«بورشه كايين ـ جي تي إس 2011» تجمع خصائص رياضية وديناميكية فذة

بورشه كايين «جي تي إس»
TT

تجتمع في السيارة «بورشه كايين - جي تي إس» (Cayenne GTS) الكثير من المزايا الرياضية التي تتيحها الشركة في سياراتها الرياضية الأخرى، ولكن في هيكل رباعي يتسع لخمسة ركاب. وهي توفر لسائقها إمكانية اختيار الانطلاق الرياضي بالضغط على مفتاح تشغيل خاص يتوافر كتجهيز قياسي. كما تجمع للمرة الأولى بين نظام تعليق جديد يعتمد على ضغط الهواء بنوابض فولاذية وبين نظام «بورشه» للتحكم الفعال بالتعليق الذي اقتصر حتى الآن على السيارات الرياضية التي تنتجها الشركة.

ويختلف طراز «جي تي إس» الرياضي عن طراز «كايين» العادي في بعض الملامح الخارجية، مثل أقواس العجلات المتسعة إلى الخارج بنحو 14 ميليمترا، وانخفاضها النسبي عن «كايين» العادية. كما تشبه المقدمة تصميم «بورشه توربو» الرياضية. وهي أقصر من سابقتها وتتوفر بعجلات قطرها 21 بوصة كتجهيز قياسي. وتتميز المقدمة بفتحات تبريد كبيرة نسبيا. ويساعد عاكس الهواء المثبت في أعلى السقف الخلفي على تحسين الانسيابية، كما تتميز بحواف سوداء اللون للنوافذ. وتتميز السيارة بجسم «مغلفن» يحميها من الصدأ مدى الحياة. وهي تتمتع بانسيابية ملحوظة، حيث لا يزيد معامل مقاومة الهواء فيها على 0.36 درجة.

المقصورة الداخلية مرتفعة عن سطح الطريق وتوفر للسائق رؤية جيدة من كل الزوايا. وهي تتسم بمعالم رياضية تبدأ من العتبات الفولاذية التي تحمل اسم «كايين - جي تي إس» وحتى تفاصيل لوحة القيادة والأبواب المطعمة بحواف من الألومنيوم المعالج. ويستمتع السائق والراكب الأمامي بمقاعد رياضية جديدة يمكن تعديل وضعيتها من 12 زاوية بالإضافة إلى دعامات جانبية بارزة تسهم في تثبيت الركاب في مقاعدهم أثناء المناورات الحادة.

وتقول الشركة إنها صممت المقاعد الخلفية خصيصا لهذا السيارة، لكي تتسم بالمساحة الكبيرة مع المرونة في الطي إلى أقسام منفصلة. ويستفيد الراكب الأمامي من مسند رأس يمكن تحريكه كهربائيا ومن مسند يد خاص به على الكونسول الوسطي. وتجهز المقاعد وتفاصيل المقصورة بالجلد الناعم من نوع «الكانترا». ويتمتع الراكبان الخلفيان بمقعدين رياضيين في وضعية جيدة، كما يمكن إضافة راكب ثالث في الوسط. ويتسع صندوق «كايين» للأمتعة لحجم 540 لترا مكعبا يمكن زيادتها ثلاثة أضعاف، بطي المقاعد الخلفية.

ويعمل المحرك ذو الثماني أسطوانات بتقنية الحقن المباشر للوقود. وهو بسعة 4.8 لتر، ويوفر للسيارة قدرة 405 أحصنة بزيادة 20 حصانا بالمقارنة مع «كايين إس». كما يوفر عزم دوران يبلغ 500 نيوتن/متر. وتنطلق السيارة بناقل يدوي بست سرعات أو آخر «أوتوماتيكي تبترونيك»، وتصل إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 6.1 ثانية. وهي تحقق سرعة قصوى قدرها 253 كيلومترا في الساعة. وتقطع بغالون الوقود الواحد من 20 إلى 24 ميلا.

واستطاعت الشركة زيادة قدرة المحرك بعد تعديلات داخلية لتنعيم وتوسيع مداخل الهواء وتعديل توقيت الإشعال من أجل تشغيل أكثر كفاءة وقوة. ويعمل المحرك بأسلوب التزييت الجاف الذي لا يحتاج إلى خزان زيت. ويتوافق المحرك مع أحدث معايير نظافة التشغيل في أوروبا. ويعمل المحرك عبر أربع كامات علوية وأربعة صمامات لكل أسطوانة مع نظام «فاريوكام»، لتغيير توقيت عمل الصمامات.

ويتميز المحرك بإشعال إلكتروني ونظام تحكم في الوظائف. وهو لا يفرز أكثر من 332 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر تقطعه السيارة.

من المزايا التقنية التي توفرها السيارة نظام بمنع تمايل السيارة في المنحنيات، ويطلق عليه اسم «التحكم الديناميكي بالهيكل»، وهو يوفر تعويضا شبه كامل لميلان جسم السيارة في كل ظروف القيادة، وخصوصا عند المنعطفات.

ويختار السائق عبر ضغط زر في الكونسول الوسطي نمط التشغيل الاقتصادي الذي يحافظ على أدنى نسبة من استهلاك الوقود أو التشغيل الرياضي. ويغير النظام الرياضي من تعامل السيارة وأنظمتها، مع ضغط بدال الوقود لكي تكون التلبية فورية ورياضية، مع تشديد أنظمة التعليق أيضا.

وتتاح السيارة أيضا بخيار النقل الأوتوماتيكي من على المقود، تبترونيك، كما تتاح لها الكثير من المزايا الرباعية مثل تثبيت السيارة على المطالع والهضبات في النقل الأوتوماتيكي واليدوي على السواء، لمنع السيارة من التقهقر لدى تعشيق النسب الأمامية أثناء صعود تل أو مرتفع.

ويمكن اختيار التعليق بضغط الهواء الذي يوفر للسيارة عدة مستويات من التعليق. فمستوى السيارة على سطح الأرض ينخفض عند الانطلاق على الطريق بمستويين، الأول فوق سرعة 125 كيلومترا في الساعة، والثاني أكثر انخفاضا على سرعات تزيد عن 210 كيلومترات في الساعة. كما يتغير المعدل بالعلاقة مع تحميل السيارة. هذا بخلاف ضبط مستويات الارتفاع عن سطح الأرض في المناطق الوعرة. وفي كل الأحوال يخضع التعليق لنظام إدارة فاعل من «بورشه» بالتحكم في نوابض فولاذية.

وتتمتع «كايين جي تي إس» بمكابح قوية، وهي قرصية مهواة أماما بقطر 13.8 بوصة وبحجم 13 بوصة خلفا. ويبدأ تفاعل المكابح عندما يرفع السائق قدمه بطريقة مفاجئة من على بدال الوقود، لكي توفر فرصة أكبر للتوقف في مسافة قصيرة. ويتعرف النظام على ظروف سحب مقطورة ويعمل على تخميد أي حركة بندولية أو متأرجحة لاستعادة الثبات للسيارة ومقطورتها مرة أخرى.

ويقوم نظام «بورشه» للدفع الرباعي بتوزيع هذا الدفع بنسبة 38 : 62 بين الأمام والخلف، ويمكن أن يتغير توزيع الدفع وفقا لظروف تشبث العجلات بالطريق أو بالمناطق الوعرة. وهي مزودة بنظام دفع رباعي دائم يتعامل معه ناقل التروس اليدوي أو الأوتوماتيكي تبترونيك وكلاهما بست سرعات.

ويعود تاريخ «كايين» إلى عام 2002 عندما قررت شركة «بورشه» دخول القطاع الرباعي الرياضي نظرا لتزايد الطلب عليه. ودخلت السيارة إلى الأسواق الأميركية للمرة الأولى في عام 2003. وهي تعتمد على قاعدة سيارة الـ«طوارق» التي تنتجها شركة «فولكسفاغن». وتنتمي السيارة الحالية إلى الجيل الثالث من عائلة «كايين»، وظهرت للمرة الأولى في معرض جنيف في العام الماضي. ويمكن التعرف على هذا الجيل من تصميم الأضواء الأمامية البراقة التي تعمل أثناء التشغيل، كما أن التصميم الداخلي استعار الكثير من ملامح تصميم السيارة العائلية الأخرى، «باناميرا». وتشترك «كايين» و«باناميرا» أيضا في المحركات ذات الثماني أسطوانات.

وبذلت الشركة جهدا ملحوظا في تخفيف وزن الجيل الجديد من «كايين»، ونجحت في إلغاء 250 كيلوغراما من وزنها بالمقارنة مع الجيل السابق، بفضل استخدام الألومنيوم والماغنيسيوم بدلا من الصلب في الكثير من المكونات.

وتتيح الشركة في أوروبا سيارات من هذا النوع تعمل بتقنية هايبرد، كما تتميز فئة «جي تي إس» بكاميرا للرؤية الخلفية وإمكانية تشغيل المحرك عن بعد والدخول بلا مفتاح، بالإضافة إلى التكييف لمنطقتين، والذاكرة لمقعد السائق ونظام كروز وشاشة ملاحة إلكترونية عريضة. وقدمت الشركة مجموعة خاصة من «جي تي إس» مكونة من مائة سيارة مزودة بملامح خاصة في السوق الأميركية، وهي تحمل مجموعة حقائب خاصة بها وتأتي بلون رصاصي وعجلات بقطر 12 بوصة من اللون نفسه.

وتتفوق «كايين جي تي إس» أيضا في مستويات الأمان التي توفرها. وهي مزودة بوسائد هوائية أمامية وجانبية ونظام مانع انغلاق العجلات ونظام حماية من الصدمات الخلفية. ولعل الميزة الأكبر لسيارة من هذا الحجم أنها تحمل اسم «بورشه»، ويمكن قيادتها كسيارة رياضية تماما بغض النظر عن الحجم والارتفاع. وتوفر لسائقها وركابها مقصورة فاخرة بها عناية واضحة بالتفاصيل ورحابة في كل الأرجاء. ولكنها باهظة الثمن (تبدأ الأسعار من 67 ألف دولار ويمكن أن تتعدى المائة ألف دولار بعد التجهيزات والخيارات)، كما أنها غالية في التشغيل والصيانة.

وهي أيضا تقتصر على خمسة ركاب في قطاع يمكن أن يزيد عدد ركاب سياراته إلى سبعة ركاب. ولكن أيا من المنافسين لا يحمل اسم «بورشه».

وتلقى «كايين جي تي إس» الجديدة استحسانا من كل أرجاء الصناعة، ووصفتها مطبوعة أميركية متخصصة في الشهر الماضي بأنها «أفضل رباعية رياضية على وجه الأرض». ولا شك أن الشركة التي قدمت للصناعة بعض أفضل السيارات الرياضية نجحت في اختبارها الرباعي بكفاءة، سواء من جهة براعة التصميم أو قوة الإنجاز.