«مازدا» تبحث وقف إنتاجها المشترك مع «فورد».. وتسحب 65 ألف سيارة

بين مشكلتي شباك العنكبوت وارتفاع تكلفة الإنتاج في أميركا

«مازدا 6».. هل يتوقف إنتاجها الأميركي؟
TT

تواجه شركة «مازدا موتور كورب» اليابانية للسيارات مشكلتين متزامنتين: غزو حشرة العنكبوت لأنظمة الوقود لطرازها المعروف «مازدا 6» وارتفاع كلفة إنتاج مشروعها المشترك مع شركة «فورد» الأميركية.

على صعيد الغزو العنكبوتي، قررت «مازدا» سحب أكثر من 65 ألف سيارة من أسواق دول شمال ووسط أميركا بسبب تحولها إلى بؤر لحشرات العنكبوت التي تسللت إلى داخل أنظمة الوقود في هذه السيارات ونسجت شباكها داخلها.

وقد أكدت الشركة اليابانية، بنهاية الأسبوع الأول من الشهر الحالي، أنها سحبت من سوق الولايات المتحدة وحدها أكثر من 50 ألف سيارة من طراز «مازدا 6» ابتداء من 8 أبريل (نيسان) 2008 ولغاية 8 فبراير( شباط) 2010. وأوضحت شركة «مازدا» أن نوعا معينا من العنكبوت عمد إلى نسج شباكه عند فتحة تهوية خاصة بنظام الوقود مما يتسبب بإعاقة التهوية.

وقالت شركة «مازدا» والإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة في الولايات المتحدة إنه في حال انسداد فتحة التهوية «يصبح ضغط خزان الوقود سلبيا بشكل مبالغ فيه عندما يعمل نظام التحكم في الانبعاثات على طرد الأبخرة من الاسطوانة». وفي أسوأ الحالات، قد يتسبب الضغط على خزان الوقود في نهاية الأمر إلى تصدعه مما يؤدي إلى تسرب محتمل للوقود أو الاشتعال.

وقالت الشركة إنه تم تسجيل 20 حالة لدخول حشرة العنكبوت في فتحة التهوية، ولكنها أكدت أنه لم تقع أي حالات إصابة أو حرائق بسبب شباك العنكبوت هذه.

وأضافت «مازدا» أن الموزعين تلقوا تعليمات بوجوب فحص فتحة التهوية وينظفونها وأنهم سيعمدون إلى تثبيت صمام لولبي من أجل الحيلولة دون تسلل حشرات العنكبوت في المستقبل، كما أنها ستعمد إلى سحب 15 ألف سيارة من أسواق كندا والمكسيك وبورتوريكو.

مع العمل على حل مشكلة العنكبوت تواجه «مازدا» مشكلة أخرى، ولكن حسابية هذه المرة المشكلة إذ إن تقييمها للجدوى التجارية لمشروعها الإنتاجي المشترك مع شركة «فورد»، في الولايات المتحدة، أظهر أنه غير مربح، الأمر الذي دفعها إلى البحث في وقفه والاستغناء عنه كليا. واللافت، في هذا السياق، أن الطراز الذي تدرس وقف إنتاجه هو نفسه الطراز المحبب للعنكبوت، أي سيارة «مازدا 6». واستنادا إلى ما ذكرته وكالة أنباء «كيودو» اليابانية نقلا عن مصادر في الشركة لم تكشف عن هويتها، تسعى «مازدا» إلى إعادة تنظيم عملياتها الخارجية وذلك انطلاقا من وقف مشروع الإنتاج الأميركي في ولاية ميتشيغان وتحويل عمليات التصنيع إلى روسيا ودول الاقتصادات الصاعدة في آسيا وأميركا الجنوبية.

وقالت المصادر إن «مازدا» تبحث تحويل الإنتاج الأميركي لسيارات «مازدا 6»، التي يطلق عليها في اليابان اسم «أتينزا»، لتصنيعها في «ياماغوتشي» في الجزء الغربي من اليابان عام 2013 كأقرب موعد مقترح، فيما تبقي حصتها في المشروع المشترك مع «فورد» القائم على قاعدة المناصفة، مع إمكانية استئناف الإنتاج في حال تحسن السوق.

كان مصنع «مازدا» في الولايات المتحدة قد بدأ الإنتاج التجاري عام 1987، وأصبح مشروعا مشتركا مع «فورد» عام 1992.

وذكرت وكالة «كيودو» أن الإنتاج السنوي للمصنع تراجع إلى ما دون الـ200 ألف سيارة بما فيها السيارات التي تنتجها «فورد»، وهو ما يقل كثيرا عن الطاقة الإنتاجية المجمعة التي حددتها الشركتان للمصنع في حدود 240 ألف سيارة.

رغم ذلك لم تتخذ «مازدا» أي قرار نهائي بشأن مشروعها الأميركي وما زالت تعمل على التوصل إلى تحسين العمل في هذا المشروع.