق أو سيارة شرطة.

ويمكن القول إن المصمم رايكمان وفريقه نجحا في نحت قطعة فنية نادرة بخطوط تصميم جديدة مع المحافظة على «جينات» أستون مارتن، وهي سيارات سوف تكون من الندرة بحيث تكون رؤيتها على المضمار أو الطريق بمثابة الحدث الفريد. أما ملكيتها فهي تقتصر على النخبة المحظوظة التي تعرف قيمة هذه السيارة وتنظر إليها كاستثمار واعد.