اختيار نظام الدفع الأكثر ملاءمة للسيارات الكهربائية يؤخر نزولها إلى السوق

«دايملر» الألمانية و«جنرال موتورز» الأميركية تتنافسان على سيارة الغد

السيارات الكهربائية أصبح اقتناؤها موضع بحث جدي بين العديد من رواد المعارض الدولية للسيارات
TT

لم يعد أي معرض دولي للسيارات يخلو من السيارات الكهربائية بحيث أصبح اقتناؤها موضع بحث جدي بين العديد من رواد هذه المعارض، خصوصا الحريصين بينهم على تحقيق توفير في استهلاك الوقود.

ولكن، خلافا لما توحيه معارض السيارات ولما تود الشركات المصنعة الإيحاء به، لا تزال معظم نماذج السيارات الكهربائية في مرحلة التصميمات الأولية فحسب.

ورغم ما حققته أقسام الهندسة في الشركات الكبرى من تصاميم جذابة وجريئة لنماذج السيارات الكهربائية، لا تزال هذه الشركات تواجه معضلة اختيار التقنية الأكثر ملاءمة لسياراتها على المدى الطويل، وتحديدا هل ستكون السيارات العاملة على البطاريات أم العاملة على وقود الهيدروجين لإنتاج الكهرباء من خلال خلية وقود.

هذا الإشكال التقني لم يحل دون استمرار شركات السيارات الكبرى في البحث عن نظام الدفع الأنسب والجدي للمدى الطويل.

وعلى هذا الصعيد بدأت كل من «جنرال موتورز» الأميركية و«دايملر» الألمانية في خوض سباق تقني دقيق للتوصل إلى الخيار الأنسب لسيارة المستقبل، مما يوحي بأنهما سيكونان في طليعة شركات «عصر الكهربة».

«دايملر» الألمانية و«جنرال موتورز» الأميركية تتنافسان على المستقبل وفي الآونة الأخيرة شهد هذا السباق تقديم «دايملر» الموعد المقرر لإنتاجها التجاري لسيارات مزودة بخلايا الوقود 12 شهرا، أي أن يبدأ تصنيعها في عام 2014.

وفيما يعتقد بعض خبراء صناعة السيارات أن نظام السحب الكهربائي سوف يكون النظام السائد في قطاع السيارات، يرجح هؤلاء الخبراء أن تكمل البطاريات وخلايا الوقود بعضها بعضا بحيث تكتسب خلية الوقود أهمية متزايدة على المدى الطويل. ولكن مشكلة نظام خلايا الوقود أنه لا يزال في بدايات تطويره. وأكثر الخبراء تفاؤلا لا يتوقعون إنتاج سيارات تعمل بخلايا الوقود، بكميات تجارية، قبل عام 2025.

وتنتج خلية الوقود الطاقة الكهربائية من خلال خلط الهيدروجين (الوقود) بالأكسجين (من الهواء) من خلال عنصر محفز مثل البلاتينيوم. كما أنها تزيل عائقا جديا يعترض، حتى الآن، إنتاج السيارة الكهربائية العملية، وهو المدى المحدود لشحنة بطارية هذه السيارة، إذ يمكن للسيارات التي تعمل بخلايا الوقود أن يتراوح مداها ما بين 400 و750 كيلومترا. بالمقارنة لا تستطيع السيارات العاملة بالكهرباء بشكل كامل أن تبلغ مدى يتجاوز الـ150 كيلومترا بكثير دون التزود بشحنة جديدة من مقبس تيار كهربائي.

والجدير بالذكر أن عملية إعادة التزود بالوقود التي تستغرق وقتا طويلا مبعث قلق ظاهر لأصحاب السيارات التي تعمل بخلايا الوقود. إلا أن التطور المحقق حديثا الذي يتيح إعادة التزود بالوقود في غضون 3 دقائق خفف من أهمية هذا العائق.

ومن المعروف أن الانبعاثات الكربونية الناجمة عن السيارات التي تعمل بخلايا الوقود تتحسن بصورة كبيرة إذا كان مصدر الكهرباء المستخدمة لتوليد وقود الهيدروجين مصدرا نظيفا ومتجددا. ولكن توليد الهيدروجين ما زال يتم، حتى الآن، بواسطة حرق الوقود الأحفوري (مثل الغاز)، مما يتسبب في انبعاث ثاني أكسيد الكربون، العدو المعلن للبيئة.