«إف إف».. أول سيارة من «فيراري» بشخصية مختلفة عن شقيقاتها

خرجت عن التقاليد لتجاري الأسواق الصينية والهندية والروسية

«فيراري إف إف».. لدى اختبارها على ثلوج طرقات إيطاليا
TT

سوق السيارات المتفوقة تتغير باستمرار، لا سيما بالنسبة إلى القليلين القادرين على شرائها. ويبدو أن العدد المتزايد من مشتري «فيراري» وسيارات «الباب الأول» الأخرى من فئة الأداء العالي جدا في كل من الصين والهند وروسيا، بدأ يترك على طرازات السيارات الرياضية الفخمة بصمات أذواقهم المختلفة عن أذواق الزبائن الأوروبيين والأميركيين، رغم أن هؤلاء يشكلون السوق الراسخة لمثل هذه المركبات.

انطلاقا من هذا الفارق كان سعي «فيراري» لإدخال معطيات جديدة على تصاميمها أملا في توسيع نطاق أسواقها، خاصة بعدما رأت نجاح «بورشه» اللافت في تسويق طرازات «كايين» و«باناميرا» في هذه الدول. وعليه قررت «فيراري» أن تحذو حذو «بورشه»، فجاءت «فيراري إف إف» الجديدة متغيرة بشكل جذري عن السابقات من شقيقاتها.

طراز «فيراري» الجديد قد يعتبر خلفا للطراز القديم الناجح جدا «611 سكاغلياتي». لكنه أكثر قدرة وأكبر حجما بحيث إنه بات يتربع على رأس مجموعة «فيراري» كلها على صعيد الأداء العالي. بيد أن بعض المحللين انتقدوا القوة الكبيرة لمحركها، والتي تصل إلى 660 حصانا، تولدها اسطواناتها الـ12 (على شكل V)، فضلا عما يصدر عنه من هدير عال من أنبوب العادم، وهو الهدير الذي يعتبر جزءا من سمات «فيراري» الدائمة.

منتقدو السيارة يقولون إن المستهلك الصيني، أو الهندي، أو الروسي، ليس معتادا على مثل هذه القوة الكبيرة في محرك سيارته. لكن الشركة الإيطالية ربما أرادت أن تثبت لهم أن مركباتها هي دائما في المرتبة الأولى على أصعدة القوة والسرعة وخوض السباقات.

والعامل الأبرز في اختلاف فيراري «إف إف» عن شقيقاتها يظهر في تصميم السيارة الذي يختلف عن كل سابقاتها تقريبا، فهي تعمل بدفع رباعي على العجلات جميعها، الأمر الذي أذهل القلائل الذين تسنى لهم تجربتها وأثار اهتمام مراقبي شؤون السيارات. كذلك جرى توفير مساحة كبيرة لجلوس أربعة أشخاص بالغين في السيارة براحة تامة، وهو تدبير لم تقدم عليه «فيراري» من ذي قبل، لكن من دون التقليل من الطابع الرياضي الذي تتحلى بها جميع مركباتها. كما أن التقنية العالية التي أضفيت إلى السيارة تجعل ركابها يرتاحون في سفرهم مهما كانت حالة الطرق، سواء كانت مضامير للسباقات، أو طرقا عادية، أو طرق وعرة بعض الشيء، فالسيارة رياضية أصلا، ووعرة بنسبة محدودة.

طبعا تتطلب سمعة «فيراري» أداء عاليا يؤكد طابعها الرياضي. وطراز «إف إف» استحق هذه السمعة عن جدارة، حتى إن البعض وصفوه بأنه أشبه بسفينة القيادة في أسطول الشركة: محركها سعة 6.3 لتر جديد بالكامل، ويعمل بالحقن المباشر للوقود كسائر طرازات «فيراري»، وفقا للمواصفات التي بدأ تطبيقها في الصين والهند وروسيا، والتي سبقتها إليها سائر البلدان الغربية الأخرى. كما أن عزم الدوران يبلغ 504 أرطال قدم، تتوافر نسبة 80 في المائة منه لدى دوران المحرك بسرعة 1750 دورة في الدقيقة فقط. ومثل هذه القوة الكبيرة تدفع العجلتين الخلفيتين بواسطة آخر ما توصلت إليه «فيراري» في مضمار الدفع، أي علبة التروس الأوتوماتيكية السباعية السرعات العاملة بقابض (كلتش) مزدوج، والمركبة في الجزء الخلفي للسيارة بغية توزيع وزنها بشكل متوازن. لكن السيارة تدفع العجلتين الأماميتين أيضا بشكل مباشر عن طريق عمود مرفقي (جذع إدارة) يعمل جزئيا عبر علبة تروس منفصلة. وهذا يعني انتفاء الاتصال الطبيعي بين محوري العجلات الأمامي والخلفي المعمول به في معظم سيارات الدفع الرباعي، مما يعني أن سيارة «إف إف» تعمل في معظم الأوقات بالدفع على العجلتين الخلفيتين، بحيث لا يصل الدفع إلى العجلتين الأماميتين، إلا عند الحاجة.

غير أن الحديث عن الدفع على العجلات الأربع لا يعني أن المركبة بطيئة نسبيا كما هو الحال مع هذا النوع من السيارات، فهي سيارة سريعة جدا تشب حتى عند المنعطفات الجبلية الضيقة. تسارعها من نقطة الصفر إلى سرعة 62 ميلا في الساعة يستغرق 3.7 ثانية فقط، وإلى سرعة 124 ميلا 11 ثانية، خاصة أن دورات محركها في الدقيقة الواحدة تصل إلى حدود 8000 دورة. وهكذا تثبت «فيراري» مرة أخرى أنها تلتزم فعلا بشعار «الحصان الجامح» الذي يزين مقدمة جميع سياراتها. وهي بذلك تشبه شقيقتها الصغرى «458» ذات الاسطوانات الثماني. وقائدها يشعر بقوتها الكبيرة حتى عندما يكون عزم الدوران في أدنى مستوياته عند دوران المحرك بسرعة بطيئة، مما يعني امتلاكها قدرة فورية على الوثوب بسرعة إلى الأمام، انطلاقا من أي سرعة كانت.

وعلى غرار شقيقتيها الصغيرتين «458» و«599»، بمجرد أن يحول سائق طراز الـ«إف إف» سيارته إلى نمط السباقات - عن طريق كبسة زر في مقودها - تصبح دواسة الوقود أكثر حساسية، وعلبة التروس أكثر سرعة واستجابة، ونظام التعليق أكثر قسوة وصلابة، ونظم الدعم الأخرى - مثل التحكم بالدفع على سبيل المثال - شبيهة بسيارة سباق الـ«فورميولا1». فما إن يكبس السائق دواسة البنزين إلى آخرها على الطرق الزلقة، أو عند منعطف ضيق، حتى تتولى «إف إف»، خلافا لشقيقتها «599» التي تفقد عادة موازنة الدفع في مثل هكذا أحوال، تعديل وضعها ليستقيم اتجاهها، ولتخرج من المنعطف من دون أن تحيد عن وجهة الطريق. وتقوم شاشة عرض واضحة بشرح ما حصل.

وقد جهزت السيارة أيضا بنظام تحكم بثباتها يعزز من عامل السلامة في السرعات العالية والقيادة العصبية. وهو يعمل بمخمدات مغناطيسية كهربائية من الجيل الثالث، فضلا عن نظام التعليق الذي يستجيب لأوضاع القيادة.

أما داخل السيارة فقد حافظ على شبهه بسائر سيارات «فيراري». ورغم أن تصميم الـ«إف إف» مميز جدا، فإن وجود الألياف الكربونية بكثرة، لا سيما على المقود، يجعله يبدو رخيصا بعض الشيء، رغم متانة هذه المادة، وخفة وزنها، وكلفتها العالية، فهي مادة مركبة من صناعات القطاع الفضائي. كذلك فإن بعض المفاتيح تبدو رخيصة أيضا وغير متوقعة في سيارة ثمنها نحو ربع مليون جنيه إسترليني. وهذا الرخص لا يوفر أيضا نظام الملاحة الإلكتروني بالأقمار الصناعية، الذي لا يبدو على قدر المستوى المطلوب في سيارة من هذا النوع وبهذا السعر.

إلا أن من إيجابيات الطراز الجديد - إلى جانب ميزاته الأخرى - توفيره لمساحة كافية للحقائب والأمتعة تبلغ سعتها 450 لترا، أو 800 لتر في حال طي المقعدين الخلفيين، مما يجعل هذه السيارة عملية جدا.

* السعر: 227.026 جنيها إسترلينيا

* تطرح في الأسواق في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل

* السيارات المنافسة لها: «أستون مارتن رابيد»، «بورشه بانوراما تيربو»، «بينتلي كونتيننتال جي تي»، «مارسيدس سي إل 65»، «إيه إم جي».

* السرعة القصوى: أكثر من 200 ميل في الساعة

* الحسنات: الشكل الأنيق، صوت المحرك الهادر، مرونتها العالية

* السيئات: تعطشها للوقود، بعض المكونات الثانوية التي تبدو رخيصة، نظام الملاحة

* تنفث عادما يبلغ 360 غراما/ كم من ثاني أكسيد الكربون

* مكابح خزفية (سيراميكية) كربونية للجم قوتها الكبيرة