«بورشه كايمان آر».. الخلف الأخف للسلف الأثقل

جردتها من بعض وسائل الراحة لتوفير خفض إضافي لوزن السيارة

«بورشه كايمان آر».. أخف وزنا وأغلى سعرا
TT

كشفت شركة «بورشه» النقاب عن آخر طرازاتها، «كايمان آر»، الذي يعتبر طرازا متواضعا نوعا ما، سواء على صعيد القوة أو السعر، مقارنة بما درجت على إنتاجه هذه الشركة الألمانية العريقة. ومع ذلك يبقى هذا الطراز قويا وغالي السعر نوعا ما، مقارنة بالسيارات الأخرى من فئته من إنتاج الشركات الألمانية والعالمية، بل حتى بالمقارنة مع السيارات الرياضية العادية الأخرى.

الانطباع الأول للذين تسنى لهم تجربتها كان بأنها سيارة سريعة وقوية جدا، كباقي طرازات «بورشه» المعهودة، وإن كانت لا ترقى إلى مستوى طرازاتها من المركبات المتفوقة التي تتجاوز قوتها 500 حصان مكبحي، وسرعتها 195 ميلا في الساعة، فهي سيارة صنعت للميسورين من المستهلكين العاديين والشباب، إذ إن سعرها سيبلغ لدى طرحها في الأسواق نحو 53692 جنيها إسترلينيا في المملكة المتحدة، وليس 200 ألف وما فوق، كما هي الحال بالنسبة إلى طرازات «بورشه» الأكثر قوة وسرعة وفخامة التي تصل أسعار بعضها إلى نصف مليون جنيه إسترليني وأكثر. إنها مركبة يمكن القول إنها في متناول شريحة لا بأس بها من الأفراد العاديين.

«كايمان آر» مزودة بالمحرك ذاته، سعة 3.6 لتر، المستعمل في سيارة «كايمان إس» التي ستحل محلها، والتي كانت تترأس فئة «كايمان»، ولكن مع إضافة قوة 10 أحصنة للمحرك السابق. كما أنها جردت من بعض وسائل الراحة مثل جهاز الاستريو، ومكيف الهواء، وحتى من المقابض الداخلية العادية للأبواب، مع الحرص على أن تكون العجلات قياس 19 بوصة من الخلائط المعدنية خفيفة الوزن. وكذلك أبوابها جردت من الكثير من الإضافات، بحيث تخلصت المركبة ككل من 55 كيلوغراما من وزنها، مقارنة بوزن الطراز السابق «كايمان إس» الذي توقف إنتاجه، والذي كان يبلغ وزنه 1350 كيلوغراما. وكذلك جرى صنع المقعدين الخاصين بالسائق والراكب بجانبه، من الألياف الكربونية، مما وفر أيضا نحو 12 كيلوغراما من الوزن مقارنة بـ«كايمان» السابقة. وبفضل هذه التعديلات استطاعت السيارة أن تخفف كيلوغرامين من الوزن هنا، وكيلوغرامين من الوزن هناك، بحيث تصبح السيارة الأخف وزنا في تاريخ «كايمان»، خاصة على صعيد احتساب نسبة الوزن إلى قوة المحرك.

أما نتيجة هذه التعديلات فقد كانت سيارة سريعة مرنة قادرة على بلوغ سرعة 62 ميلا في الساعة، انطلاقا من نقطة الثبات خلال 4.7 ثانية فقط. وتقدم الشركة خيارا للمشتري بين قابض - فاصل (كلتش) مزدوج، وعلبة تروس من طراز «بي دي كيه»، وأداة للتحكم بانطلاق السيارة تعزز كلها من مستوى الأداء. وتبلغ سرعة السيارة القصوى 175 ميلا في الساعة. وعلى الرغم من غياب عناصر الفخامة التي تتحلى بها عادة مثل هذه السيارات، لأنها صممت أيضا لاحتمال دخولها إلى حلبات السباقات، إلا أن «بورشه» تؤكد أنها تصلح أيضا للاستخدام اليومي ورحلات السفر الطويلة المريحة، وهذا ما يبرر سعرها الذي يتجاوز سعر ما قبلها من طراز «كايمان إس»، بـ6000 جنيه إسترليني.

إلا أن التعديلات واللمسات التي أضفيت على المحرك جعلتها تقترب من مجاراة شقيقتها «911 كاريرا» على صعيد الأداء، ولكن بتكلفة إضافية بلغت 13 ألف جنيه إسترليني. وتقول «بورشه» إنها ليست قلقة من ألا تخطف «كايمان» الجديدة الأضواء من الأصناف الأعلى والأرقى، وتحقق مبيعات ملموسة لدى طرحها في الأسواق قريبا جدا. لكن اللافت كان تجنب «بورشه» وسمها أو تصنيفها بعلامات «كلوب سبورت»، أو بحرفي «آر إس» التي تزين عادة النسخ الخفيفة، والشعبية نسبيا مثل سيارات «بورشه 911»، بل عمدت إلى إحياء علامة حرف «آر» لترسمها عليها، التي تشير بالإنجليزية إلى كلمة «ريسينغ»، أي «السباقات»، دلالة على قوتها، على الرغم من أنها تعتبر متواضعة بعض الشيء، بالمقارنة مع طرازات «بورشه» الأخرى. وهي بذلك ترقى كثيرا على الطرازات الأولية التي تبدأ بها «بورشه» مجموعاتها وفئاتها، من أمثال «بورشه بوكستر» المصممة أصلا للأفراد العاديين من ذوي الميزانيات المتوسطة، ولتكون أيضا في متناول الشباب العادي الطامح لأن يرى سيارة من طراز «بورشه» متوقفة أمام منزله.

ومن المميزات الأخرى لطراز «كايمان آر» الترس التفاضلي المحدود الانزلاق المعد لتوفير الثبات على المنعطفات، وحركة المقود السلسة في السرعات المنخفضة والمتوازنة في السرعات العالية. والمحرك سداسي الأسطوانات بقوة 330 حصانا مكبحيا لدى دورانه بسرعة 7200 دورة في الدقيقة. ويقع في وسط السيارة، مما يعزز توازنها وثباتها على المنعطفات الحادة. وكذلك ركبت الأسطوانات بشكل مستقيم، كعادة «بورشه»، بسعة 3436 سنتيمترا مكعبا، بحيث تولد عزم دوران يبلغ 273 رطلا/ قدم لدى دوران المحرك بسرعة 4750 دورة في الدقيقة. ويبلغ تسارع السيارة 4.7 ثانية لدى انطلاقها من نقطة الصفر، إلى سرعة 62 ميلا في الساعة، وصولا إلى سرعة قصوى تبلغ 175 ميلا في الساعة.