«فيراري» تدخل السوق الهندية للحاق بالأعداد المتزايدة للمليارديرات الجدد

رغم أن حالة معظم الطرق لا تزال رديئة

«فيراري».. في إطلالة هندية
TT

افتتحت شركة «فيراري» الإيطالية لإنتاج السيارات الرياضية أول منفذ بيع لها داخل الهند مؤخرا. ومن المقرر أن تتوافر عبر هذا المنفذ جميع الطرز الكبرى التي تنتجها الشركة، «كاليفورنيا» و«458 إيطاليا» و«599 جي تي بي فيورانو»، إضافة إلى أحدث ابتكاراتها «إف إف».

في السنوات الأخيرة برزت الهند كأكثر الأسواق جذبا للشركات المصنعة للسيارات الرياضية، وذلك بفضل أعداد المليارديرات المتزايد بين أبنائها والذين يبدون ميلا إلى اقتناء طائرات نفاثة خاصة ويخوت وسيارات حديثة سريعة، رغم أن الطرق الهندية لا تزال أحوالها متردية.

يذكر أن كلا من «أستون مارتن» و«بوغاتي» و«مازراتي» و«كونيغسيغ» اقتحمت السوق الهندية في الشهور الأخيرة، لتزيد بذلك من نطاق الخيارات المتوافرة للمستهلك الهندي والمتمثلة بسيارات «رولز رويس» و«بنتلي» و«لامبرغيني» الفخمة والمكلفة.

وتعد الهند ثاني أسرع أسواق السيارات نموا في العالم بعد الصين. وقد بلغت مبيعات السيارات الفاخرة في الهند العام الماضي 15.702، بينها نحو 300 من السيارات المعتبرة فائقة الفخامة. وتنمو السوق الهندية بمعدل يقارب 60%. وكانت «بورشه» أول شركة سيارات رياضية فاخرة تدخل السوق الهندية. وقد طرحت مجموعة كاملة من سياراتها في الهند كان في مقدّمتها «جونيور 911» و«بوكستر» و«كايمان».

وتأمل «فيراري»، المملوكة لـ«فيات»، في بيع 100 سيارة من إنتاجها في الهند على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة. وقد وضعت قائمة بالـ100.000 هندي الأكثر ثراء من حيث صافي الدخل، وبينهم مهنيون ناجحون ورجال أعمال ونجوم في «بوليوود» تأمل في اجتذابهم إلى سياراتها. ولدى الشركة الإيطالية أيضا خططا لافتتاح معرض ثانٍ لها في مومباي في وقت لاحق من العام الحالي، في وقت أثبتت فيه وجودها في العاصمة دلهي. ومن المعروف أنه يوجد بالفعل داخل الهند 50 سيارة «فيراري»، مستوردة جميعها من الخارج رغم اضطرار أصحابها إلى دفع الرسوم الجمركية الباهظة التي تفرض على السيارات المستوردة. ومن بين هؤلاء ساشين تندولكار، لاعب الكريكيت الشهير، الذي أعفي من الضرائب على سيارته كامتياز خاص له.

يذكر أن الضرائب المفروضة على السيارات المستوردة يرفع سعرها إلى الضعف تقريبا، لكن هذا الأمر لا يثير قلق مالكي سيارات «فيراري» لأن نوعية العملاء الذين تستهدفهم الشركة ليسوا من الشريحة التي تعتبر ارتفاع الأسعار عائقا في وجهها.

منذ انطلاقها في أبريل (نيسان) في شبه القارة الهندية، تمكنت «أستون مارتن» البريطانية من بيع 20 سيارة داخل الهند. ومن المتوقع أن تبيع المزيد قبل نهاية العام. إلا أن المفاجأة كانت أن أحدا لم يتوقع أن تجد «أستون مارتن» لنفسها سوقا كبيرة في الهند. ونظرا لشعورها بالثقة تجاه بدايتها في الهند، أعلنت «أستون مارتن» أنها ستبيع 100 سيارة خلال عام 2012.

يذكر أن «أستون مارتن»، المشهورة بارتباطها بأفلام جيمس بوند طرحت مجمل طرزها داخل الهند، التي تبدأ أسعارها من 10 ملايين روبية وصولا إلى 200 مليون روبية، وهو سعر سيارتها الكوبيه ذات البابين التي لم تطرح منها سوى أعداد محدودة.

من جهته قال مارك كينورثي، المدير العام لـ«أستون مارتن»، إن قابلية الاقتصاد الهندي للتعويم والأعداد سريعة التنامي للأثرياء دفعتا الشركة لاقتحام السوق الهندية. وأضاف: «لقد عكفنا على دراسة السوق لمدة عامين، وخلصنا إلى أنها آخذة في النمو، وقد بدأ الأفراد هنا في استيراد سياراتنا عبر مصادر أخرى. وعليه قررنا أن نوفر لهم سياراتنا بصورة مباشرة».

بدأت «أستون مارتن» رحلتها في الهند بمصنع في مومباي ينتج «في 8 فانتاج رودستر» و«في 8 فانتاج كوبيه» و«في 12 فانتاج» و«دي بي 9 فولانتي» و«دي بي 9 كوبيه» و«دي بي إس فولانتي» و«دي بي إس كوبيه» و«رابيدي». كما ستتاح «فيراج» و«في 8 فنتاج إس» الجديدتان أمام العملاء لإجراء اختبارات قيادة لهما.

ومن المقرر أن تبيع «مازراتي»، شقيقة «فيراري» ثلاثة طرز في الهند، وهي: «كواتروبورت سيدان» و«فران توريسمو» و«غران كابريو». وتبدأ أسعار هذه السيارات من 12 مليون روبية. وأفاد مسؤولون أنه من المتوقع أن تشهد المبيعات ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الثلاث القادمة مع إقدام المزيد من الهنود على شراء هذه النوعية من السيارات مع تزايد ثرائهم. وتنوي الشركة افتتاح توكيلات لها داخل سبعة مدن بحلول عام 2015، لكنها رفضت تحديد هدف المبيعات الذي وضعته نصب عينيها.

وذكرت «مازراتي» أن مبيعاتها العالمية ارتفعت بنسبة 18% عام 2010، حيث باعت 5.776 وحدة، وشكلت الولايات المتحدة السوق الكبرى لها بمبيعات تجاوزت 2.000 وحدة. أما الصين فجاءت في مقدمة أسواق الشرطة داخل آسيا، وبيعت بها 402 وحدة العام الماضي.

وفي إضافة إلى السيارات الفارهة المطروحة في الهند، من المقرر أن تطرح شركة «باغاني» الإيطالية سياراتها طراز «هويرا». وتأمل الشركة في بيع السيارة الواحدة مقابل 150 مليون روبية، وتبدي تفاؤلا كبيرا بإمكانات مبيعاتها. تتميز «هويرا» بمحرك 598 سي سي، وبإمكانها الانتقال من نقطة الصفر إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 3.5 ثانية، ويبلغ الحد الأقصى لسرعتها 370 كيلومترا في الساعة.

وخلال العام الماضي طرحت بالأسواق السيارة «بوغاتي فيرون»، وهي أسرع سيارة رياضية حتى الآن، إذ تبلغ سرعتها 431 كيلومترا في الساعة ويبدأ سعرها من 160 مليون روبية. ويقال إن قرابة ست سيارات من هذا الطراز حجزها بالفعل عملاء هنود. ومن بين السيارات الجديدة الأخرى المطروحة في الهند «كنغساغ أغرا» التي يصل سعرها إلى 130 مليون روبية، وهي مزودة بمحرك تربو «V8» سعة 5 لترات، بقوة 1.115 حصان. وهي تصل لسرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 2.9 ثانية فقط. ومن المقرر أن تباع السيارة مباشرة إلى الأثرياء الهنود من دون الاعتماد على توكيلات.

أما «مرسيدس - بنز» فقد طرحت في سوق الهند سيارتين رياضيتين جديدتين تصنعان كسيارات فاخرة هما: «إس إل 350» و«جي إل 500». وتتوقع الشركة أن يجتذب الطرازان العملاء الأوفياء للشركة وأن يلقيا اهتماما واسعا من وسائل الإعلام. ووصفت الشركة الطرازين بأنهما من أفضل ما أبدعت على الإطلاق.

وبالنظر إلى أعداد المتحمسين لاقتناء سيارات فارهة في الهند اليوم تبدو الشركة فخورة للغاية بنجاحها الكبير في الهند. ويذكر أن سعر «إس إل 350» يبلغ 9.85 مليون روبية، وهي مزودة بمحرك «6 V» سعة 3.5 لتر. وقد حددت سعر «جي إل 500» بـ8.09 مليون روبية. وهي مزودة بمحرك «6V» سعة 5.4 لترات.

جدير بالذكر أن «لامبرغيني» واحدة من أكثر السيارات الرياضية الفاخرة شهرة على المستوى العالمي، وهي تطرح نوعين من السيارات داخل الهند.

ومن المقرر أن تجعل اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، التي قد توقع في يوليو (تموز) المقبل، أسعار سيارات مثل «رولز رويس» و«بنتلي» و«لامبرغيني» و«استون مارتن» و«بوغاتي فيرون» و«كنغساغ أغرا» و«مازراتي» وغيرها أرخص مما هي عليه حاليا.

وتعد الكثير من السيارات الفارهة المتوافرة في الهند اليوم مستوردة، مما يجعلها خاضعة لرسوم وضرائب باهظة، علاوة على رسوم جمركية تبلغ 110%، وهو ما يفسر الارتفاع الهائل في أسعارها في الهند.

كما يجري تجميع بعض السيارات مرتفعة السعر داخل الهند، والتي عادة ما تفرض عليها رسوم بنسبة من سعرها 30%. وفي إطار اتفاقيات التجارة الحرة عادة ما تكون الرسوم أقل. وترغب صناعة السيارات في تقليص المستوى الأساسي للرسوم في الهند من 60% إلى 30%. لكن لم يعرف بعد المستوى الذي ستحدده الدولة لهذه الرسوم في حال توقيع اتفاق تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي. إلا أن من المؤكد أنها ستكون أدنى من 60%.