مبيعات السيارات الفارهة في الهند ترتفع 70 %.. وازدياد الطلب عليها يؤخر مواعيد التسليم

بعد أن وصل عدد أصحاب الملايين إلى 130 ألفا والمليارات إلى 69

«رولزرويس - دروب هيد».. لاقت إقبالا في الهند
TT

تمثل الهند سوقا رائجة بالنسبة لمصنعي السيارات الفارهة تظهر جلية من ارتفاع مبيعات هذه الفئة من السيارات بنسبة بلغت 70 في المائة خلال عام 2010.

ويقول مراقبو الصناعة إن سوق السيارات الفارهة في الهند تنمو بنسبة لا تقل عن 25 في المائة سنويا، لكن هذا الرقم لا يشمل كثيرا من شركات صناعة السيارات الفارهة، مثل «مرسيدس» و«بي إم دبليو» و«جاغوار» و«لاند روفر» و«أودي»، لأنها تباع بأسعار أقل بكثير من السيارات الفارهة الفائقة الأخرى، مثل «رولزرويس» و«فيراري» و«لامبورغيني» و«بنتلي».

شركة «رولزرويس» التي تطرح موديلات فخمة مثل «فانتوم» و«غوست» و«دروبهيد» و«فانتوم كوبيه» باعت أكثر من 70 سيارة في الهند العام الماضي، بحسب بيان للشركة. ومن المتوقع أن يسهم النمو الاقتصادي الجيد، يدفعه في ذلك الكم الضخم من الاستثمارات التي ضختها عدة شركات دولية خلال السنوات القليلة الماضية، بشكل واضح في زيادة مبيعات السيارات الفارهة في الهند بنسبة كبيرة. هذا النمو عززته طلبات أثرياء الهند الذين وصل عددهم في عام 2010 إلى 130000 مليونير و69 مليارديرا.

وتخطط شركة صناعة السيارات الرياضية السويدية «كوينيغسغ أتوتوماتيف إيه بي» لأن تطرح في الهند عددا من السيارات المتميزة والعالية الأداء. ويتوقع أن تطرح الشركة، المعروفة بمحركاتها الضخمة وتصميماتها الخارجة عن المألوف، في سوق الهند، قريبا، طراز «أجيرا»، الذي سيباع بسعر قياسي يتراوح بين 96 و100 مليون روبية. ودخول هذه الشركة التي تنتج السيارات الفارهة إلى الهند سيكون عبر شركة «إنترغلوب إنتربرايز»، ومقرها دلهي، التي تسوق في الوقت ذاته سيارات منخفضة التكلفة مثل إنديغو، تحت راية «إنترغلوب أفييشن».

ستكون شركة «كوينيغسغ» من بين آخر الشركات المشهورة عالميا التي تدخل إلى السوق الهندية، بعد أن سبقتها إليها منافساتها في هذا القطاع، أمثال «بنتلي» و«بوغاتي» و«لامبورغيني» (جميعها مملوكة لشركة «فولكسفاغن») و«بورشه» و«رولزرويس».

وكانت «بوغاتي» قد احتلت العناوين الرئيسية للصحف الهندية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما طرحت سيارتها «فايرون 16.4 غراند سبورت» كأغلى سيارة تباع في الهند، إذ وصل سعرها إلى 160 مليون روبية.

وعلى الرغم من توافر هذه الماركات للمستهلك الهندي عبر وكلاء شركاتها، فإن سيارات أخرى مثل «ألفا روميو» و«أستون مارتن» و«مازاراتي» و«كاديلاك» و«باغاني» متاحة للمشترين عبر مجموعة من المستوردين.

ويعتقد معظم مصنعي السيارات الفارهة أن طلب الهند على السيارات المتفوقة سيكون أعلى من طلبات منافساتها التقليدية، مثل الصين، في السنوات المقبلة. ويرى مسؤول تنفيذي بارز في «رولزرويس» أن الهند يمكن أن تكون أضخم سوق لها في آسيا إذا تواصل هذا الزخم في عملية النمو.

المثير للدهشة أن شارع السيارات الفارهة يمتلئ بالأشخاص الذين ينتظرون تسلم سياراتهم، مثل «بورشه كايين» و«بي إم دبليو إكس في» و«أودي إيه8» و«مرسيدس إس 500»، لأن كثرة الطلب تدفع مصنعي السيارات إلى إرجاء عمليات تسليم السيارات ستة أشهر.

إلا أن الشركات المصنعة تعتبر أن من الطبيعي أن يتسبب ازدياد الطلب بـ«طابور» طويل من منتظري تسلم السيارات الفارهة التي أوصوا عليها، خصوصا أن الطلب على سوق السيارات الفارهة في الهند تضاعف في عام 2010 إلى ما يقرب من 20000 وحدة، وهو ما يجعلهم مضطرين إلى زيادة عجلة الإنتاج.

مدير المبيعات والتسويق في شركة «مرسيدس بنز» لم يخف استياءه من عدم قدرة الشركات على مواجهة الطلب، على الرغم من الجهود التي تبذلها.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها شركات السيارات الفارهة لتلبية الطلب على طرازاتهم، فإن الإنتاج لا يزال محدودا، حسب ما يؤكد ديباشيش ميترا، مدير المبيعات والتسويق في شركة «مرسيدس بنز».

ويحاول مصنعو السيارات زيادة سعة الإنتاج لملاقاة الطلب الهائل، لكن العملاء الذين حجزوا سيارات فارهة شهيرة قد يضطرون إلى الانتظار لثلاثة أو أربعة أشهر لتسلم سياراتهم، بحسب مسؤولي الصناعة. وعادة ما تسلم السيارات خلال 4 إلى 6 أسابيع من طلبها.

ويخشى مصنعو السيارات من تحول المستهلكين إلى منافسيهم، فأغلب السيارات الفارهة تستورد بشكل كامل على شكل أجزاء يتم تجميعها في البلاد، لأن الأعداد المطلوبة لا تزال منخفضة، ولذا فإن الإمداد محدود، ويستغرق وقتا أطول في تلبية الطلب، خاصة مع زيادته.

من ناحية أخرى، يرى مدير مبيعات «بورشه» في الهند أن الشركة تعيش وضعا أكثر حرجا، لأن السيارات الرياضية التي تنتجها شركته تلتزم بالكثير من المواصفات التي يطلبها العملاء. وتحاول «بورشه» الوفاء بمتطلبات عملائها على صعيد اللون والتصميمات الداخلية وحفر الأحرف الأولى من اسم المشتري على مقدمة السيارة، الأمر الذي يجعل عمليات التسليم تستغرق وقتا أطول من تسليم السيارات الفارهة الأخرى. وتواجه الشركة بونا شاسعا بين الطلب والتسليم.

أما شركة تصنيع السيارات الألمانية الفارهة «بي إم دبليو» فقد رفعت طاقة إنتاجها لتصل إلى ثلاثة أضعاف معدلها السابق، وذلك في مصنعها المقام في تشيناي إلى نحو 8 آلاف سيارة سنويا، لكنها فشلت في الوفاء بالطلب على سيارتها «سيدان» من الفئة الخامسة، وسيارتها الجديدة «إكس1» الرياضية المدمجة، التي تتطلب ما بين 4 إلى 6 أشهر للوصول إلى المستهلك.

وقد تمكنت «بي إم دبليو» من التقدم على شركة تصنيع ألمانية أخرى، هي «مرسيدس بنز» في احتلال صدارة ترتيب السيارات الفارهة الأكثر مبيعا، لتحل «مرسيدس بنز» في المرتبة الثانية.

تنامي الطلب على السيارات الفارهة زاد من حدة المنافسة بين شركات صناعة السيارات الألمانية في السوق، التي عادة ما تتهم بعضها بالدخول في حملة تخفيضات كبيرة للحصول على عدد أكبر من العملاء. ويقول رئيس «بي إم دبليو» في الهند، أندرياس سكاف: «لم نرغب في خسارة صدارة ترتيب السيارات الفارهة الأكثر مبيعا في الهند، الذي حصلنا عليه العام الماضي. تحقيق الريادة للعام الثاني أمر في غاية الأهمية، لأنه يظهر أنه لم تكن مجرد مصادفة أن نصبح أصحاب الريادة. وسوف نحافظ على هذه المكانة في الهند».

وقد تمكنت الشركة من تحقيق أرباح كبيرة نتيجة للطفرة التي شهدها الاقتصاد الهندي، على الرغم من دخولها متأخرة إلى السوق الهندية. وقد صنفت «بي إم دبليو» السوق الهندية كإحدى أقوى الأسواق النامية عالميا، نتيجة لما شهدته البلاد خلال العامين السابقين. ويقول سكاف: «ربما لا تكون الهند أضخم سوق بالنسبة للشركات من حيث عدد الوحدات المباعة، لكنها لا تزال أقوى سوق متوقعة عالميا، وستفوق الأسواق الأخرى في المستقبل».

بيد أن «مرسيدس» قالت إنها لا تشعر بالقلق حيال سيطرة «بي إم دبليو» على قطاع كبير من السوق، لأن مبيعاتها لا تزال جيدة في الهند. ويقول ديباشيش ميترا مدير فرع «مرسيدس بنز إنديا»: «زادت مبيعاتنا بنسبة 80 في المائة عام 2010، ولا نزال نتقدم على منافسين بفارق كبير».

وقد حققت «مرسيدس بنز» نصرا كبيرا في الهند هذه المرة عبر التركيز على السيارات الفارهة الفائقة، فأعادت الشركة تدشين سيارتها «مايباخ»، التي يقدر ثمنها بنحو 51 مليون روبية، والتي كانت الشركة قد دشنتها للمرة الأولى في الهند عام 2004، لكنها لم تجد في حينها سوقا رائجة نتيجة لارتفاع سعرها، لكن الملاحظ أن السوق بدأت في التغير في الوقت الحالي.

تدشين السيارات التي يتم تجميعها يدويا في الهند جاء ضمن احتفال «مرسيدس بنز» بعيدها الخامس والعشرين بعد المائة، فكانت السيارة «مايباخ 62 إس» النموذج الأول من هذه الفئة التي يتم تدشينها في الهند. بسعر يصل إلى نحو 70 مليون روبية، وستتنافس هذه السيارة بشكل واضح مع سيارات مثل «فانتوم» لشركة «رولزرويس»، وسيارة «رولزرويس» الأخرى «دروبهيد»، و«لامبورغيني مورشيلاغو» و«بنتلي» والسيارات الفارهة الفائقة الأخرى. وتأمل «مرسيدس» في أن تتميز السيارة بسعرها وألوانها وسرعتها القصوى التي تصل إلى 250 كيلومترا في الساعة عن منافسيها.

من بين السيارات الألمانية الفارهة الأخرى سيارة «أودي» التي اكتسبت شهرة كبيرة في السوق ظهرت في زيادة مبيعاتها بنسبة 81 في المائة.

وقد طرحت الشركة أحدث طرازاتها، سيارة «أودي إيه 8 سيدان». ويقول مايكل بريسكي، رئيس شركة «أودي» في مقابلة إعلامية: «تدشين السيارة (أودي إيه8 إل) يمثل مرحلة مميزة بالنسبة للشركة، لأنها تعتبر ذلك مؤشرا لبدء مرحلة جديدة في السوق الهندية. وستسمح هذه السيارة الفارهة الفائقة الجديدة لنا باستغلال النمو الضخم المتوقع في السوق الهندية. ونتيجة لما شهدناه من ارتفاع قياسي في نسبة مبيعات (أودي) خلال العام الماضي نتوقع أن يتواصل ارتفاع الطلب على سيارة (إيه8 إل) في الهند».

وهيكل هذه السيارة الخفيفة صنع من الألمنيوم (أودي سبيس فريم)، الذي يقل وزنه بنسبة 40 في المائة عن السيارات المنافسة لها، كما تفخر السيارة بأنها مزودة بمصابيح «LED». أما محركها الجديد سعة 4.2 فهو اقتصادي في استهلاك الوقود بمعدل يصل إلى ما دون الـ22 في المائة من استهلاك نظيره في السيارات الأخرى.

وقد أعلنت هذه الشركات الثلاث الرائدة في صناعة السيارات الفارهة، التي تحتل المراتب الأولى في الهند عن خطط لتوسيع رقعة عملياتها في الهند، ومن بينها زيادة عمليات التجميع إلى جانب استيراد طرازات أخرى.

وقد عينت شركة «فيراري» موزعا لها في الهند، على الرغم من التوقعات بأن لا تسلم أيا من سياراتها إلى مشتريها قبل الموعد الرسمي لطرحها في السوق، والمحدد في أبريل (نيسان) المقبل، إلا أنه من المتوقع أن تكون هذه السيارات مرتفعة الأثمان، وتدور شائعات بأن سعر طراز «458 إيطاليا» سيتراوح بين 28 و30 مليون روبية، بينما قد تباع سيارة مثل «فيراري 955» بأسعار تتراوح بين 33 و35 مليون روبية.

وهناك حاليا أكثر من 50 سيارة «فيراري» في الهند، بعضها من الجيل الأخير من السيارة 430 التي تعمل بمحرك بثمانية سلندرات (V8)، وهناك عدد من الطراز 360، وبعضها من الطرازين 355 و348. وهناك سيارة واحدة فقط طراز «458 إيطاليا». هناك أيضا عدد قليل من طرازات 599 في الهند، لكن لم ترد أخبار عن وجود سيارات طرازات 456 أو 612 سكاغليتي، وهذه السيارات التي يمكن رؤيتها في نيودلهي ومومباي وبنغالور وكيناي، يعتمد أصحابها على اختصاصيين لصيانتها.

رغم ذلك تظل شركة «بي إم دبليو» حذرة بشأن طرح طرازاتها الجديدة، فالشركة لا تخطط لطرح واحدة من أشهر سياراتها، سيارة «ميني» الصغيرة في المستقبل القريب، حتى إن حازت السيارات المدمجة على إعجاب الهنود. ويقول سكاف: «على الرغم من تراث العلامة التجارية لسيارة (ميني)، فإننا لم نقتفِ أثر (فلوكسفاغن) عندما قدمت سيارتها (بيتل) لترويج العلامة التجارية لها، فربما الهند غير مستعدة في الوقت الراهن لاستقبال السيارات الصغيرة الغالية مثل (ميني)».

على الرغم من ذلك، فاجأت «رولزرويس» منافسيها في الهند بطرح أغلى سيارة فارهة فائقة تم تجميعها يدويا بسعر بلغ 60 مليون روبية، متفوقة بذلك على السيارات الفارهة الفائقة الأخرى. وقد حازت مبيعات سيارات «رولزرويس»، التي تصنع يدويا على إقبال واسع من عملاء محتملين، مما يعني توقع ارتفاع نسبة المبيعات في عام 2011.

ولزيادة نسبة المبيعات في الهند غيرت «بي إم دبليو» من مفهوم العمل، من التركيز على السيارات الفخمة إلى التركيز على المرونة في صناعة سيارات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود. والمفاهيم التكنولوجية الفعالة التي تبنتها من شأنها خفض معدل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في جميع سيارات «بي إم دبليو» وجعلها «صديقة للبيئة»، بحسب تعبير سكاف.