«أودي كيو 3».. الوجه الجديد والمقتدر للسيارات الوعرية المدمجة

تبدو مرشحة لمنافسة مباشرة مع طراز «رينغ روفر إيفوك»

TT

إن كنت ترغب في شراء سيارة وعرية كبيرة للعمل خارج الطرقات العادية، لم يكن لك خيار في السابق سوى اللجوء إلى شركة «لاند روفر» وسياراتها من طراز «رينغ روفر» وشقيقاتها، أو إلى شركة «تويوتا» وأسطولها من سيارات «لاند كروزر» ومشتقاتها.

لكن هذه الخيارات توسعت مع الزمن، في وقت ازداد فيه الوعي العالمي بمخاطر تلويث البيئة وتأثير بصمة ثاني أكسيد الكربون عليها. وازداد هذا الوعي ضغطا على المستهلك الغربي بعد أن فرضت ضرائب عالية على السيارات كبيرة الحجم، وارتفعت بشكل حاد أسعار الوقود والمحروقات، في وقت دفعت فيه ظاهرة الازدحام في المدن الكبرى المسؤولين إلى إعادة النظر في السيارة المفضلة للظروف الراهنة.

على خلفية هذه التطورات بدأت صناعة السيارات في التأقلم مع الواقع البيئي والاقتصادي للمجتمعات الغربية، فشرعت في طرح أجيال جديدة من السيارات الرياضية الوعرية المتعددة الأغراض - التي يطلق عليها اختصارا اسم «إس يو في» - تختلف عن سابقاتها في كونها صغيرة ومدمجة، وإن ظلت تعمل بدفع على العجلات الأربع كلها، وبالتالي حافظت على مواصفات سابقاتها وشقيقاتها من المركبات الكبيرة على صعيد القدرة على التعامل مع الطرق الوعرة، والمحافظة على الموقع المرتفع للسائق والركاب خلال قيادتها، مع الاحتفاظ أيضا، قدر الإمكان، برحابة مقبولة لمقصورتها الداخلية.

ولعل أفضل مثال على هذا الجيل من السيارات هو سيارة «أودي كيو 3»، الشقيقة الصغرى لـ«كيو 5» المتوسطة الحجم، و«كيو 7» الكبيرة الحجم.

«كيو 3» سوف تطرح في الأسواق الأوروبية وعدد من الأقطار العالمية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لتنضم إلى أسطول المركبات الأخرى من الصناعات العالمية، مثل «بي إم دبليو إكس 1»، و«رينغ روفر إيفوك» - التي سبقتها شهرتها حتى قبل ظهورها والتي ستطرح في صالات العرض في سبتمبر (أيلول) المقبل - و«نيسان قشقاي»، و«تويوتا راف 4» وغيرها، بحيث أضحت القائمة طويلة لا يمكن حصرها.

الناظر إلى سيارة «أودي» الجديدة من الخارج يلاحظ أنها لا تختلف كثيرا، من حيث الشكل، عن سائر سيارات «أودي»: المظهر قوي، البصمة كبيرة على الطرقات رغم أنها من أصغر سيارات «أودي» حجما، علما بأن البعض يعتبرها مركبة متحولة (كروس أوفر) أكثر منها سيارة وعرية صميمة. والواقع أنها أطول ببوصة واحدة فقط من سيارة «فورد فوكس» الخماسية الأبواب، وأعلى منها بنحو 5.5 بوصة، لكنها «أنحف» منها عرضا ببوصة واحدة أيضا تقريبا.

من الداخل تبدو «كيو 3» سيارة كلاسيكية بالكامل، مجهزة بأسطح من الألمنيوم المصقول، مما يضفي عليها سمات أصالة في نوعها وطابعا فريدا في فئتها التي اشتهرت بها مركبات «أودي» وتميزت بها عن المركبات الأخرى.

وتنسحب هذه الجودة على سائر أقسام السيارة، ابتداء من ساعد ناقل الحركة اليدوي المتين السداسي السرعات، إلى المقصورة الواسعة، إضافة إلى الحجم الواسع نسبيا، والمقاعد المريحة، والمساحات الرحبة - كمعدل ارتفاع سقف السيارة عن رؤوس الركاب مثلا - والفسحات الواسعة لأقدامهم، حتى بالنسبة إلى طوال القامة منهم.

وسوف تطرح السيارة عند إطلاقها بخيارات متعددة للمحركات تتلاءم وأذواق الجميع، فهنالك المحرك الاقتصادي البترولي بقوة 168 حصانا مكبحيا، والمحرك الآخر «تيست» سعة لترين (بترولي أيضا) بقوة 208 أحصنة مكبحية، في ما يعتبر محاولة ناجحة لاستخلاص مثل هذه القوة من هكذا سعة محدودة للمحرك. وهنالك أيضا محرك الديزل المشحون توربينيا بقوة 175 حصانا مكبحيا. وستطرح «أودي» لاحقا هذه المركبة بمحرك ديزل أصغر بشحن توربيني لاستخدامه بصورة رئيسية في أوروبا، نظرا لارتفاع أسعار الوقود في معظم دول القارة، وسيكون بقوة 138 حصانا مكبحيا لدى دوران المحرك بسرعة 4200 دورة في الدقيقة، بعزم دوران يبلغ 236 رطل قدم لدى دوران المحرك بسرعة 1750 دورة بالدقيقة. والمحركات عادة من هذا الصنف لا تنشط تماما إلى العمل، إلا عند القساوة والضغط عليها، لكن من حسن الحظ هنا أن هذا المحرك لا يحتاج إلى مثل هذه القساوة كونه يوفر عزم دوران غزيرا على السرعات المنخفضة. وهو يشكل المدخل الأولي للمحركات الأخرى، والذي سيدفع المركبة عن طريق العجلتين الأماميتين، خلافا لسائر طرازات «أودي» الأخرى، التي تركز دائما على العجلتين الخلفيتين.

يبلغ وزن طراز المحرك الصغير 1445 كيلوغراما، مما يجعله يقطع مسافة 54.3 ميل في الغالون الواحد من وقود الديزل نافثا 138 غراما فقط من ثاني أكسيد الكربون في الكيلومتر الواحد. وتستطيع المركبة بلوغ سرعة 62 ميلا في الساعة، انطلاقا من نقطة الصفر، خلال 9.9 ثانية، وصولا إلى سرعة قصوى تبلغ 126 ميلا في الساعة.

ويقول بعض الذين أوصوا على «أودي» الصغيرة لكي يتسلموها في نوفمبر المقبل، إنها حتى بمحركها الديزل الصغير نشطة جدا على الطرق الصعبة، وإنها رغم كونها سيارة «إس يو في»، تتميز عادة بارتفاع مركز الجاذبية، الذي هو بدوره من خصائص السيارات الوعرة، ويؤكدون أنها أثبتت مرونتها على جميع أنواع الطرق تقريبا.

وينتظر هواة السيارات بفارغ الصبر ظهور هذا الوجه الجديد الصغير من سيارات «أودي» المخصص لشريحة المستهلكين القادرين ماديا والراغبين في اقتناء سيارات صغيرة تتمتع بإمكانيات وقدرات كبيرة.

ومعظم هؤلاء يرغبون أيضا في مقارنتها بسيارة «رينغ روفر إيفوك» العالية الفخامة والمتوقع ظهورها هي الأخرى في التاريخ ذاته تقريبا لمعرفة أي من السيارتين «ستخطف» وهج السيارة الأكثر شعبية.