طرح الفئة الأولى «كوبيه» المكشوفة من «بي إم دبليو»

بتقنيات مستعارة من سيارات السباق.. ونظام لخفض مقاومة الهواء لسرعتها

«بي إم دبليو» الفئة الأولى المكشوفة
TT

كان التركيز الأول في الجيل الجديد للفئة الأولى من «بي إم دبليو»، بأنواعها «الكوبيه» والمكشوف وفئة «إم» الرياضية، على تقديم سيارة تتفوق في الاقتصادية ونظافة التشغيل. وكان مفتاح الوصول إلى هذا الهدف زيادة الانسيابية وخفض مقاومة الهواء للسيارة. وقد عملت الشركة على تطبيق ذلك عبر الكثير من الأفكار المبتكرة منها ما تطلق عليه الشركة اسم «ستار الهواء» وهو نظام من تيارات الهواء التي تدخل من فتحات جانبية أمامية نحو العجلات لتغطيها بستار من الهواء يزيد من انسيابية السيارة ويخفض مقاومة الهواء لها. ويزيد هذا النظام من كفاءة استهلاك الوقود، وبالتالي يهبط بمعدلات التلويث الكربوني إلى معدلات غير مسبوقة إذ لا تفرز سيارة من هذه الفئة أكثر من 155 غراما لكل كيلومتر تقطعه.

وعرضت الشركة هذا الطراز في معرض ديترويت الأخير للسيارات، وكان واضحا للحضور أن أهم التعديلات التي تدخل على الجيل الجديد تصميم جديد لمقدمة السيارة ومصابيحها الأمامية والخلفية. وتأتي المصابيح الأمامية مجهزة بأضواء دائمة التشغيل في أعلاها من نوع «إل إي دي». وفيما عدا ذلك حافظت السيارة على شكلها التقليدي.

وتأتي السيارة المكشوفة بالكثير من التقنيات الحديثة التي تصب في ناحية اقتصادية ونظافة التشغيل مثل نظام وقف تشغيل المحرك في حالات توقف السيارة، وهو نظام يعمم على كل السيارات المزودة بناقل يدوي. ويرى السائق مؤشرا ضوئيا يدله على التوقيت الأمثل لنقل التروس، كما تستعيد السيارة بعض الطاقة المفقودة عند كبح الفرامل، ويتم توزيع قوة الفرامل إلكترونيا على العجلات.

وتأتي سيارات الفئة الأولى مزودة بعجلات رياضية بقياس 16 بوصة (ترتفع إلى 17 بوصة في طراز «إم»)، ونظام الاستقرار الديناميكي وأضواء أمامية من نوع هالوجين ونظام موسيقى يمكنه تشغيل ملفات «إم بي ثري» ومقود متعدد الوظائف. وهي تحمل أيضا أدوات استشعار خلفية للمساعدة على صف السيارة، وكذلك نظام تكييف ثنائي لجانبي السيارة. وهي متفوقة في مجال الأمان حيث حققت أعلى الدرجات في اختبارات الأمان الأوروبية.

يؤخذ على التصميم الخارجي أنه احتفظ بالشكل العام بلا تغيير يذكر لدرجة بات فيها من الصعوبة التعرف على الطراز الجديد بالمقارنة مع القديم. ولكن تعديلات الأضواء الأمامية والخلفية تبدو واضحة لمن يدقق النظر والمقارنة خصوصا في خط الأضواء العلوي الأمامي المضاء دوما أثناء التشغيل. ويلاحظ أيضا إعادة تصميم الصدام الأمامي الذي يتميز بمصابيح ضباب جديدة وفتحات سفلية أكبر. وفي الداخل تنتشر التفاصيل المعهودة من الشركة بتصميم أنيق خصوصا للوحة القيادة والمقاعد. ولكن تبدو المقاعد الخلفية ضيقة بعض الشيء.

وتعد الفئة الأولى أفضل سيارة في قطاعها من حيث الانسيابية والتأهب، وتتمتع بتناسب في الوزن موزع بالتساوي من الأمام والخلف، وهي «كوبيه» تتسع لشخصين، مع مقعدين ضيقين في الخلف للاستعمال عند الضرورة. وعلى الرغم من هيكلها التقليدي فإن الشركة تؤكد أن نسبة كبيرة من مكونات السيارة جديدة تماما.

في الداخل تبدو المقاعد الرياضية من أفضل الملامح فيها، وهي تتميز بإمكانية تعديل الزوايا الجانبية لكي تدعم جسم السائق من الجانبين وتثبته على المنحنيات. وتتوافر بها إمكانية اختيار نسبة الراحة المطلوبة في الانطلاق بين الوثير والرياضي. ولم تنس الشركة اللمسات الترفيهية من مرايا زينة مضاءة ومقابض سهلة التجاوب ونظام موسيقى متقدم ونظام ملاحة سهل البرمجة. ويمكن الاتصال بمحرك «غوغل» للبحث في منظومة الخرائط الإلكترونية فيها كما يمكن تطبيق تقنية «بلوتوث» للاتصالات اللاسلكية على نظام الاتصالات فيها.

وبعض التقنيات المتاحة في هذه السيارة مستعارة من سيارات السباق، مثل نظام «ستار الهواء» وهي تنطلق بدفع العجلتين الخلفيتين، وتتميز بتوزيع مثالي للوزن بين الأمام والخلف مناصفة. كما أن مركز الجاذبية فيها منخفض بما يعزز التوازن في كل الظروف. وهي تحتوي أيضا على كافة أنظمة الاستقرار الديناميكي واستعادة التوازن ومنع انغلاق العجلات.

وتوفر السيارة انطلاقا مستقرا حتى على سرعات عالية. وهي تتألق في التوجيه السريع على المنحنيات، والانطلاق بالناقل اليدوي جيد التجاوب من حيث نسبة التسارع وخفة الانطلاق. ولا توجد عقبات تعرقل انطلاق السيارة على الطرق الضيقة أو داخل المدن مع سهولة تجاوز السيارات الأخرى على الطريق.

ومن الصعب الإشارة إلى عيوب في سيارة بها الكثير من المزايا، خصوصا في ما يتعلق بالتشغيل الاقتصادي، ولكن يؤخذ عليها التصميم المستغرق في الكلاسيكية بحيث تكاد تبدو وكأنها لم تتجدد. وأخذ عليها البعض ضعف الإحساس بالطريق، والتجاوب البطيء نسبيا، ولكن هذه الملاحظات تبدو فردية أكثر منها انتقادا للسيارة. والخلاصة أن «بي إم دبليو» رفعت مقياس اقتصادية الإنجاز في هذا القطاع إلى درجة عالية.

والجدير بالذكر أن الفئة الأولى بدأ إنتاجها عام 2004، وهي تشترك في قاعدتها السفلية والكثير من مكوناتها وأنظمتها مع الفئة الثالثة الأكبر حجما. وهي توفر مدخلا للشباب لسيارات «بي إم دبليو» بينما توجهت الفئة الثالثة الأكبر حجما إلى القطاع المتوسط في السوق. وعند تدشينها كانت السيارة في هيكل هاتشباك بخمسة أبواب ثم قدمت الشركة فئة «كوبيه» ببابين في عام 2007. وتنتج الشركة هذه الفئة في مصانعها الألمانية في مدينة لايبزغ.

وتستخدم السيارة المكشوفة من هذه الفئة سقفا قماشيا مرنا، بخلاف الفئة الثالثة المكشوفة التي تستخدم سقفا صلبا يمكن طيه. ويضمن السقف المرن مساحة تخزين أكبر في الصندوق الخلفي.

ولقيت السيارة نجاحا كبيرا عند تقديمها في الأسواق الأميركية عام 2008، وساهمت في رفع درجة نجاح الشركة إزاء منافستها «لكزس» كأكثر شركات السيارات الفاخرة مبيعا.

ولمن يريد إنجازا رياضيا في قالب مدمج تنتج الشركة أيضا الفئة الأولى في قالب رياضي «إم» ينزل إلى الأسواق في ربيع هذا العام أيضا، وهي تعمل بمحرك مشحون توربينيا بشاحن مزدوج حجمه 3 لترات ومكون من 6 أسطوانات، ويعمل بتقنية الحقن المباشر للوقود. وهو بقدرة 335 حصانا وعزم دوران يبلغ 450 نيتون متر. وتسجل هذه السيارة انطلاقا من الثبات إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 4.7 ثانية، وتم تحديد السرعة القصوى للسيارة في حدود 155 ميلا في الساعة. وهي تستعير نظام التعليق الخلفي بالكامل من الفئة الثالثة الرياضية «إم» كما تبدو أطول وأعرض من الطراز العادي. ولا تزن السيارة أكثر من 1500 كيلوغرام.

أما في الفئة الأولى العادية فيمكن اختيارها بعدد من المحركات منها 3 محركات بترولية و3 تعمل بالديزل. وتتراوح القدرة الحصانية في هذه السيارات من 143 حصانا في فئة «118 آي» وحتى 305 أحصنة في فئة «135 آي». وفي هذه الفئة الأخيرة تنطلق السيارة إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 5.6 ثانية. أما في الفئة الاقتصادية «118 آي» فهي تقطع بغالون البنزين الواحد 43 ميلا. أما الاختيار بين الاقتصادية والإنجاز والانطلاق الرياضي في فئة «إم» يعود إلى المشتري ورغباته.

هذا وتطرح السيارة في الأسواق في مطلع شهر أبريل (نيسان) المقبل بأسعار تبدأ من نحو 30 ألف دولار.