«فيراري» تطرح أول سيارة رباعية المقاعد في تاريخ الشركة

في أعقاب تجربة لـ«بورشه باناميرا» الناجحة

«فيراري إف إف».. تجربة جديدة في تاريخ الشركة
TT

سبق لشركة «فيراري» أن كشفت النقاب في معرض جنيف الأخير للسيارات عن نموذج أولي مستقبلي لسيارة «فيراري» جديدة تختلف كليا عن سائر طرازاتها المعروفة.

من حيث الأصل «العائلي» هي «فيراري». أما من حيث التصميم فهي تختلف شكلا عما عهدناه من طرازاتها السابقة، وفقا لشهادة خبراء السيارات، فالسيارة الجديدة التي كشف النقاب عنها قبل أسابيع قليلة، التي ستبدأ الشركة الصانعة بتلقي طلبات شرائها في ابتداء من مارس (آذار) المقبل، تدعى «فيراري إف إف». وهي مركبة سياحية تتسع لأربعة ركاب بدلا من راكبين، كما عودتنا دائما هذه الشركة الإيطالية العريقة. ولكن مع ذلك فهي سيارة من النوع المتفوق، والجمال المتناهي، مخصصة للعائلات ورجال الأعمال الرصينين الذين يهوون القوة والسرعة، ولكن تحت غطاء السيارات الرسمية التي توفر لهم طابعا من المكانة والوجاهة. وهي بذلك تكون قد خلفت مركبة «سكاليجيتي» بقوة 612 حصانا كسيارة المخصصة لشخصية الـ«جينتيلمان» الذي يتباهى بخاصية سيارته، قبل قوتها وسرعتها اللتين تأتيان بالمرتبة الثانية.

يأتي إنتاج «فيراري» لأول سيارة رباعية المقاعد في تاريخ الشركة في أعقاب التجربة الناجحة التي سبقتها إليها شركة «بورشه» الألمانية، المتخصصة في إنتاج السيارات الرياضية الفاخرة، بإصدارها أول طراز رباعي الأبواب هو طراز «باناميرا».

سيارة «فيراري إف إف» المتفوقة هي آخر إصدارات الشركة التي تحمل شعار المهر الجامح واللون الأحمر الشهير. هي بقوة 660 حصانا مكبحيا تأتي من محرك مؤلف من 12 أسطوانة على شكل V، بسعة 6.3 لتر، لدى دورانه بسرعة 8000 دورة في الدقيقة. كما أنها من المركبات المتفوقة القليلة التي تندفع على العجلات الأربع جميعها، مما يعني أداء متفوقا جدا، ولو على حساب الإكثار من استهلاك الوقود بنسبة كبيرة جدا، إذ تقطع هذه السيارة 18 ميلا فقط بالغالون الواحد من الوقود.

عدد من المهتمين بتحولات هذه السيارة تمكنوا من مشاهدة لمحات منها قبل عرضها للطلب الخاص يطلقون عليها «فيراري أربعة» لا لأنها تندفع على العجلات الأربع جميعها فحسب، بل لأنها تستوعب ثلاثة ركاب، إضافة إلى السائق، داخل مقصورة مريحة جدا. إنها سيارة مصممة لاصطحاب الأصدقاء إلى حفل كبير ومنه إلى المنزل، أو للقيام بنزهة داخل المدينة للفت الأنظار وجعلها تتمتع بجمالها الأخاذ نظرا إلى شكلها الخارجي الذي أشرف على تصميمه كبار المصممين والفنانين من أمثال بينينفارينا وغيره. إنها بلا مبالغة لوحة زيتية يمكن تعليقها على جدران المنزل. والطريف في سيرة هذه السيارة أنها لن تطرح للبيع في الأسواق بل سيجري عرضها في الصالات فقط. أما الحصول عليها فيجري عبر تقديم طلبات خاصة، مباشرة، إلى الشركة الصانعة.

ولا بد لمن يشاهدها أن يحتاج إلى شرح لأدائها وقيادتها، فهي ليست نسخة عن سيارة «سكيمتار» القديمة التي حازت في زمانها إعجاب محبي السيارات الرياضية وتوقف إنتاجها في عام 1995. وعلى الرغم من الشبه القائم بينها وبين الطراز القديم على أكثر من صعيد، فهي تصميم جديد كليا قائم بذاته من البداية حتى النهاية. وبمقدور هذا الحصان الجامح الانطلاق من نقطة الثبات (الصفر) إلى سرعة 62 ميلا في الساعة خلال 3.7 ثانية، وصولا إلى سرعة قصوى تبلغ 208 أميال في الساعة.

ولكون السيارة مخصصة أيضا للسفر والسياحة وقطع المسافات البعيدة، تشير «فراري» بفخر كبير إلى صندوق الأمتعة الواسع الذي يبلغ سعته 450 لترا يمكن مضاعفته إلى 800 لتر عن طريق طي المقعدين الخلفيين. ولكن محبي «فيراري» يوصون من يقتنيها ألا يُستخدم الطراز الجديد للذهاب إلى محل لبيع الشطائر من محلات الأكل السريع، أو إلى محلات «اصنعها بنفسك» (بي آند كيو)، فهذه السيارة مصممة للسفر، بأناقة وفخامة، إلى المنتجعات الرياضية الفخمة، كسانت موريتز وغشتاد مثلا، أو غيرها من المنتجعات السياحية الفخمة.

ويعتبر محبو «فيراري» أن الطراز الجديد الرباعي الأبواب والدفع لا يليق إلا بالمناسبات والحفلات الاجتماعية الكبيرة.

يعمل محرك السيارة الكبير، الذي يبلغ عزم دورانه 504 أرطال قدم لدى دوران المحرك بسرعة 6000 دورة في الدقيقة، بالحقن المباشر للوقود. أما المكابح فهي من الكربون - الخزف (سيراميك). وهناك أيضا نظام تعليق مغناطيسي يمكن تعديله لتلطيف تأثير المطبات، أما ناقل الحركة فهو أوتوماتيكي سباعي السرعات بقابض (كلتش) مزدوج.

أما سعر السيارة فيبدو متواضعا بالنسبة إلى مواصفاتها التقنية؛ إذ يبلغ 220 ألف جنيه إسترليني فقط في المملكة المتحدة، وفقا إلى تقديرات السوق. والجدير بالذكر أن بعض محبي سيارات «فيراري» يعتبرون أن الشركة الإيطالية كبرت وبلغت سن النضوج مع هذه السيارة التي تجذب الأنظار وتأسر القلوب، بعدما كانت فتية في السابق، تهتم فقط بسيارات السباق والسرعات العالية، من دون الاهتمام بالعائلة أو كبار رجال الأعمال الذين يهتمون عادة باقتناء التحف واللوحات الجميلة، وبالمظاهر الجذابة قبل أي شيء آخر.