«فولكس فاغن» تخطط من الآن لسيارة «المستقبل».. وتطرح نموذجين منهما في معرض جنيف الـ81

بعد استحواذها على شركة إيطالية متخصصة في التصميم والابتكار

«فولكس فاغن» تعرض نموذجين أوليين، لسيارة «غو» و«تيكس» وهما النتاج الأول لتصميم شركة «إتالديزاين غيوغيارو» الإيطالية
TT

تميّز معرض جنيف الدولي العالمي الـ81 للسيارات بعرض بطرازات جديدة للسيارات، خصوصا الهجين منها، وتلك التي تراعي شؤون البيئة.

في إطار هذه الطرازات المستحدثة برزت شركة «فولكس فاغن» بعرضها نموذجين أوليين لما سمته سيارة المستقبل، هما «غو» و«تيكس»، وهما النتاج الأول لتصميم شركة «إتالديزاين غيوغيارو» الإيطالية المتخصصة في شؤون التصميم والابتكار والتجديد، والتي أصبحت جزءا من مجموعة شركات «فولكس فاغن» العالمية.

كانت «فولكس فاغن» في سعيها الدؤوب لتعزيز مكانتها في السوق الأوروبية والعالمية قد استحوذت على هذه الشركة الإيطالية التي تعاونت معها على مدى عقود طويلة في السابق، وعهدت إليها بتطوير مفاهيم وأفكار جديدة لترجمتها إلى سيارات مستقبلية تناسب تحديات العصر وشروط السلامة التي تتعزز يوما بعد يوم، لمراعاة سلامة البيئة، كما أوضح البرفيسور مارتن ونتركورن رئيس مجموعة «فولكس فاغن» العالمية. ويؤكد رئيس «فولكس فاغن» أن التكامل بين الشركتين يهدف إلى دفعهما إلى قمة الصناعة العالمية للسيارات في عام 2018، إذ إن الهدف النهائي هو أن تتبوأ «فولكس فاغن» الموقع الثالث على لائحة أكبر المصنعين، إن لم يكن الأول إلى جانب «تويوتا» و«جنرال موتورز»، أكبر شركتين في عالم السيارات اليوم.

وهكذا جاء هذان النموذجان الأوليان ترجمة للمفهوم الجديد للسيارة لينضويا في قطاع AO للمركبات الصغيرة والمتوسطة الحجم الخاصة بالمدن، وتلك المخصصة للنقل العائلي المتعدد الأغراض MPV.

مركبة «غو» سيارة من النوع الأخير المدمج بهندسة تراعي راحة السائق ووضع جسمه، والفسحة المخصصة له، مع الحفاظ على الحجم الخارجي الصغير، وهي ميزة كبرى من الميزات التي تسعى إليها جاهدة هذه الشركة الألمانية، فطولها لا يتعدى الأمتار الأربعة، مع مراعاة كبيرة للبيئة، وضمانة كبيرة للراحة والفخامة، فضلا عن إفراد حيز كبير للأمتعة والأغراض، بينما جاء نموذج «تيكس» كمفهوم مستقبلي لسيارة رياضية حديثة، مع توفر قدرتها للنقل العائلي أيضا.

وسيعمل كلا النموذجين بنظم «فولكس فاغن» التي ابتكرت مؤخرا، فمركبة «غو» ستعمل بمبدأ «بلو - إي - موشن» الكهربائي بالكامل، في حين ستعمل «تيكس» بالنظام المزدوج الهجين الذي تعززه إمكانية وصلها ليلا، أو أثناء توقفها في مكان ما بمقبس كهربائي لتعزيز شحنة البطارية التي تستمدها عادة من المحرك البترولي أثناء التنقل والحركة. وبفضل هذه التقنيات يضمن هذان النموذجان أداء يصل إلى 240 كيلومترا تقطعها «غو» في شحنة البطارية الواحدة، و35 كيلومترا بالنسبة إلى «تيكس» إذا اعتمدت على النمط الكهربائي وحده فقط، ومستقبلا سوف يتاح لـ«فولكس فاغن» تنويع تركيب محركات هذه السيارات بحيث يمكن إما الاعتماد على المحرك الكهربائي الكامل فقط، وهو الهدف الذي تسعى إليه معظم الشركات العالمية المصنعة للسيارات حال التغلب على مشكلة شحن البطارية، وتعميم شبكة انتشار مقابس الشحن الكهربائية، تماما كمحطات الوقود التي نجدها اليوم، وإما الاعتماد على سيارات الهجين المزدوجة المحركات سواء كانت كهربائية أو عادية، مع إمكانية الاختيار بين محرك ثانٍ بترولي، أو يعمل بالديزل أو الغاز المسيل، أو العضوي، أو المركب، أو حتى محرك يعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية، أحد الإفرازات التكنولوجية المهمة لعصر صناعات الفضاء.

تغلب على تصميم «غو»، من الخارج الأسطح الزجاجية، خلاف ما عهدناه في السنوات الأخيرة من طرح طرازات لسيارات بنوافذ صغيرة نسبيا، وبذلك جرى التركيز على إتاحة المجال لدخول أكبر كمية ممكنة من الضوء الخارجي إلى داخل السيارة، ما يسمح لركابها بالاستمتاع بجو المدينة ومناظرها. ويتيح السقف الزجاجي للركاب أيضا التمتع بمنظر السماء وأعالي الأشجار والبنايات كما لو أنهم يسيرون على أقدامهم في شوارع المدن. كذلك جرى توسيع مساحة النوافذ، خصوصا الجانبية منها، مع استخدام كاميرتي فيديو صغيرتين جدا، بدلا من المرآتين الجانبيتين الكبيرتي الحجم. وهنالك أيضا كاميرا لكشف ما يوجد وراء السيارة لدى تراجعها وقيادتها عكسيا. وتوفر كل هذه التسهيلات للسائق زاوية واسعة للنظر والمراقبة، خصوصا لدى المناورة في الأماكن الضيقة، والتعامل مع المنعطفات الحادة. وتتضمن لوحة القيادة شاشة تعمل باللمس اليدوي، ونظام «جي بي إس» للملاحة الإلكترونية، ويمكن فتح الأجزاء السفلى فقط من النوافذ وإغلاقها كهربائيا بسبب الحاجة إلى خفض حجم محركاتها الكهربائية وبالتالي وزنها، مما يتيح للسائق تسديد تعريفة تعبئة الوقود لعامل المحطة المختص، أو دفع رسوم ضرائب الطرقات عند الحواجز المخصصة لها من دون أي صعوبة.

بالنسبة إلى راحة الركاب وتفاعلهم مع الحيز المحيط بهم داخل السيارة، حرصت «فولكس فاغن» على مراعاة كل التفاصيل حتى الصغيرة منها، ابتداء من دخول الراكب إلى السيارة، ومرورا بشكل المقاعد الأربعة التي يمكن تعديل وضعها جميعها، وانتهاء بالعدادات الموجودة على لوحة القيادة وأسلوب القيادة. ويمكن طي المقعدين الخلفيين عن طريق استخدام آلة إلكترونية، وأخرى للتحكم عن بُعد، تجعلهما يتساويان مع أرضية السيارة الخلفية لزيادة حيز التحميل إلى سعة 525 لترا.

أما نموذج «تيكس» (MPV) فهو مركبة رباعية الركاب بدفع أمامي للعجلات، ولها مميزات رياضية أيضا على الرغم من أنها سيارة «MPV» عائلية، على حد قول شركة «إتالديزاين غويغيارو»، فهي مدمجة، صغيرة الحجم بارتفاع 1.355 متر، وعرض 1.750 متر. وتتميز بتشبث عجلاتها من قياس 19 بوصة بالأرض. وهي في الواقع تشبه سيارة «كوبيه» ذات البابين، مع مقدمة رياضية عدوانية. ويميز المقدمة شبك أسطواني يغطي من الأمام محركا بشحن توربيني سعة 1.4 لتر. والجدير بالذكر على هذا الصعيد أن الزجاج الأمامي وسقف السيارة الزجاجي مؤلفان من قطعة واحدة يمكن تعتيمهما إلكترونيا في حال احتاج الركاب إلى الوقاية من أشعة الشمس ووهجها الشديد. وهي على غرار شقيقتها «غو»، تراعي إلى أقصى حد تفاعل الراكب وراحته معها.