«كوينغسيغ أجيرا» تتطلع إلى تحدي «بوغاتي فايرون».. ولا يصنع منها سوى 15 وحدة في العام الواحد

عدوى «الإصدار الخاص» يصل إلى السويد

«كوينغسيغ أجيرا»... سرعتها القصوى 245 ميلا في الساعة
TT

اشتهرت السويد بالعديد من الميزات ابتداء بنظامها الديمقراطي المتقدم مرورا بإنتاج أفضل أنواع الفولاذ والصلب الذي لا يصدأ، وانتهاء بصناعة أفخر أنواع المفروشات والإلكترونيات والمعدات الطبية الأكثر تطورا في العالم.

واليوم أيضا تضيف السويد إلى منجزاتها إنتاج أسرع سيارة رياضية بعد «بوغاتي فايرون» التي تطمح إلى منازلتها والتفوق عليها يوما ما. شيدت سيارة «كوينغسيغ أجيرا»، منذ البداية بهدف التفوق على «بوغاتي فايرون» التي تنتجها شركة «فولكس فاغن» والتي تعتبر، حتى إشعار آخر، أسرع سيارة رياضية تنتج تجاريا في العالم مصممة للطرق العادية، إذ إن سرعة «بوغاتي فيرون» تبلغ 268 ميلا في الساعة، وثمنها لا يقل عن 1.4 مليون جنيه إسترليني، بينما لا يتعدى سعر «كوينغسيغ أجيرا» الـ870 ألف جنيه إسترليني، مما يجعل اقتناءها صفقة مغرية لشاريها.

على صعيد المواصفات، كل شيء في هذه السيارة السويدية متفوق وكبير. المحرك مؤلف من ثماني أسطوانات على شكل V من سعة 4.7 لترات بشحن توربيني مزدوج، مولدا 898 حصانا مكبحيا من القوة. وهو مشيد بكامله بهيكل من الألمنيوم والكيفلار، تلك المادة اللدائنية الصلبة جدا التي مكن استخدامها خفض الوزن الإجمالي للسيارة إلى ما دون الـ1290 كيلوغراما. رغم سعرها المغري – بالمقارنة مع «بوغاتي فيرون» - قلة من الميسورين اقتنت هذه الأيقونة الرياضية في أواخر العام الماضي، علما بأن الشركة السويدية تنتج 15 سيارة من هذا النوع في العام الواحد فقط. ولكن مقتنيها يؤكدون أنهم يشعرون، حال الضغط على دواسة السرعة (البنزين) ، بأن قيمة المبلغ الذي دفعوه ثمنا لها يساوي فعلا النشوة التي يحصلون عليها من قيادتها. فالسيارة وحش آلي فعلي، بحيث إن تسارعها المدهش، والذي يبلغ 3.1 ثانية انطلاقا من سرعة الصفر إلى سرعة 62 ميلا في الساعة وصولا إلى سرعة 125 ميلا في الساعة خلال 8.9 ثوان، يجعل سائقها يشعر وكأن قلبه قفز من مكانه. وإذا كان السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة هو: ما الذي يكبح هذه القوة الكبيرة؟ فإن الجواب عليه هو: المكابح الخزفية (السيراميك) التي أنتجت في سياق أبحاث الفضاء والتي تستطيع خفض سرعة السيارة من 125 ميلا إلى نقطة الصفر خلال 13.7 ثوان فقط .

السرعة القصوى للسيارة، وفقا لمعلومات الشركة المصنعة، تفوق بقليل الـ245 ميلا في الساعة لدى دوران المحرك بسرعة 6850 دورة في الدقيقة، مما يعني أن على «أجيرا» أن تقطع شوطا طويلا للوصول إلى سر. أما عزم الدوران فيبلغ 811 رطلا/قدم لدى دوران المحرك بسرعة 5100 دورة في الدقيقة.

أحد القلائل الذين اقتنوا السيارة وتلقى تدريبا خاصا على قيادتها، يقول إن الجلوس وراء مقودها يجعلك تشعر في البداية بأنها سيارة مطواعة جدا، ما دمت تقودها وسرعة دوران المحرك لا تتعدى 3500 دورة في الدقيقة لتتفوق على «بوغاتي فيرون» التي تطمح إلى منافستها، والتي تبلغ سرعتها القصوى 268 ميلا، كما جرى ذكره آنفا. لكن حال تخطي هذه الحدود للسرعة، يستيقظ «الوحش الآلي» في داخلها لتندفع على الطرقات بسعة جنونية، مما يتطلب يدا خبيرة في قيادتها. والواقع أنها مركبة متطلبة جدا، فبينما يمكن إدارة مقود السيارة في مركبة «بوغاتي فايرون» برؤوس أصابع اليد، تتطلب الـ«أجيرا» عضلات ساعدين متينين. وتؤمن قنوات البخ وتوزيع الهواء الواقعة في أسفل السيارة والجنيح الخلفي قوة ضغط من الأعلى إلى أسفل تبلغ 300 كيلوغرام لدى بلوغ السيارة سرعة 155 ميلا في الساعة، مما يساعد ثبات العجلات على الأرض وتثبيتها بإحكام، خاصة عند المنعطفات. حتى عجلات السيارة الكبيرة مصممة لتخفيض مقاومة الهواء، وبالتالي تعزيز الأداء، وتخفيض نسبة استهلاك الوقود. أما سقف السيارة القابل للنزع بمفتاح للبراغي لتحويلها إلى مركبة مكشوفة، فيمكن «إخفاؤه» عن طريق حفظه تحت الغطاء الأمامي. وهو، أي الغطاء، مصنوع على شكل فقاعة مزدوجة تساعد أيضا على تعزيز ديناميكية المركبة، وتخفيض مقاومة الهواء.

والملاحظ داخل السيارة وجود ما يسمى الحد الأدنى من المعدات، وإن كان كل شيء مرتبا وموزعا بشكل منظم وأنيق، فلا وجود للتجهيزات غير الضرورة جدا لأداء السيارة. غير أن شكل المقاعد الرياضية المجوفة، والكونسول الوسطي الدائري، وشاشة العدادات والقياسات على لوحة القيادة التي تعمل بالبلور السائل (إل سي دي)، تشعر السائق بأنه يجلس في مقصورة طائرة مقاتلة حديثة وبأنه يقود سيارة مصممة للمستقبل، بكل ابتكاراته وأشكاله الجديدة المرتقبة.

أحد سائقي التجارب من الذين تسنى لهم تجربتها في دبي، قال إنها توفر أقصى ما يمكن توقعه من استمتاع بالقيادة، مما جعل البعض يطالبون الشركة الصانعة بزيادة «الكوتا» الإنتاجية السنوية منها، بحيث يتعدى إنتاجها الـ15 مركبة فقط...علما بأنها نفذت بكاملها حال الإعلان عن طرحها للبيع.